ماهو الذكر الذي وعد الله بحفظه ؟ عندما يقال هل يمكن تحريف القرآن ؟ لايجد المسلم شيئا يقوله سوي الآية ( إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وهي دليلك الوحيد ان الله يقدر علي حفظ كلمتة مهما كانت الظروف.. والاية اثبات لعدم تحريف الانجيل ايضا.. هل تعلم لماذا؟ لان عندما تقول لي أنّ الإنجيل محرف أقول لك أؤمن بالله القادر علي حفظ كلمته مهما فعل الأشرار وأنه يقدر أن يحميها منهم لان التوراة والانجيل هما ايضا ذكر .. الآية الكريمة ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فكم تعجبني هذه الآية التي يشهد فيها الله انه يقدر علي حفظ كلمته مهما فعل الأشرار و سيحفظها لأنه لن يقدر أحد أن يسلب الله أو يقدر علي تزييف كلامه ولكن هل تعلم ما هو الذكر؟ إن أقوي تفسير هو تفسير القران لنفسه فتأمل معي رأي القرآن: ( لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر آن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) ( الأنبياء 105 ) فماذا تفسر لنا الآية عن ما هو الذكر ؟..آن هناك آية كتبها الله في الزبور وكانت بعد الذكر .. أي أن الذكر جاء أولا ثم جاءت الزبور التي هي جزء من كتابنا المقدس أي أن الذكر هو كتابنا المقدس .. وما يؤكد ذلك آن الآية التي يذكر الله انه كتبها في الزبور هي موجودة عندنا فعلا في كتابنا الذي بين أيدينا الآن ( مزامير ( زبور ) 9:37 ـ 29) وتأكيد آخر في ( ما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالا نوحي إليهم فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون ) ( النحل 43 ) و( أنبياء 7 ) و هنا يقول الله لنبيه ما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالا نوحي إليهم أي الأنبياء وبناء علي ذلك إن كان هناك شيء لا تعلمونه فأسألوا أهل الذكر .. ( أي أهل هؤلاء الأنبياء من أهل الكتاب ) لأنه غير المعقول أن الله يقول لنبيه و المسلمين أسألوا المسلمين إن كنتم انتم المسلمين لاتعلمون ( من هم المسلمين الذين سيسألهم نبي الإسلام ؟ ) لكن الطبيعي أسأل أهل الذكر أي أهل الكتاب .. ولقد سميت التوراة ذكرا ( فرقان و ذكرا للمتقين ) بل إن التوراة نفسها قد سميت القرآن( لَقَدْ آتَيْنَا مُوسَي وَهَارُونَ الفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ ) ـ سورة الأنبياء 21 :48 ـ ,.. وهنا نري ان الله اتي موسي وهارون الذكر ومن يقدر ان يقول ان المقصود بالذكر هو القران فقط في وجود هذه الايات ؟
ماذا يحدث لو حرف مجموعة من الاشرار كلام الله ؟ .. انه سبحانه يعاقب الاشرار ويظهر كلامه الاصلي ويبطل المزيف .. ولا يوافق علي محو الاصل من كلمته ويبقي المزيف ثم ينزل كتاب اخر ؟ ان الانجيل لم ينزل لان التوراة حرفت فاستبدلها الله بالإنجيل بل كان مكملا للتوراة .. فلو حرفت التوراة لاينزل الله الانجيل كبديل .. بل يظهر الله النسخة الاصلية من التوراة ثم ينزل الانجيل مكمل .. هذا هو العقل والمنطق انه يحفظ الذكر لاان يتركه يسلب منه .. انه يستحيل ان يقدر الاشرار علي ابطال كلام الله لدرجة انهم يجبرون الله علي الإتيان بكتاب جديد وليس هناك اي درس يعلمه الله لنا عن طريق موافقته علي التضحية بكتابان هما هدي ونور هما اعز ما يملك اي التوراة والانجيل .. وكذلك يوجد مسلمون يؤمنون ان الله لم ينزل القرآن لأن التوراة والانجيل حرفوا بل هو اكمالا لهم خاتما رسالة السماء به ماهو الدرس الذي لاجله الله يترك كتابان عزيزان عليه للتحريف انزلهما في الالاف السنين وقاد بهم البشر وهم كانوا ملازمين لأنبيائه علي مر العصور ؟ ترك الكتابان للتحريف من اجل هذا الدرس ؟ هل الدرس هو ان يقول ان البشر لايقدرون علي حفظ كلمته ؟ واليك جواب هذا السؤال :
اولاّ: درس كهذا لايضحي الله باية واحدة من كلامه بان يتركها للدمار والتحريف من اجل اثباته لابكتابان كاملان ؟
ثانيا: من قال ان البشر يقدرون علي حفظ كلام الله .. انه شيء معروف .. ان النفس امارة بالسوء والاجيال تتواري والشر موجود وبالتالي لايقدر علي حفظ كلام الله سوي الله نفسه
ثالثا: ما الذي كان يمنع الله ان ينزل ايات بينات يشرح فيها انه بالفعل البشر لايقدرون ان يحفظوا كلامه وقد كنا سنفهم الدرس ونؤمن بهذا الكلام بدون ان يضطر الله كارها ان يضحي بكتابان عزيزان عليه
رابعا: ان الله ترك الامر يتكرر مرتان .. انزل التوراة فحرفها اليهود فغضب الله ثم انزل الانجيل فحرفه النصاري فغضب الله ثم انزل القران وهنا قرر الله ان يحفظه .. اي عقل ومنطق يقبل هذا الكلام ؟
خامسا: .. الايكتفي بالتضحية لأجل هذا الدرس بعشر آيات او كتاب واحد فقط ؟ لكنه درس احتاج الله ان يترك لاجله كتابان كاملان للتحريف بسببه ولايتدخل لأجل ارجاعهم علي وضعهم الاصلي ولكن ينزل كتاب ثالث لامكملا بل لاغيا وهنا فقط يقرر الله ان يحفظه هذه المرة
سادسا: تؤمنون كمسلمين ان الله لم يترك نبيه عيسي بيد الاشرار لكي يصلبوه بل اعطاهم شبيها له خدعهم واعتقدوا انه المسيح وصلبوه .. يمكرون والله خير الماكرين.. فلماذا لم يفعل الله نفس الشيء مع الانجيل والتوراة ؟ لماذا لم يمكر الله وهو يري الاشرار ذاهبون لتحريف الانجيل مثلا ان يعطيهم انجيل مزيف لكي يحرفوه او بلغة اخري لكي يصلبوه ويبقي كلامه العزيز خالدا لاتقدر يد ان تمسه فانه الذكر الذي انزله وهو لايقل اهمية عن سيدنا عيسي فهو كلام الله ؟