کد مطلب:145542 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:157

خطبته
فلم یزل الحر موافقا للحسین علیه السلام حتی حضرت صلاة الظهر، فأمر الحسین علیه السلام الحجاج بن مسرور [1] أن یؤذن، فلما حضرت الاقامة خرج الحسین علیه السلام فی ازار ورداء و نعلین، فحمد الله تعالی و أثنی علیه، ثم قال:

أیها الناس! انی لم آتكم حتی اتتنی كتبكم، و قدمت علی رسلكم أن: «أقدم علینا، فانه لیس لنا امام، لعل الله أن یجمعنا بك علی الهدی و الحق»، فان كنتم علی ذلك، فقد جئتكم، فأعطونی ما أطمئن الیه من عهودكم و مواثیقكم، و ان لم تفعلوا، و كنتم لمقدمی كارهین، انصرفت عنكم، الی المكان الذی جئت منه الیكم.

فسكتوا عنه و لم یتكلموا كلمة، فقال للمؤذن: أقم.

فأقام الصلاة، فقال للحر: أترید أن تصلی بأصحابك؟

قال الحر: لا، بل تصلی أنت و نصلی بصلاتك.

فصلی بهم الحسین علیه السلام، ثم دخل فاجتمع علیه أصحابه، و انصرف الحر الی مكانه الذی كان فیه، فدخل خیمة قد ضربت له، فاجتمع الیه خمسمائة من


أصحابه [2] و عاد الباقون الی صفهم الذی كانوا فیه [فأعادوه]، ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته و جلس فی ظلها.

فلما كان وقت العصر أمر الحسین علیه السلام أن یتهیؤوا للرحیل، فرحلوا [3] ، ثم أمر منادیه فنادی بالعصر، و أقام، فاستقدم الحسین علیه السلام و قام فصلی بالقوم، ثم سلم و انصرف الیهم بوجهه، فحمد الله و أثنی علیه، ثم قال:

أما بعد؛ أیها الناس! فانكم ان تتقوا الله و تعرفوا الحق لأهله، یكن أرضی لله عنكم و نحن أهل بیت محمد صلی الله علیه و آله و سلم أولی بولایة هذا الأمر علیكم من هؤلاء المدعین ما لیس لهم، و السائرین فیكم بالجور و العدوان، فان أبیتم الا الكراهة لنا و الجهل بحقنا، و كان رأیكم الان غیرما اتتنی به كتبكم، و قدمت علی به رسلكم انصرفت عنكم.

فقال له الحر: أنا والله؛ ما أدری ما هذه الكتب و الرسل التی تذكر؟

فقال الحسین علیه السلام لبعض أصحابه: یا عقبة بن سمعان! أخرج الخرجین اللذین فیهما كتبهم الی.

فأخرج خرجین مملوءین صحفا، فنثرت بین یدیه.

فقال له الحر: انا لسنا من هؤلاء الذین كتبوا الیك، و قد امرنا اذا نحن لقیناك أن لا نفارقك حتی نقدمك الكوفة علی عبیدالله بن زیاد.

فقال له الحسین علیه السلام: الموت أدنی الیك من ذلك.

ثم قال لأصحابه: قوموا فاركبوا.


فركبوا، و انتظر حتی ركبت نساؤهم، فقال لأصحابه، انصرفوا.


[1] في البحار: الحجاج بن مسروق.

[2] في الارشاد: جماعة من أصحابه.

[3] في الارشاد و البحار: ففعلوا.