کد مطلب:168181 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

اشارة
هدّد ابن زیاد جمیع أهل الكوفة بإنقاع أشدّ العقوبات بمن یتخلف منهم عن الخروج معه لقتال الإمام علیه السلام، و ممّا جاء فی أمره و تهدیده: «...فلایبقین رجل من العرفاء و المناكب و النجّار و السكّان إلاّ خرج فعسكر معی! فأیّما رجل وجدناه بعد یومنا هذا متخلّفاً عن العسكر برئت منه الذمّة! (أنساب الأشراف 3: 386-387).

«وأمر القعقاع بن سوید بن عبدالرحمن بن جبیر المنقری بالتطواف بالكوفة فی خیل، فوجد رجلاً من همدان - من أهل الشام علی روایة الدینوری - قد قدم یطلب میراثاً له بالكوفة، فأتی به ابن زیاد فقتله، فلم یبق بالكوفة محتلم إلاّ خرج إلی العسكر بالنخیلة!». (نفس المصدر387:3 و راجع: الأخبار الصوال: 255). ویصف المؤرخون كراهة الناس للتوجه إلی قتال الإمام علیه السلام، فیقول البلاذری:«و كان الرجل یبعث فی ألف فلایصل إلاْ فی ثلاثمائة أو أربعمائة وأقلّ من ذلك كراهة منهم لهذا الوجه» (نفس المصدر: 387:3).

ویقول الدینوری: «قالوا: وكان ابن زیاد إذا وجّه الرجل إلی قتال الحسین فی الجمع الكثیر، یصلون إلی كربلاء ولم یبق منهم إلاّ القلیل، كانوا یكرهون قتال الحسین فیر تدعون و یتخلّفون!»(الأخبار الطوال: 254).

وروی الطبری عن سعد بن عبیدة أنّه رأی فی وقعة كربلاء أشیاخاً من أهل الكوفة واقفین علی التلّ یبكون و یقولون: اللهمّ أنزل نصرك (أی علی الحسین علیه السلام!) فقال لهم سعد: یا أعداء الله ألاّ تنزلون فتنصرونه!!؟ (راجع: تأریخ الطبری 295:4، مؤسسة الأعمی - بیروت)@ ومثل هؤلاء وهم كثرة لایزدلفون إلیه (ع) لقتله


طائعین، وإذا ازدلفوا إلیه مرغمین فهم لیسوا ممّن یتقرّب إلی اللّه تعالی بقتله!

إذن فإذا أضفنا عدد هؤلاء المرغمین علی الحضور فی كربلاء الكارهین لقتل الامام (ع) وقتاله إلی الثلاثین ألفاً المزدلفین إلیه المتقرّبین إلی الله تعالی بقتله فإنّ عدد الجیش الاموی بلاشك یزید علی الثلاثین ألفاً بكثیر، ولكننا لایمكن لنا أن نقطع بالرقم الیقین لعدد هذا الجیش، لاننا لانملك وثائق تأریخیة تمكّننا من هذا القطع، والی هنا مبلغ علمنا، واللّه العالم.