کد مطلب:190613 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:347

وصایاه
من أنفس ما تركه الأئمة علیهم السلام للمسلمین هو وصایاهم الكثیرة، الحافلة بالتوجیه و الأخلاق و الحكم و المعارف و الآداب، فلم یعرف التاریخ الاسلامی مثل هذه الوصایا لمن سبقهم أو تأخر عنهم من العلماء و الحكماء و الفلاسفة و المفكرین، و ما ذلك الا لحرصهم علی توجیه المجتمع، و اصلاح الأمة، و بث الأخلاق بین الناس، و لیس هذا بكثیر علیهم، فهم یعتبرون أنفسهم - كما یقول الأستاذ عبدالقادر أحمد الیوسف - هم المكلفون بعد الرسول صلی الله علیه و آله و سلم بنشر الاسلام، و المحافظة علی السنن و الشرائع المحمدیة، و لعلی أوفق لاخراج ما وصل الی من هذه الوصایا فی كتاب مستقل، أسد به فراغا فی المكتبة الأخلاقیة.

نسجل بعض ما ورد من وصایاه علیه السلام:

1 - من وصیة له علیه السلام لعمر بن عبدالعزیز:

دخل أبوجعفر محمد بن علی بن الحسین علی عمر بن العزیز، فقال عمر: یا أباجعفر أوصنی.

قال: أوصیك أن تتخذ صغیر المسلمین ولدا، و أوسطهم أخا، و كبیرهم أبا، فارحم ولدك، وصل أخاك، و بر أباك، و اذا صنعت معروفا فربه، أی: (أدمه) [1] .

2 - من وصیته علیه السلام أوصی بها جابر بن یزید الجعفی:



[ صفحه 357]



عن جابر الجعفی قال: قال لی محمد بن علی: یا جابر انه من دخل قلبه صافی دین الله اشغله عما سواه، یا جابر ما الدنیا و ما عسی أن تكون، هل هی الا ثوب لبسته، أو لقمة أكلتها، أو مركب ركبته، أو امرأة أصبتها.

یا جابر: ان المؤمنین لم یطمئنوا الی الدنیا لبقاء فیها، و لم یأمنوا قدوم الآخرة علیهم، و لم یصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة، و لم یعمهم من نور الله ما رؤا بأعینهم من الزینة، ففازوا بثواب الأبرار، ان أهل التقوی أیسر أهل الدنیا مؤونة، و أكثرهم لك معونة، ان نسیت ذكروك، و ان ذكرت أعانوك، قوالین بحق الله، قوامین بأمر الله [2] .

3 - من وصیة له علیه السلام لعمر بن عبدالعزیز:

لما دخل المدینة عمر بن عبدالعزیز قال منادیه: من كانت له مظلمة أو ظلامة فلیحضر، فأتاه أبوجعفر علیه السلام فلما رآه استقبله و أقعده مقعده، فقال علیه السلام: انما الدنیا سوق من الأسواق یبتاع فیها الناس ما ینفعهم و ما یضرهم، و كم قوم ابتاعوا ما ضرهم فلم یصبحوا حتی أتاهم الموت، فخرجوا من الدنیا ملومین لما لم یأخذوا ما ینفعهم فی الآخرة، فقسم ما جمعوا لمن لم یحمدهم، و صاروا الی من لا یعذرهم، فنحن والله حقیقون أن ننظر الی تلك الأعمال التی نتخوف علیهم منها، فكف عنها واتق الله، واجعل فی نفسك اثنتین: انظر الی ما تحب أن یكون معك اذا قدمت علی ربك فقدمه بین یدیك، و انظر الی ما تكره أن یكون معك اذا قدمت علی ربك فارمه ورائك، و لا ترغبن فی سلعة بارت علی من كان قبلك فترجو أن یجوز عنك، و افتح الأبواب، و سهل الحجاب، و أنصف المظلوم، و رد الظالم [3] .

4 - من وصیة له علیه السلام لجابر بن یزید الجعفی:

یا جابر: أنزل الدنیا كمنزل نزلت به و ارتحلت منه، أو كمال أصبته فی منامك فاستیقظت و لیس معك منه شی ء؛ انما هی مع أهل اللب و العالمین بالله تعالی كفی ء



[ صفحه 358]



الظلال فاحفظ ما استرعاك الله تعالی من دینه و حكمته [4] .

