کد مطلب:190186
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:313
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سید الأنبیاء و المرسلین محمد و آله الطیبین الطاهرین المعصومین.
و اللعن الدائم علی أعدائهم أجمعین من الآن الی قیام یوم الدین.
أما بعد: فهذا هو الكتاب المسمی ب:
جزاء أعداء
الامام الباقر- صلوات الله تعالی علیه -
فی دار الدنیا
و هو جزء آخر من موسوعة:
جزاء الاعمال فی دار الدنیا
و یذكر فیه أسماء الظلمة و الاعداء - علی ترتیب حروف الهجاء - مع الاشارة الی شرح ما أصابهم - فی دار الدنیا - من الجزاء و الخزی و العار. و العقوبة و الخسارة و النكال.
أسأل الله العلی القدیر أن یجعل هذا السعی الیسیر و الاقدام الاقل من القلیل خالصا لكریم وجهه عزوجل. و احیاءا لأمر أهل بیته (علیهم السلام) و اقتصاصا لآثارهم و مذاكرة لأحادیثهم و تخلیدا لذكرهم و ذریعة للتمسك بولائهم (صلوات الله و سلامه تعالی علیهم). و البراءة من أعدائهم.
و أسأله عزوجل - بحقهم - علیهم السلام - أن یرزقنی البركة و الخیر و الثواب و الأجر علیه. و ینفعنی به - یوم - لاینفع مال و لا بنون الا من أتی الله بقلب سلیم.
و أسأله تبارك و تعالی أن یشارك - فی أجره و ثوابه و خیره و نفعه -: والدی و والدتی و أهلی و أساتذتی و مشائخ اجازتی و من كان له حق علی.
و كذلك من یساهم فی طبع و نشر هذا التراث المنیف و یؤید المؤلف فی استمرار هذا الطریق الشریف.
[ صفحه 10]
التنبیه علی أمور:
1- الأحادیث المذكورة فی هذا الكتاب انما هی منقولة من (110) كتابا [1] تعد مصادر موسوعة: جزاء الأعمال فی دار الدنیا.
2- موضوع هذا الكتاب عبارة عن بیان جزاء اعداء الامام الباقر علیه السلام و الاشارة الی العقوبة و النكال الذی اصابهم، كذلك - فی دار الدنیا -.
و اما مطلق ما اصاب هؤلاء الأعداء - علیهم اللعنة - من الخزی و العار و النكال عقوبة لهم لما صدر منهم من الجنایات و المعاصی و الآثام. أو جزاء لهم ل معاداتهم قبال سائر أهل البیت (علیهم السلام). فلا نتعرض لذكره - فی كتابنا هذا-.
اذ، ذلك مذكور - فی مظانه - فی سائر مجلدات موسوعة: جزاء الاعمال.
3- اعلم - ایها العزیز- أن جزاء اعداء الامام الباقر - صلوات الله تعالی علیه - انما یتحقق - زمانا و مكانا- فی هذه الظروف التی نذكرها آنفا:
ما اصابهم من الجزاء - طول حیاتهم النكدة.
ما أصابهم من الجزاء - حال الاحتضار- عند نزع ارواحهم الخبیثة.
ما أصابهم من الجزاء - فی القبر - بعد دفن اجسادهم النحسة.
ما أصابهم من الجزاء فی النشأة البرزخیة. و سائر ما یتعلق بهذه النشأة.
ما یصیبهم من الجزاء بعد ظهور الامام الحجة علیه السلام و عجل الله تعالی فرجه الشریف.
ما یصیبهم من الجزاء- فی الرجعة- عند الكرة البیضاء-.
و انما یتعلق هذا - كله - حول جزائهم فی دار الدنیا- قبل قیام القیامة الكبری.
و اما سائر ما یتعلق ب عقوبتهم - فی الآخرة - و ما یصیبهم فیها من العذاب الألیم فی جهنم و الجحیم و طبقات السعیر. فلا نتعرض له فی هذا الكتاب.
اذ یتمحور كتابنا- هذا - حول بیان جزاء اعداء الامام الباقر علیه السلام - فی دار الدنیا - فلا تغفل-.
[ صفحه 11]
4- قال الله تبارك و تعالی: قد خلت - من قبلكم - سنن.
فسیروا - فی الارض - فانظروا كیف كان عاقبة المكذبین. [2] .
و قال عزوجل: فتلك بیوتهم خاویة بما ظلموا. [3] .
و قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: اتعظوا بالعبر. و اعتبروا بالغیر. و انتفعوا بالنذر. [4] .
و قال علیه السلام: اتعظوا ممن كان قبلكم. قبل أن یتعظ بكم - من بعدكم -.
و قال علیه السلام: خلف لكم عبر من آثار الماضین - قبلكم - لتعتبروا بها.
و قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: این الذین...قتلوا النبیین و اطفؤوا نور المرسلین [5] .
فأذا عرفت ذلك فأعلم - أیها العزیز - ان الجزاء الذی أصاب اعداء الامام الباقر علیه السلام لم یكن مختصا بهؤلاء الاشخاص - فحسب -. و لم یكن محدودا بذلك الزمان أو منحصرا لذلك المكان. بل ذلك الجزاء و الوزر و الوبال و تلك العقوبة و الخسارة و النكال: تصیب - أیضا- كل من حذی حذو اعداء الامام الباقر علیه السلام أورام له علیه السلام العداوة و البغضاء أو اقدم علی اذیته علیه السلام و الانتهاك لحرمته علیه السلام - بشتی الانواع و الانحاء.
أو جحد مظلومیته علیه السلام أو تردد فی تحقق وقوع انواع الظلم و الجور و الجنایات التی جنی علیه علیه السلام الأعداء - علیهم اللعنة - أو شك فی ذلك.
و قال الامام المجتبی علیه السلام: لا ینقص احد- من حقنا - الا نقصه الله من [6] عمله. [7] .
و قال الامام المجتبی علیه السلام: - وایم الله - لا ینقصنا - احد - من حقنا- شیئا. الا انتقصه الله - من حقه - فی عاجل دنیاه و آخرته. [8] .
قال الامام المجتبی علیه السلام: - وایم الله - لاینتقصنا احد من حقنا شیئا الا تنقصه [9] الله فی عاجل دنیاه واجل آخرته [10] .
[ صفحه 12]
5- اعلم - ایها العزیز - ان ما جری علی الامام الباقر علیه السلام من انواع الظلامات و اقسام الجنایات - من قبل الاعداء و الطغاة - علیهم اللعنة - لا یحصی كثرة و لا یحد تنوعا و لا یعد - تكرارا-.
و ما وصل الینا من شرح ما وقع علیه علیه السلام من تلك الامور المؤلمة و المطالب المؤسفة و الجنایات البشعة و المظالم الشرسة. انما هو شی ء یسیر و نزر قلیل - بالنسبة الی الحقیقة و الواقع-.
لأن السلطة الأمویة - علیهم اللعنة - و من یحذو حذوهم و یسیر فی سیرهم - كانت تمنع منعا شدیدا من نشر و بث تلك الظلامات و ثبت و شرح ما وقع علی الامام الباقر علیه السلام من انواع الجور و الظلم و الجنایات. خوفا من الافتضاح و سترا علی التقمص و الاغتصاب.
قال الامام الباقر علیه السلام: من لم یعرف سوء ما اوتی الینا - من ظلمنا و ذهاب حقنا- و ما نكبنا [11] به. فهو شریك من أتی الینا- فیما ولینا به-. [12] .
6- انما نتعرض - فی كتابنا هذا- لذكر اسماء اعداء الامام الباقر علیه السلام ب شرط عثورنا علی شرح ما اصابهم - لذلك - من الجزاء و العار و الخزی و النكال - فی دار الدنیا - ضمن الكتب التی جعلناها مصدرا ل كتابنا هذا.
فمن لم ترد الاشارة الی اسمه - فی هذا الكتاب - ممن هو من جملة اعداء الامام الباقر علیه السلام انما یعنی ذلك عدم عثورنا علی شرح عقوبته. و فقدان احاطتنا بكیفیة الجزاء الواقع علیه - حسب تتبعنا فی مصادر هذا التألیف.
و معلوم أن عدم الوجدان لا یدل علی عدم الوجود.
فیمكن للباحث الخبیر و المحقق البصیر العثور علی اسماء سائر الاعداء و الاطلاع علی كیفیة عقوبتهم و المعرفة علی جزئیات ما یتعلق ب جزاءهم - فی دار الدنیا - ضمن سائر الكتب و المصادر التی تكون مظانا لذلك.
[ صفحه 13]
7- اسم هذا الكتاب الشریف مقتبس من بعض عناوینه المذكورة فیه.
