کد مطلب:127416 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:373

عبادته
اذا ذكر أئمة أهل البیت علیهم السلام تبادر الذهن الی عابدة متواصلة، و أوراد كثیرة، و كرم و احسان، و سیرة مثالیة، و أخلاق فاضلة، و سجایا كریمة.

فهم علیهم السلام مجمع الفضائل، و منتهی المكارم، ورثهم جدهم الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم أخلاقه و سجایاه، و أتحفهم بعاداته و أطواره، فغدوا بها أفضل الخلائق، و أكرم الكائنات.

و الحدیث فی هذا الفصل عن عبادة الامام أبی محمد الحسن علیه السلام، فلا غرو اذا بلغ بها النهایة فی التعب و النصب و الخشوع و الخضوع، نذكر من ذلك:

1- قال الامام الصادق علیه السلام: حدثنی أبی عن أبیه علیه السلام أن الحسن بن علی بن أبی طالب علیه السلام كان أعبد الناس فی زمانه و أزهدهم و أفضلهم، و كان اذا حج حج ماشیا، و ربما مشی حافیا، و كان اذا ذكر الموت بكی، و اذا ذكر القبر بكی، و اذا ذكر البعث و النشور بكی، و اذا ذكر الممر علی الصراط بكی، و اذا ذكر العرض علی الله تعالی ذكره شهق شهقة یغشی علیه منها، و كان اذا قام فی صلاته ترتعد فرائصه بین یدی ربه عزوجل، و كان اذا ذكر الجنة و النار اضطرب اضطراب السلیم. و یسأل الله الجنة، و یعوذ به من النار؛ و كان علیه السلام لا یقرأ من كتاب الله عزوجل (یآیها الذین ءامنوا) الا قال: لبیك اللهم لبیك، و لم یر فی شی ء من أحواله الا ذاكرا لله سبحانه. و كان أصدق الناس لهجة، و أفصحهم منطقا [1] .



[ صفحه 111]



2- حج علیه السلام خمسا و عشرین حجة ماشیا و ان النجایب لتقاد معه [2] .

3- كان اذا توضأ ارتعدت مفاصله، و اصفر لونه، فقیل له فی ذلك، فقال: حق علی كل من وقف بین یدی رب العرش أن یصفر لونه، و ترتعد مفاصله.

و كان اذا بلغ باب المسجد یرفع رأسه و یقول: الهی ضیفك ببابك، یا محسن قد أتاك المسی ء، فتجاوز عن قبیح ما عندی بجمیل ما عندك یا كریم [3] .



[ صفحه 112]




[1] أمالي الشيخ الصدوق 151.

[2] كشف الغمة 164. اسعاف الراغبين بهامش نورالأبصار 176.

[3] أعيان الشيعة 4 ق 1 / 13.