کد مطلب:127423 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:360

اجوبته
نقدم فی هذا الفصل بعض أجوبته علیه السلام فی مسائل شتی من الأخلاق، و الآداب. و جوابه صلوات الله علیه - علی اختصاره - لا تجده فی مطولات كتب الأخلاق، و لا عند حكماء الاسلام؛ و بعض هذه الأسئلة سأله عنها أبوه أمیرالمؤمنین علیه السلام، اظهارا لفضله، و اشادة بمقامه.

كما أن بعض هذه الأسئلة بدرجة من الغموض - كمسائل ملك الروم - لا یمكن الاجابة عنها، و الاهتداء الیها، ولكنهم أهل البیت علمهم عن جدهم عن جبرئیل، عن الله.

نذكر بعض أجوبته علیه السلام:

1- سأله أبوه أمیرالمؤمنین علیه السلام:

فقال: یا بنی ما السداد؟

قال: یا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف.

قال: فما الشرف؟

قال: اصطناع العشیرة، و حمل الجریرة.

قال: فما المروءة؟

قال: العفاف، و اصلاح المرء ما له.

قال: فما الدنیئة؟

قال: النظر فی الیسیر، و منع الحقیر.



[ صفحه 129]



قال: فما اللؤم؟

قال: احتراز المرء نفسه، و بذله عرسه.

قال: فما السماحة؟

قال: البذل فی العسر و الیسر.

قال: فما الشح؟

قال: أن تری ما فی یدیك سرفا، و ما أنفقته تلفا.

قال: فما الاخاء؟

قال: الوفاء فی الشدة و الرخاء.

قال: فما الجبن؟

قال: الجرأة علی الصدیق، و النكول عن العدو.

قال: فما الغنیمة؟

قال: الرغبة فی التقوی، و الزهادة فی الدنیا.

قال: فما الحلم؟

قال: كظم الغیظ، و ملك النفس.

قال: فما الغنی؟

قال: رضی النفس بما قسم الله لها و ان قل، فانما الغنی غنی النفس.

قال: فما الفقر؟

قال: شره النفس فی كل شی ء.

قال: فما المنعة؟

قال: شدة البأس، و مقارعة أشد الناس.

قال: فما الذل؟

قال: الفزع عند المصدوقیة.



[ صفحه 130]



قال: فما الجرأة؟

قال: موافقة الأقران.

قال: فما الكلفة؟

قال: كلامك فیما لا یعنیك.

قال: فما المجد؟

قال: أن تعطی فی الغرم، و أن تعفو عند الجرم.

قال: فما العقل؟

قال: حفظ القلب كلما استرعیته.

قال: فما الخرق؟

قال: معاداتك امامك، و رفعك علیه كلامك.

قال: فما الثناء؟

قال: اتیان الجمیل، و ترك القبیح.

قال: فما الحزم؟

قال: نول الأناة و الرفق بالولاة و الاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم.

قال: فما الشرف؟

قال: موافقة الاخوان، و حفظ الجیران.

قال: فما السفه؟

قال: اتباع الدناة، و مصاحبة الغواة.

قال: فما الغفلة؟

قال: تركك المسجد، و طاعتك المفسد.

قال: فما الحرمان؟

قال: تركك حظك و قد عرض علیك [1] .



[ صفحه 131]



2- سئل علیه السلام عن عشرة أشیاء بعضها أشد من بعض.

فقال: أشد شی ء خلق الله الحجر، و أشد منه الحدید یقطع به الحجر، و أشد من الحدید النار تذیب الحدید، و أشد من النار الماء، و أشد من الماء السحاب، و أشد من السحاب الریح التی تحمل السحاب، و أشد من الریح الملك الذی یردها، و أشد من الملك ملك الموت الذی یمیت الملك، و أشد من ملك الموت الموت الذی یمیت ملك الموت، و أشد من الموت أمر الله الذی یدفع الموت [2] .

3- سئل علیه السلام: من أحسن الناس عیشا؟

فقال علیه السلام: من أشرك الناس فی عیشه.

و سئل علیه السلام: من أشر الناس عیشا؟

فقال علیه السلام: من لا یعیش فی عیشه أحد [3] .

4- سأله معاویة: یا أبامحمد ثلاث خصال ما وجدت من یخبرنی عنهن.

قال علیه السلام: و ما هی؟

قال: المروءة و الكرم و النجدة.

فقال علیه السلام: أما المروءة: فاصلاح الرجل أمر دینه و حسن قیامه علی ماله، ولین الكف و افشاء السلام، و التحبب الی الناس.

