کد مطلب:195850 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:268

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی خیر خلقه محمد وآله الطاهرین

جدیر بمن أراد الكتابة عن حیاة الإمام أبی عبد الله جعفر بن محمد الصادق علیه السلام أو أن یبحث فی ناحیة من نواحیها الكثیرة سواء أكانت علمیة أم دینیة فلسفیة أم تربویة، اخلاقیة أم أدبیة، أن یری السبیل أمامه جلیاً واضحاً والمجال فیها متسعاً قریب الغایة، ذلك لما انطوت علیه تلك النفسیه السامیة من العلوم الإلهیة والمعارف الجلیلة الاسلامیة والفلسفة العالیة والأدب الجم إلی غیر ذلك مما تمثلت فی شخصیته الفذة من مكارم الاخلاق ومثل الفضیلة والانسانیة الكاملة التی لم تقف دون بیانها براعة الكاتب او المؤرخ، ولم یحتج أی أدیب او شاعر إلی تأمل كثیر أو إجهاد فكر متزاید فی نظمها أو الكتابة عنها مجملاً أو مفصلاً.

بهذه الفكرة المسلمة عندی، وهذا الخیال الواسع لدی راقنی البحث والتحدث عن شعاع من أشعة تلك الحیاة الجبارة، والكتابة عن ناحیة من نواحی هذه الشخصیة العظیمة، وجذبتنی تلك السهولة المتصورة إلی أن طمعت أن أكتب وأن أشبع الموضوع بحثاً فاعطیه حقه من البیان والتوضیح، لا سیما وأن مثل هذا الموضوع هو من مهنتی ومهمتی، أعنی الكلام عن الطب وطب الامام علیه السلام.



[ صفحه 8]



نعم لقد كنت أراه بحثاً واضحاً لا غموض فیه وموضوعا سهلاً یجری القلم فیه دون ما توقف كثیر أو تأمل زائد، بید أنی عندما اندفعت للكتابة وحاولت الشروع فی الموضوع شعرت بخطورة الموقف. وأحسست بصعوبة البحث وأدركت عسر تناول الغایة التی كنت أتوخاها من تلك الكتابة، لذلك فقد أصبحت بین إقدام وإحجام وتردید وتصمیم، ماسكا بالیراعة مفكرآ فی الطریق التی أسلكها لبلوغ المقصد، متفحصا عن الباب الذی أفتحه للدخول فی البحث وأخیرا وبعد لای إرتأیت أن أذكر أولا نبذة قصیرة عن تاریخ الطب عند العرب فی الجزیرة وإنه كیف تدرج من مهده حتی درج إلی الجزیرة العربیة ثم أخذ یتربی هناك فی أحضان العروبة ویترعرع فی حجر الاسلام وینمو فی هاتیك الربوع العامرة بالعقول السلیمة والأفكار المستقیمة والفطرة المعتدلة الصافیة. لأجعلها كمقدمة للبحث حتی یتسنی للقاریء أن یقف علی مبلغ توسعه فی عصر الإمام «ع» عن بصیرة وخبرة كامله، ولتكون كتمهید واف للاطلاع علی كامل معرفة الإمام «ع» بهذا العلم الجلیل وما أبداه من الحكم البالغة فیه دون أی تعلیم أو دراسة إلا ما أخذه عن آبائه وأجداده عن النبی (ص) عن جبرائیل عن الله تعالی.

وسوف نثبت لك فیما یلی من مباحث هذه الرسالة ذلك ـ أی الذی ذكرناه ما أردنا تقدیمه فنقول:



[ صفحه 9]