5 - من وصیة له علیه السلام:

علیكم بالورع و الاجتهاد، و صدق الحدیث، و أداء الأمانة الی من ائتمنكم علیها برا كان أو فاجرا، فلو أن قاتل علی بن أبی طالب ائتمننی علی أمانة لأدیتها الیه [5] .

6 - من وصیة له علیه السلام لبعض أصحابه:

قم بالحق، و اعتزل ما لا یعنیك، و تجنب عدوك، و احذر صدیقك من الأقوام الا الأمین من خشی الله، و لا تصحب الفاجر، و لا تطلعه علی سرك، و استشر فی أمرك الذین یخشون الله [6] .

7 - من وصیة له علیه السلام لبعض أصحابه:

قال جابر: دخلنا علی أبی جعفر علیه السلام و نحن جماعة بعدما قضینا نسكنا فودعناه و قلنا له: أوصنا یا ابن رسول الله.

فقال: لیعن قویكم ضعیفكم، و لیعطف غنیكم علی فقیركم، و لینصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، و اكتموا أسرارنا، و لا تحملوا الناس علی أعناقنا، و انظروا أمرنا و ما جاءكم عنا، فان وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به، و ان لم تجدوه موافقا فردوه، و ان اشتبه الأمر علیكم فقفوا عنده و ردوه الینا حتی نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، فاذا كنتم كما أوصیناكم لم تعدوا الی غیره، فمات منكم میت قبل أن یخرج قائمنا كان شهیدا، و ان أدرك قائمنا فقتل معه، كان له أجر شهیدین، و من قتل بین یدیه عدوا لنا كان له أجر عشرین شهیدا [7] .

8 - من وصیة له علیه السلام أوصی بها بنی هاشم:

و اجتمع عنده ناس من بنی هاشم فقال علیه السلام: اتقوا الله شیعة آل محمد،



[ صفحه 359]



و كونوا النمرقة الوسطی یرجع الیكم الغالی و یلحق بكم التالی.

قالوا له: و ما الغالی؟

قال: الذی یقول فینا ما لا نقوله فی أنفسنا.

قالوا: فما التالی؟

قال: الذی یطلب الخیر فیزید به خیرا، والله ما بیننا و بین الله قرابة، و لا لنا علی الله من حجة، و لا نتقرب الیه الا بالطاعة، فمن كان منكم مطیعا لله، یعمل بطاعته، نفعته ولایتنا أهل البیت، و من كان منكم عاصیا لله، یعمل معاصیه لم تنفعه ولایتنا، و یحكم لا تغتروا، ثلاثا. أی قال هذه الكلمة ثلاثا [8] .

9 - من وصیة له علیه السلام أوصی بها بعض أولاده:

یا بنی اذا أنعم الله علیك بنعمة فقل: الحمد لله، و اذا أحزنك أمر فقل: لا حول و لا قوة الا بالله، و اذا أبطأ عنك رزق فقل: استغفر الله [9] .

10 - من وصیة له علیه السلام أوصی بها شیعته فی الحث علی طلب العلم:

تعلموا العلم، فان تعلمه حسنة، و طلبه عبادة، و المذاكرة له تسبیح، و البحث عنه جهاد، و تعلیمه صدقة، و بذله لأهله قربة، و العلم ثمار الجنة، و أنس فی الوحشة، و صاحب فی الغربة، و رفیق فی الخلوة، و دلیل علی السراء، وعون علی الضراء، و دین عند الاخلاء، و سلاح عند الأعداء، یرفع الله به قوما فیجعلهم فی الخیر سادة، و للناس أئمة یقتدی بفعالهم، و یقتص آثارهم، و یصلی علیهم كل رطب و یابس، و حیتان البحر و هوامه، و سبع البر و أنعامه [10] .



[ صفحه 360]




[1] المدخل الي موسوعة العتبات المقدسة، 202.

[2] تذكرة الخواص: 191.

[3] المناقب: 2 / 293، بحارالأنوار: 11 / 94، الخصال: 105.

[4] حلية الأولياء: 3 / 187.

[5] أعيان الشيعة 4 ق، 2 / 74.

[6] تحف العقول: 213.

[7] بحارالأنوار: 166 - 17.

[8] بحارالأنوار: 17 / 168-167.

[9] المصدر نفسه.

[10] بحارالأنوار: 17 / 168.