و الكرم: العطیة قبل السؤال، و التبرع بالمعروف و الاطعام فی المحل.

ثم النجدة: الذب عن الجار، و المحاماة فی الكریهة، و الصبر عند الشدائد [4] .

5- سئل علیه السلام عن الصمت فقال علیه السلام: هو ستر العی، و زین العرض، و فاعله فی راحة، و جلیسه آمن [5] .



[ صفحه 132]



6- كتب ملك الروم الی معاویة یسأله عن ثلاث: عن مكان بمقدار وسط السماء، و عن أول قطرة دم علی الأرض، و عن مكان طلعت فیه الشمس مرة، فلم یعلم ذلك، فاستغاث بالحسن بن علی علیهماالسلام.

فقال: ظهر الكعبة، و دم حواء، و أرض البحر حین ضربه موسی [6] .

7- و عنه علیه السلام فی جواب ملك الروم و قد سأل عما لا قبله له، و عما لا قرابة له قال: ما لا قبلة له فهو الكعبة، و ما لا قرابة له فهو الرب تعالی [7] .

8- سأل شامی الحسن بن علی علیهماالسلام فقال: كم بین الحق و الباطل؟

فقال: أربع أصابع فما رأیته بعینك فهو الحق، و قد تسمع بأذنیك باطلا كثیرا.

قال: كم بین الایمان و الیقین؟

فقال: أربع أصابع، الایمان ما سمعناه، و الیقین ما رأیناه.

قال: كم بین السماء و الأرض؟

قال: دعوة المظلوم، و مد البصر.

قال: كم بین المشرق و المغرب؟

قال: مسیرة یوم للشمس [8] .

9- كان الحسن رضی الله عنه یجلس فی مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و یجتمع الناس حوله، فجاء رجل فوجد شخصا یحدث عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و الناس حوله مجتمعون، فجاء الیه الرجل فقال: أخبرنی عن شاهد و مشهود؟

فقال: نعم، أما الشاهد فیوم الجمعة، و أما المشهود فیوم عرفة. فتجاوزه الی آخر یحدث فی المسجد فسأله عن شاهد و مشهود كذلك.

فقال: أما الشاهد فیوم الجمعة و أما المشهود فیوم النحر.

ثم تجاوزهما الی ثالث فسأله عن شاهد و مشهود أیضا فقال:



[ صفحه 133]



الشاهد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و المشهود یوم القیامة، أما سمعته عزوجل یقول: (یأیها النبی انآ أرسلنك شهدا و مبشرا و نذیرا) و قال تعالی: (ذلك یوم مجموع له الناس و ذلك یوم مشهود) فسأل عن الأول فقالوا ابن عباس، و سأل عن الثانی فقالوا: ابن عمر، و سأل عن الثالث فقالوا: الحسن بن علی بن أبی طالب رضی الله عنهما [9] .

10- سئل علیه السلام عن السیاسة فقال:

هی أن ترعی حقوق الله، و حقوق الأحیاء، و حقوق الأموات، فأما حقوق الله: فأداء ما طلب، و الاجتناب عما نهی؛ و أما حقوق الأحیاء: فهی أن تقوم بواجبك نحو اخوانك، و لا تتأخر عن خدمة أمتك، و أن تخلص لولی الأمر ما أخلص لأمته، و أن ترفع عقیرتك فی وجهه اذا ما حاد عن الطریق السوی، و أما حقوق الأموات: فهی أن تذكر خیراتهم و تتغاضی عن مساوئهم، فان لهم ربا یحاسبهم [10] .

11- سأله معاویة: ما یجب لنا فی سلطاننا؟

فقال علیه السلام: ما قال سلیمان بن داود.

قال: و ما قال سلیمان؟

قال: انه قال لبعض أصحابه: أتدری ما یجب علی الملك فی ملكه، و ما لا یضر اذا أدی الذی علیه منه: اذا خاف الله فی السر و العلانیة، و عدل فی الغضب و الرضا، و قصد فی الفقر و الغنی، و لم یأخذ الأموال غصبا، و لم یأكلها اسرافا و تبذیرا، لم یضره ما تمتع به من دنیاه اذا كان من خلته [11] .

12- كان علیه السلام یطوف فی بیت الله الحرام فسأله رجل عن معنی الجواد.