و انما هو من قبیل: تسمیة الشی ء ب اسم بعض اجزاءه.
و هذا- لا یعنی - أن كل من ذكر اسمه فی هذا الكتاب - و اصابه ما اصابه من الجزاء - یعد من جملة الاعداء.
اذ تری - ایها العزیز - فی طویا هذا الكتاب الشریف اخبارا و أحادیث تتعلق ببعض أشخاص مؤمنین - لم یكونوا من جملة الاعداء و المعاندین - بل انما اصابهم الجزاء لمخالفتهم امر الامام علیه السلام و عدم اعتنائهم بما اشار علیه السلام به الیهم. و ابائهم عن قبول نصائحة و ارشاداته علیه السلام لهم - فلا تغفل.
و قال الامام الهادی علیه السلام: اذا خالف المؤمن ما أمر به لم یأمن أن تصیبه عقوبة الخلاف [13] .
فأمثال هؤلاء الاشخاص - و ان لم یكونوا من جملة أعداء الامام علیه السلام و لم یعدوا من المعاندین و المخالفین له علیه السلام - ولكنهم لما خالفوا أمره علیه السلام و لم یقبلوا نصیحته و ارشاداته علیه السلام اصابهم من الجزاء ما اصابهم.
و قد تری - أیهاالعزیز - فی طوایا هذا الكتاب الشریف، أحادیث تذكر فیها جزاء بعض المنسوبین الی الذریة الطیبة، لما صدر منهم من التجاسر الی ساحة الامام الباقر - صلوات الله تعالی علیه - و عدم انقیادهم لمقامه الالهی و منصبه الربانی.
و لتمرد بعضهم علی الامام علیه السلام و انتهاكهم لحرمته المقدسة و تجرئهم علیه علیه السلام - حسدا لمقاماته العالیة و حقدا لمراتبه السامیة-.
و ادعاء بعضهم الامامة بغیر حق، و سعایة بعض آخر منهم بالامام - صلوات الله تعالی علیه - الی الحكام و الظلمة و الطغاة- طمعا فی حطام الدنیا الدنیة وسعیا لأخماد نور شمس الامامة النیرة المشرقة-.
و قال تعالی: (یریدون لیطفؤا نور الله بأفواههم و الله متم نوره...)
و قال تعالی: (و یأبی الله الا أن یتم نوره و لو كره الكافرون).
و قال الامام الصادق علیه السلام: لیس منا احد الا و له عدو من أهل بیته. [14] .
[ صفحه 14]
و معلوم أن مرارة امثال هذه الظلامات - التی صدرت من بعض هؤلاء المنسوبین - كانت اشد أمر و أصعب علی الامام علیه السلام مما صدر - أمثال ذلك - من غیرهم.
اذ: حسنات الابرار سیئات المقربین.
و قال الامام السجاد علیه السلام: لمحسننا كفلان من الأجر، و لمسیئنا ضعفان من العذاب. [15] .
كما جاء فی قوله تعالی:(یضاعف لها العذاب ضعفین).
و قوله تعالی: (انه لیس من أهلك. انه عمل غیر صالح).
قال الامام الرضا علیه السلام - فی ذیل هذه الآیة-:...فأخرجه الله عزوجل من أن یكون من أهله- بمعصیته -. [16] .
فأذا لا مجاملة و لا مماشاة و لا مسامحة، فی هذاالمجال.
و ان الله تعالی لا یستحی من الحق.
قال امیرالمؤمنین علیه السلام: ان ولی محمد صلی الله علیه و آله و سلم من أطاع الله - و ان بعدت لحمته - و ان عدوا محمد صلی الله علیه و آله و سلم من عصی الله. و ان قربت قرابته. [17] .
قال الامام الرضا علیه السلام: من خالف دین الله. فأبرء منه. كائنا من كان. من أی قبیلة كان. و من عادی الله فلاتواله. كائنا من كان. من أی قبیلة كان [18] .
و قال الامام الرضا علیه السلام: من لم یتق الله و لم یراقبه. فلیس منا و لسنا منه. [19] .
نعم. وردت هناك روایات و أحادیث تومی ء و تشیر الی أن كثیرا من أمثال هؤلاء المنسوبین الی الذریة الطیبة. تشملهم حسن العاقبة و لا یموتون الا تائین.
كما جاء فی التوقیع الشریف: و اما سبیل عمی جعفر... فسبیل اخوة یوسف. [20] .
