کد مطلب:167995 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:159

الثعلبیة
(من منازل طریق مكّة من الكوفة، بعد الشقوق وقبل الخزیمیة، وهی ثُلُثا الطریق..). [1] .

روی الطبری، عن أبی مخنف، عن أبی جناب الكلبی، عن عدیّ بن حرملة الاسدی، عن عبداللّه بن سلیم، والمُذری بن المشمعلّ الاسدیین: (قالا: لمّا قضینا حجّنا لم یكن لنا همّة إلاّ اللحاق بالحسین فی الطریق لننظر ما یكون من أمره وشأنه!، فأقبلنا تُرقل بنا ناقتانا مسرعین حتّی لحقناه بزرود، فلمّا دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطریق حین رأی الحسین.

قالا: فوقف الحسین كأنّه یریده، ثمّ تركه ومضی، ومضینا نحوه، فقال أحدنا لصاحبه: إذهب بنا إلی هذا فلنسأله، فإن كان عنده خبر بالكوفة علمناه. فمضینا حتّی انتهینا إلیه، فقلنا: السلام علیك.

قال: وعلیكم السلام ورحمة اللّه. ثمّ قلنا: فَمَن الرجل؟


قال: أسدیُّ.

فقلنا: نحن أسدیّان، فمن أنت؟

قال: أنا بكیر بن المثعبة. [2] .

فانتسبنا له، ثمّ قلنا: أخبرنا عن النّاس وراءك! قال: نعم، لم أخرج من الكوفة حتّی قُتل مسلم بن عقیل وهانی بن عروة، فرأیتهما یجرّان بأرجلهما فی السوق!

قالا: فأقبلنا حتّی لحقنا بالحسین فسایرناه حتّی نزل الثعلبیة ممسیاً، فجئناه فسلّمنا علیه فردّ علینا.

فقلنا له: یرحمك اللّه، إنّ عندنا خبراً، فإنْ شئت حدّثنا علانیة وإنْ شئت سرّاً.

قال فنظر إلی أصحابه وقال: مادون هؤلاء سرّ!

فقلنا له: أرأیت الراكب الذی استقبلك عشاء أمسِ؟

قال: نعم، وقد أردتُ مسألته!

فقلنا: قد استبرأنا لك خبره وكفیناك مسألته، وهو ابن امری ء من أسدٍ منّا، ذو رأی وصدق وفضل وعقل، وإنّه حدّثنا أنه لم یخرج من الكوفة حتّی قُتل مسلم بن عقیل وهانیء بن عروة، وحتّی رآهما یجرّان فی السوق بأرجلهما!


فقال: إنّا للّه وإنّا إلیه راجعون، رحمة اللّه علیهما. فردّد ذلك مراراً!

فقلنا: ننشدك اللّه فی نفسك وأهل بیتك إلاّ انصرفت من مكانك هذا، فإنّه لیس لك بالكوفة ناصر ولاشیعة! بل نتخوف أن تكون علیك!

فوثب عندذلك بنوعقیل بن أبی طالب!). [3] .

وروی الطبری، عن أبی مخنف، عن عمر بن خالد، عن زید بن علیّ بن الحسین، وعن داود بن علیّ بن عبداللّه بن عبّاس: (أنّ بنی عقیل قالوا: لاواللّه، لانبرح حتّی نُدرك ثاءرنا أو نذوق ماذاق أخونا!). [4] .

ثمّ یعود إلی روایة الاسدیین، (قالا: فنظر إلینا الحسین فقال: لاخیر فی العیش بعد هؤلاء! قالا: فعلمنا أنّه قد عزم له رأیه علی المسیر، قالا: فقلنا: خار اللّه لك! فقال: رحمكما اللّه.

قالا: فقال له بعض أصحابه: إنّك واللّه ما أنت مثل مسلم بن عقیل، ولو قدمت الكوفة لكان الناس إلیك أ سرع.

قال الاسدیان: ثمّ انتظر حتّی إذا كان السحر قال لفتیانه وغلمانه: أكثروا من الماء! فاستقوا وأكثروا، ثمّ ارتحلوا وساروا حتّی انتهوا إلی زُبالة.). [5] .


[1] معجم البلدان، 2:78.

[2] ذكره البلاذري في أنساب الاشراف، 3:379 باسم بكر بن المعنقة بن رود، وذكر القصة هكذا: (ولقي الحسين ومن معه رجل يقال له بكر بن المعنقة بن رود، فأخبرهم بمقتل مسلم بن عقيل وهانيء، وقال رأيتهما يجرّان بأرجلهما في السوق، فطلب إلي الحسين في الانصراف، فوثب بنوعقيل فقالوا: واللّه لاننصرف حتّي نُدرك ثاءرنا أو نذوق ماذاق أخونا.

فقال حسين: ما خير في العيش بعد هؤلاء!. فعلم أنّه قد عزم رأيه علي المسير، فقال له عبداللّه بن سُليم، والمدري بن الشمعل الاسديان: خار اللّه لك. فقال: رحمكما اللّه.).

[3] تاريخ الطبري، 3 :302-303.

[4] تاريخ الطبري، 3 :302-303.

[5] تاريخ الطبري، 3 :302-303.