فقال له: ان لكلامك وجهین: ان كنت تسأل عن المخلوق فان الجواد الذی یؤدی ما افترض علیه، و البخیل الذی یبخل بما افترض علیه؛ و ان كنت تسأل عن



[ صفحه 134]



الخالق: فهو الجواد ان أعطی و ان منع، لأنه ان أعطی عبدا أعطاه ما لیس له، و ان منع منع ما لیس له [12] .

13- سأله رجل: یا ابن رسول الله صف لی ربك كأنی أنظر الیه فأطرق علیه السلام ملیا ثم رفع رأسه فقال: الحمدلله الذی لم یكن له أول معلوم، و لا آخر متناه، و لا قبل مدرك، و لا بعد محدود، و لا أمد بحتی و لا شخص فیتجزأ، و لا اختلاف صفة فیتناهی، فلا تدرك العقول و أوهامها، و لا الفكر و خطوراتها، و لا الألباب و أذهانها صفته فتقول: متی، و لا بدی ء مما، و لا ظاهر علی ما، و لا باطن فیما، و لا تارك فهلا، خلق الخلق فكان بدیئا بدیعا، ابتدأ ما ابتدع؛ و ابتدع ما ابتدأ و فعل ما أراد، و أراد ما استزاد، ذلكم الله رب العالمین [13] .

14- نقل انه علیه السلام اغتسل و خرج من داره فی حلة فاخرة، و بزة طاهرة، و محاسن سافرة، و قسمات ظاهرة و نفخات ناشرة، و وجهه یشرق حسنا، و شكله قد كمل صورة و معنی، و الاقبال یلوح من أعطافه، و نضرة النعیم تعرف فی أطرافه، و قاضی القدر قد حكم أن السعادة من أوصافه، ثم ركب بغلة فارهة غیر قطوف، و سار مكتنفا من حاشیته و غاشیته بصفوف فلو شاهده عبدمناف لأرغم بمفاخرته به معاطس أنوف، وعده و آباءه و جده فی احراز خصل الفخار یوم التفاخر بألوف، فعرض له فی طریقه من محاویج الیهود، فی هدم قد أنهكته العلة، و ارتكبته الذلة، و أهلكته القلة، و جلده یسیر عظامه، و ضعفه یقید أقدامه، و ضره قد ملك زمامه و سوء حاله قد حبب الیه حمامه، و شمس الظهیرة تشوی شواه، و أخمصه تصافح ثری ممشاه، و عذاب عرعریه عراه [14] و طول طواه قد أضعف بطنه و طواه، و هو حامل جرا مملوء ماء علی مطاه [15] و حاله یعطف علیه القلوب القاسیة عند مرآه، فاستوقف الحسن علیه السلام و قال: یا ابن رسول الله أنصفنی.



[ صفحه 135]



فقال علیه السلام: فی أی شی ء؟

فقال: جدك یقول: الدنیا سجن المؤمن و جنة الكافر، و أنت مؤمن و أنا كافر، فما أری الدنیا الا جنة لك تتنعم بها و تستلذ فیها، و ما أراها الا سجنا لی قد أهلكنی ضرها، و أتلفنی فقرها.

فلما سمع الحسن علیه السلام كلامه أشرق علیه نور التأیید، و استخرج الجواب بفهمه من خزانة علمه، و أوضح للیهودی خطأ ظنه، و خطل زعمه، و قال: یا شیخ لو نظرت الی ما أعد الله لی و للمؤمنین فی الدار الآخرة مما لا عین رأت و لا أذن سمعت، لعلمت أنی قبل انتقالی الیه فی هذه الدنیا فی سجن ضنك؛ ولو نظرت الی ما أعد الله لك و لكل كافر فی الدر الآخرة من سعیر نار الجحیم و نكال عذاب المقیم لرأیت أنك قبل مصیرك الیه الآن فی جنة واسعة و نعمة جامعة [16] .



[ صفحه 136]




[1] البداية و النهاية لابن كثير 8 / 40.

[2] بحارالأنوار 10 / 90.

[3] الحسن بن علي لعبد القادر أحمد اليوسف ص 62.

[4] تاريخ اليعقوبي 2 / 215.

[5] مطالب السؤول 69.

[6] المناقب 2 / 152.

[7] المناقب 2 / 152.

[8] المناقب 2 / 152.

[9] نورالأبصار 173.

[10] حياة الامام الحسن بن علي للقرشي 1 / 143.

[11] تاريخ اليعقوبي 2 / 202.

[12] حياة الامام الحسن بن علي للقرشي 1 / 144.

[13] التوحيد 46.

[14] العر: الحرب.

[15] المطا: الظهر.

[16] كشف الغمة 163.