کد مطلب:168189 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

الخوارج
المشهور بین المؤرّخین أنّ الخوارج كانوا من جملة المشتركین فی جیش ابن زیاد الذی عبّأه لقتال الامام الحسین (ع) فی كربلاء، وورد فی أكثر كتب المقاتل والتراجم أنّ سعد بن الحرث الانصاری العجلانی وأخاها أبا الحتوف كانا من الخوارج (المحكّمة) وخرجا مع ابن سعد إلی قتال الحسین (ع)، ولمّا قُتل أصحاب الحسین (ع)،وجعل یقول: (ألا ناصرٌ فینصرنا؟) وسمعته النساء والاطفال فتصارخن، وسمع سعد وأخوه أبوالحتوف النداء من الحسین(ع) والصراخ من العیال، فمالا مع الحسین (ع) علی أعدائه حتّی استشهدا بین یدیه. [1] .

فإذا افترضنا أنّ الخوارج كانوا قد خرجوا مع ابن زیاد لقتال الامام الحسین (ع)


راغبین كما ذهب إلی ذلك الشیخ القرشی حیث یقول: (ومن بین العناصر التی اشتركت فی حرب الامام (ع) الخوارج،وهم من أحقد الناس علی آل النبی (ع) لانّ الامام أمیرالمؤمنین (ع) قد وترهم فی واقعة النهروان، فتسابقوا إلی قتل العترة الطاهرة للتشفّی منها)، [2] إذن فهم بلاشك من المزدلفین إلی قتل الامام (ع) المتقرّبین إلی اللّه تعالی بذلك، فهم إذن من الصنف الاوّل.

لكنّنا إذا أخذنا رأی المحقّق التستری (ره) فی ردّه علی الشیخ المامقانی (ره)، بصدد كون الاخوین سعد بن الحارث العجلانی (رض) وأخیه أبی الحتوف (رض) من الخوارج، حیث یقول التستری (ره): (... ثمّ خروج الخارجیّ مع ابن سعد غیرمعقول، فكانت الخوارج لایعاونون الجبابرة فی قتال الكفّار، فكیف فی حربه (ع)؟ ثمّ كیف ینصر الحسین من یقول: لاحكم الاّ للّه ویعلم أنّ الحسین (ع) مثل أبیه یجوّز التحكیم بكتاب اللّه؟)، [3] أمكن لنا القول بأنّ حضور الخوارج فی جیش ابن زیاد لقتال الامام الحسین (ع) ربّما كان علی كُرهٍ منهم، فهم من حیث التصنیف من المكرهین الاتی ذكرهم.


[1] راجع: مثلا: ابصار العين: 159،و وسيلة الدارين: 149 رقم 61، و تنقيح المقال 12:2 رقم 4666، و مستدركات علم رجال الحديث:27:4 رقم 6107.

[2] حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام:158:3.

[3] راجع: قاموس الرجال،28:5 رقم 3147.