حديث الدار لما نزل قول الله تعالي ( و انذر عشيرتك الأقربين ) في السنة الثالثة من البعثة. دعا رسول الله ( ص ) عشيرته إلي دار عمه أبي طالب، و بعد أن أكلوا و شربوا قال لهم رسول الله ( ص ) :
أيكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي و وصي و خليفتي من بعدي . فأحجم القوم، فقال علي ( ع ) أنا يا نبي اللّه. و حين قالها لثالث مرة و علي يقول : أنا يا نبي الله . أخذ برقبة علي و قال : إن هذا أخي و وصي و خليفتي من بعدي فاسمعوا له و أطيعوا. هذا الحديث الشريف من الاحاديث الشريفة التي احتج بها الشيعة علي خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام ، الا أن الحديث يحمل نوع من الاشكالية وسؤال استفهام حار فيه العقل وقصر عنه النظر ، فلم نجد له جوابا ، والاشكال يتنافي مع ما نعتقده من أن خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه كانت بالتنصيص من الرسول الأعظم عليه في روايات كثيرة لا مجال لذكرها وسردها ، والتعيين من قبل الله سبحانه وتعالي منذ الازل .
الاشكال : هل يجوز للنبي طرح الوصايا والخلافة من قبله كما ورد في الرواية بقوله « أيكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي و وصي وخليفتي من بعدي » علي عشيرته وتكون بالقابلية والاستعداد ومفتوحة لكل صاحب رغبة أن يقبل بها ؟!.
ثم الا يكون ذلك منافيا للتعيين من قبل الله سبحانه وتعالي ؟!
الا يكون ذلك تعارض ما بين ارادة الله سبحانه وتعالي وعرض رسول الله صلي الله عليه وآله .
ثم ( لو فرضنا وفرض المحال ليس بمحال ) تقدم أحد المتواجدين في الدار غير أمير المؤمنين وقال أنا هو ، فهل سيسلمه الرسول الخلافة والوصايا ؟!.
أم سيعتذر له وسيقول له أن الامر ليس بيدي ( وهذا محال في رسول الله صلي الله عليه وآله فهو الصادق الامين ) .
نرجو التكرم علينا بالجواب ونفي الشبهة الواردة بالدليل الجلي والحجة الواضحة ، وان أمكن تفصيلا واطالة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته