کد مطلب:168200 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:134

اشارات
1- المستفاد من ظاهر متون الاصول التأریخیة التی روت نصّ خطاب الامام (ع) قبل بدء القتال علی ما هی علیه من الاختلاف فیما بینها هو أنّ كُلاّ من هذه النصوص یشكّل وحده متن هذا الخطاب، ومع فرض صحة صدور هذه النصوص جمیعاً عن الامام (ع)، فلا محیص من أن تكون هذه النصوص خطباً متعددة خطبها(ع) قبل بدء القتال،أو أن تكون أجزاء و مقاطع متعددة من خطاب واحد، فصلت بینها فواصل قطعت اتصالها ووحدة سیاقها. وبحسب طبیعة تدرّج الاموروالاشیاء فلابدَّ أن یكون (ع) قد بداءهم بتعریفهم بنفسه الشریفة وبنصیحتهم ودعوتهم الی الحقّ، وتذكیرهم بكتبهم وعهودهم، ثمّ حیث لم یجد منهم الاستجابة والتسلیم،بل الاصرار والعناد، فإنّ لهجة خطابه اشتدّت تبعاً لذلك.

من هنا فإنّ الارجح أن یكون النصّ الذی رواه الطبری والمفید(ره)والذی كانت بدایته (أیّها النّاس إسمعوا قولی، ولاتعجلوا حتّی أعظكم بما یحقّ لكم علیّ... أمّا بعد فانسبونی فانظروا من أنا،ثمَّ ارجعوا إلی أنفسكم وعاتبوها...). هو المقطع الاوّل من خطابه (ع)، ثمَّ یأتی بعده مقطعاً ثانیاً ما رواه الخوارزمی: (الحمدُ للّه [1] الذی خلق الدنیا فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال...)، ثمّ حیث لم تنفع بهم المواعظ والاحتجاجات فإنّ لهجة خطابه اشتدّت فقرّعهم (ع) ووبّخهم فقال: (تبّاً لكم أیتها الجماعة وترحاً...) فكان هذا المقطع هو


الجزء الاخیر من خطابه (ع).

2- وربّما یستظهر المتأمّل أنّ خطاب بریر(رض) كان فاصلاً بین المقطع الاوّل والمقطع الثانی من خطابه (ع)، ولربّما كانت خطبة زهیر ابن القین (رض) وتأتی فیما بعد فاصلاً بین مقطعین من مقاطع خطابه (ع)، أی أنّ خطابه قبل بدء القتال تخللّته فواصل بسبب خطابی بریر وزهیررضوان اللّه علیهما.

3- ذهب المحققّ الشیخ السماوی (ره) إلی أنّ كلامه (ع) الاوّل هو خطبته الاولی، وهی تنتهی بنزوله (ع) عن راحلته التی عقلها عقبة بن سمعان، وأنّ خطبته الثانیة هی التی تبداء بقوله: (تبّاً لكم أیتها الجماعة وترحاً...). [2] .

4- وذهب المحققّ السیّد المقرّم (ره) إلی أنّ كلامه (ع) الاوّل هو خطبته الاولی. [3] .

وأنّ وقائع: حادثة عبداللّه بن حوزة التمیمی، [4] وحادثة محمّد بن الاشعث، [5] .


وما حصل لمسروق بن وائل الحضرمی، [6] وخطبة زهیر بن القین (رض)، وخطبة بریر(رض)، جمیعها تأتی بعد خطبته (ع) الاولی، ثمّ تأتی بعد هذه الوقائع خطبته (ع) الثانیة، حیث یقول السیّد المقرّم (ره): (ثمّ إنّ الحسین (ع) ركب فرسه، وأخذ مصحفاً ونشره علی رأسه ووقف بإزاء القوم،وقال: یا قومِ، إنّ بینی وبینكم كتاب اللّه وسُنّة جدّی رسول اللّه (ص). ثمّ استشهدهم عن نفسه المقدّسة وما علیه من سیف النبیّ (ص) ولامته وعمامته، فأجابوه بالتصدیق، فسألهم عمّا أقدمهم علی قتله!؟ قالوا: طاعة للامیر عبیداللّه بن زیاد! فقال (ع): تبّاً لكم أیتها الجماعة وترحاً..). [7] .

5- أمّا المحقّق الشیخ القرشی فقد ذهب إلی ما ذهبنا إلیه فی أنّ الامام (ع) كان قد خطب خطبة واحدة، متألّفة من مقاطع فصلت بینها فواصل، لكنّه ذكر أنّ خطبة زهیر(رض) ثمّ خطبة بریر(رض) فصلتا بین مقطعی خطبته(ع)، إذ إنَّ الشیخ القرشی كما السیّد المقرّم أدرج المقطع الذی رواه الخوارزمی: (الحمد للّه الذی خلق الدنیا فجعلها دارفناء وزوال...) [8] فی المقطع الاوّل، وذكره بعد إسكات النساء عن الصراخ والبكاء، ولانعلم أیضاً المستند التأریخی أو التحلیلی للسیاق الذی اعتمده؟ ولعلّه اعتمد علی ما ذهب إلیه السیّد المقرّم رحمة اللّه علیه.



[1] تنقل بعض المصادر بداية هذا النصّ هكذا «أيها الناس، إنّ الله خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال...» (راجع: مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم: 227 و حياة الإمام الحسين بن علي عليه السلام 184:3).

[2] راجع: ابصارالعين:32-35.

[3] راجع: مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم: 227-229، وقد أدخل المقرّم (ره) في بطن هذه الخطبة قوله عليه السلام: «عباد الله اتّقوا الله و كونوا من الدنيا علي حذر...» إلي آخر ما نقله عن كتاب زهر الآداب، ثمَّ أدخل بعده في هذه الخطبة قوله عليه السلام: «أيها النّاس، إنّ الله تعالي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال...» ولانعلم المستند التأريخي أو التحليلي الذي اعتمده السيّد المقرّم فيما ذهب إليه!؟.

[4] الرجل الذي سحلته فرسه - بدعاء الامام عليه السلام - فحطمته و ألقت به في النار المشتعلة في الخندق، وقد مرّت بنا قصّته في ما مضي.

[5] حيث دعا الامام عليه السلام، فلدغه عقرب أسود فمات بادي العورة، و قد مرّت بنا روايته في ما مضي.

[6] حيث كان في أوائل الخيل طمعاً في أن يصيب رأس الحسين حبّاً في الجائزة، فلمّا رأي ما صنع الله بابن حوزة قال: رأيت من أهل هذا البيـت شيئاً!!لا أقائلهم أبداً، وقد مرَّ بنا ذكر قصّته ايضاً.

[7] راجع: مقتل الحسين عليه السلام للمقرم:230-235و لا نعلم المستند التاريخي و التحليلي لهذا السياق الذي اعتمده المرحوم السيد المقرم؟.

[8] راجع:حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام: 3:184-195.