کد مطلب:145555 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:88
استغاثة حبيب بن مظاهر بحي من بني أسد
ثم قال المجلسي رحمه الله: قال محمد بن أبي طالب:
و أقبل حبيب بن مظاهر الي الحسين عليه السلام فقال: يابن رسول الله! هاهنا حي من بني أسد بالقرب منا، أتأذن لي في المصير اليهم فأدعوهم الي نصرتك، فعسي الله أن يدفع بهم عنك؟
قال: قد أذنت لك.
فخرج حبيب اليهم في جوف الليل متنكرا حتي أتي اليهم، فعرفوه أنه من بني أسد، فقالوا: ما حاجتك؟
فقال: اني قد أتيتكم بخير ما أتي به وافد، علي قوم، أتيتكم أدعوكم الي نصر ابن بنت نبيكم، فانه في عصابة من المؤمنين، الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه و لن يسلموه أبدا، و هذا عمر بن سعد لعنه الله قد أحاط به، و أنتم قومي و عشيرتي، و قد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا و الاخرة، فاني أقسم بالله؛ لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صابرا محتسبا الا كان رفيقا لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم في عليين.
قال: فوثب اليه رجل من بني أسد يقال له: عبدالله بن بشر، فقال: أنا أول من يجيب الي هذه الدعوة، ثم جعل يرتجز و يقول:
قد علم القوم اذا تواكلوا
و أحجم الفرسان اذ تثاقلوا
أني شجاع بطل مقاتل
كأنني ليث عرين باسل
ثم تبادر رجال الحي حتي التأم منهم تسعون رجلا، فأقبلوا يريدون الحسين عليه السلام، و خرج رجل في ذلك الوقت من الحي حتي صار الي عمر بن سعد لعنه الله فأخبره بالحال.
فدعا ابن سعد لعنه الله برجل من أصحابه يقال له: الأزرق، فضم اليه أربع مائة فارس، و وجه نحو حي بني أسد.
فبينما أولئك القوم قد أقبلوا يريدون عسكر الحسين عليه السلام في جوف الليل، اذا استقبلهم خيل ابن سعد لعنه الله علي شاطي ء الفرات، و بينهم و بين عسكر الحسين عليه السلام اليسير، فناوش القوم بعضهم بعضا، و اقتتلوا قتالا شديدا.
و صاح حبيب بن ظماهر بالأزرق: ويلك! مالك؟ و مالنا؟ انصرف عنا و دعنا يشقي بنا غيرك.
فأبي الأزرق أن يرجع، و علمت بنوأسد أنهم لا طاقة لهم بالقوم، فانهزموا راجعين الي حيهم، ثم انهم ارتحلوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد لعنه الله أن يبيتهم.
و رجع حبيب بن مظاهر الي الحسين عليه السلام فخبره بذلك، فقال عليه السلام: لا حول و لا قوة الا بالله.