کد مطلب:18113 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:283

العصمة
و من مظاهر الاصطفاء فی شخص علیّ علیه السلام هو أنه نظیر النبی صلّی اللّه علیه و آله فی الطهارة و العصمة، و ذلك أمر اختصّ به أهل البیت علیهم السلام دون أفراد الأُمّة، قال تعالی: (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهرَُكُمْ تَطْهِیراً) [1] و المراد بأهل البیت الذین نزلت فیهم هذه الآیة هم: النبی صلّی اللّه علیه و آله و علی و الحسن و الحسین و فاطمة الزهراء علیهم السلام [2] .



[ صفحه 83]



و إنما جعل اللّه سبحانه هذه المَلَكَة فی الأوصیاء مثلما جعلها فی الأنبیاء، لأنه جعل مقامهم فی الأُمّة مقام الأنبیاء فی وجوب الاقتداء بأفعالهم و أقوالهم، و بما أن الحكیم لا یجوز منه أن یوجب علی عباده الاقتداء بما هو قبیح أو غیر مأمون منه فعل القبیح، فلا بدّ أن یكون الوصی معصوماً كالنبی من جمیع القبائح، منزّهاً من الخطایا و الآثام، مسدّداً من اللّه، مصوناً من هفوات الآراء و خطرات الأهواء، و لذلك نفی تعالی أن ینال هذا العهد من كان ظالماً، قال تعالی: (لَا یَنَالُ عَهْدِی الظَّالِمینَ) [3] و من مصادیق الظلم عبادة الأصنام، قال تعالی: (إِنَّ الشِّركَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ) [4] .

قال الإمام الصادق علیه السلام فی الآیة الأولی: «أبطلت هذه الآیة إمامة كلّ ظالم الی یوم القیامة، فصارت فی الصفوة» [5] .

و قال أمیر المؤمنین علیه السلام: «لمّا علم إبراهیم علیه السلام أن عهد اللّه ـ تبارك و تعالی اسمه ـ بالإمامة لا ینال عَبَدة الأصنام قال: (وَ اجْنُبْنِی وَبَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَام)» [6] .

و عن عبداللّه بن مسعود فی حدیث عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله قال: «أنا دعوة أبی إبراهیم، و كان من دعاء إبراهیم علیه السلام (وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ



[ صفحه 84]



الْأصْنَامَ)... فانتهت الدعوة إلیّ و الی أخی علی، لم یسجد أحدٌ منّا لصنم قطّ، فاتخذنی نبیاً، و علیاً وصیاً» [7] .


[1] سورة الأحزاب: 33 / 33.

[2] راجع: صحيح مسلم 4: 1883 / 2424، تفسير الرازي 8: 80، سنن الترمذي 5: 351 / 3205 و 5: 663 / 3787 و غيرها كثير.

[3] سورة البقرة: 2 124.

[4] سورة لقمان: 31/ 13.

[5] عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 216 / 1.

[6] الاحتجاج / الطبرسي: 251 ـ منشورات المرتضي، مشهد، و الآية من سورة إبراهيم: 14 / 35.

[7] مناقب علي عليه السلام/ ابن المغازلي: 276 / 322، أمالي الطوسي: 379 / 811.