کد مطلب:190612 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:325

خطبه
تأسف ابن عباس أشد الأسف لأن الامام أمیرالمؤمنین علیه السلام لم یتم خطبته الشقشقیة: فی حین أنه سمع منه علیه السلام مئات الخطب و الوصایا، و الحكم؛ و لیت الزمن امتد بابن عباس لیشاهد حیاة الأئمة علیهم السلام و ما رافقها من ضیق و اضطهاد، فهم لا یستطیعون أن یتكلموا فضلا من أن یخطبوا، و قد یسمعهم ولاة الجور سب آبائهم من فوق منبر جدهم فلا یستطیعون الرد علیهم، و الانكار فی وجوههم.

ان عقیدتی فیما حفظ للأئمة علیهم السلام من أحادیث و تعالیم و سیر و فضائل، كان بطریق المعجز، و بعنایة من الله سبحانه، و اذا كان أمیرالمؤمنین علیه السلام و قد أسر أولیاؤه مناقبه خوفا، و كتمها أعداؤه حقدا - كما یقول الشافعی - فما هو الحال فی أولاده علیهم السلام.

و مع هذا كله نسجل بعض ما وجدناه من خطب الامام أبی جعفر علیه السلام:

1 - من خطبة له علیه السلام فی الشام:

قال الامام الصادق علیه السلام: لما أشخص أبی محمد بن علی الی دمشق سمع الناس یقولون: هذا ابن أبی تراب!! قال: فأسند ظهره الی جدار القبلة ثم حمد الله و أثنی علیه، و صلی علی النبی صلی الله علیه و آله و سلم ثم قال: اجتنبوا أهل الشقاق، و ذریة النفاق، و حشو النار، و حصب جهنم عن البدر الزاهر، و البحر الزاخر و الشهاب الثاقب، و شهاب المؤمنین، و الصراط المستقیم، من قبل أن نطمس وجوها فنردها علی أدبارها أو یلعنوا كما لعن أصحاب السبت و كان أمر الله مفعولا، ثم قال بعد كلام: أبصنو رسول الله تستهزؤون، أم بیعسوب الدین تلمزون؛ و أی سبیل بعده تسلكون، و أی حزن بعده تدفعون؟! هیهات هیهات، برز والله بالسبق، و فاز بالخصل، و استوی علی



[ صفحه 355]



الغایة، و احرز علی الخطاب فانحسرت عنه الأبصار، و خضعت دونه الرقاب، و قرع الذروة العلیا، فكذب من رام من نفسه السعی، و أعیاه الطلب، فأنی لهم التناوش من مكان بعید..

و قال:



أقلوا علیهم لا أبا لأبیكم

من اللوم أوسدوا الذی سدوا



أولئك قوم ان بنوا أحسنوا البنا

و ان عاهدوا وفوا و ان عقدوا شدوا



فأنی یسد ثلمة أخی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم اذ شفعوا، و شقیقه اذ نسبوا، و ندیده اذ فشلوا، و ذی قربی كنزها اذ فتحوا، و مصلی القبلتین اذ تحرفوا، و المشهود له بالایمان اذ كفروا، و المداعی لنبذ عهد المشركین اذ نكلوا، و الخلیفة علی المهاد لیلة الحصار اذ جزعوا، و المستودع لأسرار ساعة الوداع. الی آخر كلامه [1] .

2 - من خطبه له علیه السلام فی الشام:

لما حمل أبوجعفر الی الشام الی هشام بن عبدالملك و صار ببابه، قال هشام لأصحابه: اذا سكت من توبیخ محمد بن علی فلتوبخوه، ثم أمر أن یؤذن له فلما دخل علیه أبوجعفر قال بیده: السلام علیكم، فعمهم بالسلام جمیعا ثم جلس، فازداد هشام علیه حنقا بتركه السلام بالخلافة و جلوسه بغیر اذن، فقال: یا محمد بن علی لا یزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمین، و دعا الی نفسه، و زعم أنه الامام سفها و قلة علم، و جعل یوبخه، فلما سكت أقبل القوم علیه رجل بعد رجل یوبخه. فلما سكت القوم نهض قائما، ثم قال: أیها الناس أین تذهبون و أین یراد بكم، بنا هدی الله أولكم، و بنا ختم آخركم، فان یكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا، و لیس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة، یقول الله عزوجل: «والعاقبة للمتقین» فأمر به الی الحبس، فلم یبق فی الحبس رجل الا ترشفه [2] و حسن علیه، فجاء صاحب الحبس الی هشام و أخبره بخبره، فأمر به فحمل علی البرید هو و أصحابه یردوا الی المدینة [3] .



[ صفحه 356]




[1] المناقب: 2 / 29، بحارالأنوار: 11 / 91.

[2] كناية عن القيام بخدمته.

[3] المناقب: 2 / 28، أصول الكافي: 1 / 471.