کد مطلب:168007 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:212

زبالة
(منزل معروف بطریق مكّة من الكوفة، وهی قریة عامرة بها أسواق، بین واقصة والثعلبیة، وقال أبوعبیدة السكونی: زبالة بعد القاع من الكوفة قبل الشقوق فیها حصن وجامع لبنی غاضرة من بنی أسد، قالوا: سمّیت زُبالة بزبلها الماء أی بضبطها له وأخذها منه..). [1] .

وقد سجّل التأریخ لنا وقائع مهمة فی هذا المنزل، منها:

قال الدینوری: (فلمّا وافی زُبالة وافاه بها رسول محمّد بن الاشعث وعمر بن سعد، بما كان سأله مسلم أن یكتب به إلیه فی أمره، وخذلان أهل الكوفة إیّاه بعد أن بایعوه، وقد كان مسلم سأل محمّد بن الاشعث ذلك.

فلمّا قراء الكتاب استیقن بصحة الخبر، وأفظعه قتل مسلم بن عقیل وهانی بن عروة، ثمّ أخبره الرسول بقتل قیس بن مسهّر الصیداوی رسوله الذی وجّهه من بطن الرمّة.

وقد كان صحبه قوم من منازل الطریق، فلمّا سمعوا خبر مسلم، وقد كانوا ظنّوا أنه یقدم علی أنصار وعضُد تفرّقوا عنه، ولم یبق معه إلاّ خاصّته.). [2] .

وقال السیّد ابن طاووس (ره): (ثمّ سار الحسین علیه السلام حتّی بلغ زُبالة فأتاه فیها خبر مسلم بن عقیل، فعرف بذلك جماعة ممّن تبعه، فتفرّق عنه أهل الاطماع والارتیاب، وبقی معه أهله وخیار الاصحاب.

قال الراوی: وارتجّ الموضع بالبكاء والعویل لقتل مسلم بن عقیل، وسالت


الدموع كلّ مسیل!). [3] .

وكان الطبری قد روی قصة مبعوث محمّد بن الاشعث إلی الامام علیه السلام هكذا: (دعا محمّد بن الاشعث إیاسَ بن العثل الطائی من بنی مالك بن عمرو بن ثمامة، وكان شاعراً وكان لمحمّد زوّاراً، فقال له: إلْقَ حسیناً فأبلغه هذا الكتاب، وكتب فیه الذی أمره ابن عقیل، وقال له: هذا زادك وجهازك ومُتعة لعیالك. فقال: مِن أینَ لی براحلة؟ فإنّ راحلتی قد أنضیتها! قال: هذه راحلة فاركبها برحلها.

ثمّ خرج فاستقبله بزُبالة لاربع لیال، فأخبره الخبر وبلّغه الرسالة، فقال له حسین: كُلُّ ما حُمَّ نازل، وعند اللّه نحتسب أنفسنا وفساد أمّتنا!). [4] .


[1] معجم البلدان، 3:129.

[2] الاخبار الطوال: 247-248.

[3] اللهوف: 32.

[4] تأريخ الطبري، 3:290.