کد مطلب:127420 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:361

وصایاه
كتب السیر و التراجم مستفیضة بوصایا أئمة أهل البیت علیهم السلام لشیعتهم و محبیهم. و تشتمل هذه الوصایا علی كنوز من المعارف و الأخلاق و الآداب و الدعوة الی الحق، ولو جمعنا ما وصل الی أیدینا من وصایا أهل البیت علیهم السلام لكانت موسوعة ضخمة تحتاجها الأمة الیوم فی نهضتها الدینیة، و فی هذه الصفحات بعض ما ورد من وصایا سیدنا أبی محمد الحسن علیه السلام:

1- من وصیة له علیه السلام لبنیه و بنی أخیه: یا بنی و بنی أخی انكم صغار قوم و توشكون أن تكونوا كبار قوم آخرین، فتعلموا العلم، فمن لم یستطع منكم أن یرویه أو یحفظه فلیكتبه، و لیجعله فی بیته [1] .

2- من وصیة له علیه السلام: یا ابن آدم: عف عن محارم الله تكن عابدا، و ارض بما قسم الله تكن غنیا، و احسن جوار من جاورك تكن مسلما، و صاحب الناس بمثل ما تحب أن یصاحبوك به تكن عدلا، انه كان بین أیدیكم أقوام یجمعون كثیرا، و یبنون مشیدا، و یأملون بعیدا، أصبح جمعهم بورا، و عملهم غرورا، و مساكنهم قبورا.

یا ابن آدم: انك لم تزل فی هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما فی یدیك لما بین یدیك، فان المؤمن یتزود، و الكافر یتمتع [2] .

3- دخل علیه جنادة بن أبی أمیة فی مرضه الذی توفی فیه فقال له: عظنی یا ابن رسول الله.



[ صفحه 122]



قال: نعم: استعد لسفرك، و حصل زادك قبل حلول أجلك، و اعلم أنك تطلب الدنیا و الموت یطلبك، و لا تحمل هم یومك الذی لم یأت علی یومك الذی أنت فیه؛ و اعلم أنك لا تكسب من المال شیئا فوق قوتك الا كنت فیه خازنا لغیرك، و اعلم أن الدنیا فی حلالها حساب، و فی حرامها عقاب، و فی الشبهات عتاب، فانزل الدنیا بمنزلة المیتة، خذ منها ما یكفیك، فان كان حلالا كنت قد زهدت فیها، و ان كان حراما لم یكن فیه وزر، فأخذت منه كما أخذت من المیتة، و ان كان العتاب فالعتاب یسیر؛ و اعمل لدنیاك كأنك تعیش أبدا، و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا؛ و اذا أردت عزا بلا عشیرة و هیبة بلا سلطان، فاخرج من ذل معصیة الله الی عز طاعة الله عزوجل؛ و اذا نازعتك الی صحبة الرجال حاجة فاصحب من اذا صحبته زانك، و اذا خدمته صانك، و اذا أردت معونة أعانك، و ان قلت صدق قولك، و ان صلت شد صولك، و ان مددت یدك بفضل مدها، و ان بدت منك ثلمة سدها، و ان رأی منك حسنة عدها، و ان سألته أعطاك، و ان سكت عنه ابتداك، و ان نزلت بك احدی الملمات و اساك، من لا یأتیك منه البوائق، و لا تختلف علیك منه الطرائق، و لا یخذلك عنه الحقائق، و ان تنازعتما منقسما آثرك [3] .



[ صفحه 123]




[1] الحسن بن علي لعبد القادر أحمد اليوسف ص 66.

[2] أعيان الشيعة 4 ق 1 / 107.

[3] أعيان الشيعة 4 ق 1 / 105.