و انما تعرضنا لهذا التنبیه - ههنا - دفعا لتوهم بعض الاشخاص و جوابا لشبهة - قد ربما- تتبادر فی ذهن بعض الافراد. و توضیحا لأشكال و اعتراض - قد ربما نواجهه - من قبل بعض من التفت الی اسم الكتاب و عنوانه. ثم اطلع علی محتویاته و مضامینه.
[ صفحه 15]
8- نستغفر الله تبارك و تعالی و نستمیح ساحة الامام الباقر علیه السلام - عذرا- من نقل بعض ما جری علیه علیه السلام من انواع الظلم و الجور و العدوان - و كذلك - شرح انتهاك حرمته الألهیة المقدسة المعصومة الطاهرة - حال حیاته علیه السلام - و بعد استشهاده علیه السلام - من قبل الظلمة و الأعداء - علیهم اللعنة-.
و نستغفره عزوجل - ثانیا - و نستمیحه علیه السلام - مرة اخری - عفوا - من درج الألفاظ النابیة التی تجاسر علیه علیه السلام بها الأعداء - علیهم اللعنة - و من نقل تلك الكلمات و الجملات التی تفوه بها الاعداء - علیهم اللعنة - فی كتابنا هذا-. و انما ذكرنا ما جری علیه علیه السلام - من انواع الظلامات و اشرنا الی و ما وقع علیه علیه السلام من انواع الجنایات - كما جاء ذلك فی كتب السیرة و المصادر التاریخیة - من دون تغییر أو تصرف أو تبدیل - من قبلنا - فی نقلها.
9- لا یدعی مؤلف هذا التألیف بأنه ذكر جمیع الأحادیث و الأخبار فی الابواب المناسبة لها. و تحت العناوین التی تلیقها.
و یعترف - بدایة - بأنه قد لم یذكر بعض الأخبار و الأحادیث - المناسبة لموضوع هذا التألیف - فی أبوابها - غفلة و سهوا و خطاءا منه -.
اذ الانسان محل الخطأ و السهو و النسیان.
و العصمة مخصوصة بأهلها- علیهم صلوات الرحمن -.
و هذا لا یكون الا لوسع نطاق هذا الموضوع العزیز و عجز هذا المؤلف الفقیر من التتبع الكامل فی هذا المجال.
فلذا یدرج فی آخر مجلدات هذه الموسوعة باب بعنوان: الاستدراكات - و هو متضمن للأحادیث و الأخبار التی لم تذكر - احیانا - فی أبوابها المناسبة لها. - رغم وجودها فی المصادر - ان شاءالله تعالی - بحق محمد و آله المعصومین - صلوات الله و سلامه تعالی علیهم أجمعین-.
العبد الفقیر الی رحمة ربه الغنی
السید هاشم الناجی الموسوی الجزائری
[ صفحه 17]
[1] و أسماء هذه المصادر - مندرجة في قائمة - مذكورة في آخر هذا الكتاب.
[2] سورة آل عمران، الآية 137.
[3] سورة النمل، الآية 52.
[4] الي.
[5] غرر الحكم و درر الكلم.
[6] في العدد القوية: من علمه.
[7] كشف الغمة: ج 1 ص 573. والعدد القوية: ص 38.
[8] المناقب: ج 4 ص 11.
[9] في الامالي: ص 104 الا انتقصه الله.
[10] الامالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمه -: ص 83 و 104.
و جاء في احقاق الحق: ج 11 ص 239 هكذا:
قال عليه السلام:...وايم الله - لا ينقص - من حقنا - أهل البيت - احد. الا نقصه الله - من عمله - مثله.
[11] في بحار الانوار: و ما ركبنا به.
[12] ثواب الاعمال: ص 248 و بحارالانوار: ج 27 ص 55 نقله عن ثواب الاعمال.
[13] تحف العقول: ص 483.
[14] الاحتجاج: ج 2 ص 300.
[15] معاني الاخبار: ص 106 و عيون الاخبار: ج 2 ص 232.
[16] عيون الاخبار: ج 2 ص 234.
[17] نهج البلاغة، المختار من حكم أميرالمؤمنين عليه السلام: 96 و غرر الحكم.
[18] عيون الاخبار: ج 2 ص 235.
[19] عيون الأخبار: ج 2 ص 235.
[20] الاحتجاج: ج 2 ص 235.