کد مطلب:18104 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:299

الولایة
1ـ ما تواتر نقله عند الفریقین من قوله صلّی اللّه علیه و آله فی خطبة الغدیر الشهیرة و هو آخذ بید علیّ علیه السلام: «ألتسم تعلمون أنی أولی بالمؤمنین من أنفسهم؟» قالوا: بلی. قال: «من كنت مولاه فعلی مولاه، اللهمّ و الِ من والاه، وعادِ من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله» [1] . و اشتهر عن عمر ابن الخطاب أنه لقی



[ صفحه 70]



علیاً علیه السلام فقال له: هنیئاً لك یابن أبی طالب، أصبحت مولای و مولی كلّ مؤمن و مؤمنة [2] .

والمراد بالمولی فی الحدیث الأولی بالتصرّف، و هو الذی فهمه الصحابة المعاصرون لصدور النصّ، و منهم حسان بن ثابت حیث أنشد: ینادیهم یوم الغدیر نبیهم بُخمّ و أسمع بالرسول منادیا

الی أن یقول: فقال له قم یا علی فاننی رضیتك من بعدی إماماً و هادیاً



[ صفحه 71]



فمن كنت مولاه فهذا ولیه فكونوا لهُ أنصار صدق موالیا [3] .

و منهم قیس بن سعد بن عبادة حیث قال: وعلی إمامنا و إمام یوم قال النبی: من كنت مولا إن ما قاله النبی علی الأُمـّـ لسوانا أتی به التنزیلُ ه فها مولاه، خطب جلیلُ ــةِ حتمُ ما فیه قالٌ و قیلُ [4]

و منهم عمرو بن العاص حیث قال: و كم قد سمعنا من المصطفی وفی یوم خمّ رقی منبراً و فی كفّهُ معلناً ألستُ بكم منكم فی النفوس فأنحله إمرة المؤمنین وصایا مخصصة فی علی یبلّغ والركبُ لم یرحلِ ینادی بأمر العزیز العلی بأولی فقالوا بلی فافعلِ من اللّه مُستخلف المُنحِلِ [5]

2ـ و عن عمران بن حصین، قال: قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: «إنّ علیّاً منّی و أنا



[ صفحه 72]



منه، و هو ولیّ كلّ مؤمن بعدی» [6] .

3ـ وعن زید بن أرقم، قال: قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: «من یرید أن یحیا حیاتی، و یموت موتی، ویسكن جنّة الخلد التی و عدنی ربّی، فلیتولّ علی بن أبی طالب، فانه لن یخرجكم من هدی،و لن یدخلكم فی ضلالة» [7] .

و هو صریح بأمر التمسّك بولایته.

4ـ و عن عمار بن یاسر، قال: قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: «أُوصی من آمن بی و صدّقنی بولایة علی بن أبی طالب، فمن تولّاه فقد تولّانی، و من أحبّه فقد أحبّنی، و من أحبّنی فقد أحبّ اللّه، و من أبغضه فقد أبغضنی، ومن أبغضنی فقد أبغض اللّه عزّوجلّ» [8] .

و هذا الحدیث یدل علی أن المراد بالولایة هنا أو لویة التصرّف، لا المحبّة كما قیل، لأنه صلّی اللّه علیه و آله ذكر الولایة أولاً، ثمّ عطف علیها بذكر المحبة، و ذلك یقتضی المغایرة.


[1] حديث الغدير كثير الطرق جداً؛ رواه أحمد بن حنبل من أربعين طريقاً، و ابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقاً و ابن عقدة من مائة و خمس طرق، و الجزري المقرئ من ثمانين طريقاً، و أبو سعيد السجستاني من مائة و عشرين طريقاً، و الحافظ أبوبكر الجعابي من مائة و خمسة و عشرين طريقاً، و الحافظ أبو العلاء العطار الهمداني من مائتين و خمسين طريقاً، راجع: اقبال الأعمال / السيد ابن طاوس: 672 في دعاء ليلة الغدير، و سنن الترمذي 5: 633/ 3713، سنن ابن ماجة 1: 45/ 121 ـ دار الفكر ـ بيروت، مستدرك الحاكم 3: 109 و 134 و 371 و 533، مصابيح السنة 4: 172 / 4767، مسند أحمد 1: 84 و 88 و 119و 152 و 331، و 4: 368 و 370و 372 و 5: 347و 358 و 361، فضائل الصحابة / احمد بن حنبل 2: الحديث 947 و 959 و 967 و 1007 و 1021 و 1048 و 1167 و 1206 بطرق صحيحة، أمالي الشجري 1: 145 و 146 بعدة طرق، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان / ابن بلبان 9: 42/ 6891 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت، المعجم الكبير / الطبراني 4: 273 ـ دار إحياء التراث العربي، و 5: 166ـ167و170، الصواعق المحرقة: 43 ـ 44 و صححه / الهيتمي ـ مكتبة القاهرة، 1385 هـ، و اُنظر: الغدير/ العلّامة الأميني 1: 313 و ما بعدها و غيرها كثير.

[2] مسند أحمد 4: 281، تفسير الرازي 12: 53، تذكرة الخواص: 36.

[3] الجمل / المفيد: 220 ـ دار المفيد ـ 1414 هـ، الارشاد / المفيد 1: 177 ـ دار المفيد ـ 1414 هـ، الفصول المختارة / السيد المرتضي 209 و 235 ـ دار الأضواء ـ بيروت ـ 1405 هـ، المناقب / الخوارزمي: 80، مقتل الحسين/ الخوارزمي 1: 47، تذكرة الخواص: 39، المناقب / ابن شهر آشوب 3: 37، كنز الفوائد / الكراجكي 1: 268 ـ دار الأضواء ـ بيروت، كشف الغمة / الاربلي 1: 319 ـ تبريز ـ إيران، كفاية الطالب: 64، و خرجها الأميني في الغدير 2: 65 من (26) مصنّفاً.

[4] الفصول المختارة: 236، كنز الفوائد 2: 98، تذكرة الخواص: 39، المناقب / ابن شهر آشوب 3: 37، و خرّجها الأميني في الغدير 2: 113 من عدّة مصادر.

[5] الغدير 2: 173 ـ 174 عن عدّة مصادر.

[6] خصائص النسائي: 23 ـ مطبعة التقدّم ـ القاهرة، مسند أحمد 4: 438، سنن الترمذي 5: 632 / 3712.

[7] مستدرك الحاكم 3: 128 و صححه.

[8] ترجمة عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق / ابن عسار 2: 597 و 598 ـ مؤسسة المحمودي ـ بيروت ـ 1398 هـ، مجمع الزوائد 9: 111، المناقب / لابن المغازلي: 230 / 277/ كنز العمال 11: 610 / 32953.