کد مطلب:256440 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:364

رسائله
لو ترك الناس أئمة أهل البیت علیهم السلام و شأنهم لحفظ لنا التاریخ أضعاف ما حفظه لهم الآن، و لا متلأت الدنیا بعلومهم و تعالیمهم، ولكنهم تعقبوهم قتلاً و تشریداً، فحرموا الأجیال من معین فیاض، و منهل عذب.

و موضوعنا - رسائل الامام علیه السلام - فاعلم رعاك الله أن خطب الأئمة علیهم السلام و أحادیثهم و وصایاهم و رسائلهم كلها من أجل الدفاع عن الاسلام و نشر تعالیمه و اعلاء كلمته، فهو هدفهم الأول و الأخیر، نذكر بعض ما ورد من رسائل الامام الهادی علیه السلام.

1 - من كتاب له علیه السلام الی بعض شیعته ببغداد:

«بسم الله الرحمن الرحیم، عصمنا الله و ایاك من الفتنة فان یفعل فقد أعظم بها نعمة، و ان لا یفعل فهی الهلكة، نحن نری أن الجدال فی القرآن بدعة اشترك فیها السائل و المجیب، فتعاطی السائل ما لیس له، و یتكلف المجیب ما لیس علیه، و لیس الخالق الا الله عزوجل و ما سواه مخلوق، و القرآن كلام الله لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالین، جعلنا الله و ایاك من الذین یخشون ربهم و هم من الساعة مشفقون» [1] .

2 - من كتاب له علیه السلام الی أحمد بن اسحاق جواباً عن كتاب كتبه الی یسأله عن الرؤیة و ما فیه الناس:



[ صفحه 223]



«لا تجوز الرؤیة ما لم یكن بین الرائی و المرئی هواء ینفذه البصر، فاذا انقطع الهواء، و عدم الضیاء بین الرائی و المرئی لم تصح الرؤیة، و كان فی ذلك الاشتباه، لأن الرائی متی ساوی المرئی من السبب الموجب بینهما فی الرؤیة وجب الاشتباه، و كان فی ذلك التشبیه، لأن الأسباب لابد من اتصالها بالمسببات» [2] .

3 - من كتاب له علیه السلام فی جواب لمن سأله عن التوحید:

«لم یزل الله موجوداً ثم كون ما أراد، لا راد لقضائه، و لا معقب لحكمه، تاهت أوهام المتوهمین، و قصر طرف الطارفین، و تلاشت أوصاف الواصفین، و اضمحلت أقاویل المبطلین، عن الدرك لعجیب شأنه أو الوقوع بالبلوغ علی علو مكانه، فهو بالموضع الذی لا یتناهی، و بالمكان الذی لم یقع علیه فیه عیون باشارة و لا عبارة، هیهات هیهات» [3] .



[ صفحه 224]




[1] التوحيد 224.

[2] الدمعة الساكبة 3 / 133. التوحيد 109.

[3] الاحتجاج 2 / 250.