کد مطلب:195862 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:274

الصداع
عن سالم بن إبراهیم عن الدیلمی عن داود الرقی قال: حضرت أبا عبدالله الصادق علیه السلام وقد جاء خراسانی حاج، فدخل علیه وسلم وسأله عن شیء من أمر الدین، فجعل الصادق «ع» یفسره له، ثم قال له: یا بن رسول الله مازلت شاكیاً منذ خرجت من منزلی من وجع الرأس. فقال له «ع»: قم من



[ صفحه 45]



ساعتك هذه فادخل الحمام ولا تبتدأن بشیء حتی تصب علی رأسك سبعة أكف ماء حار وسم الله تعالی فی كل مرة فانك لا تشتكی بعد ذلك منه أبداً ففعل ذلك وبریء من ساعته.

أقول: لا شك أنك لم تجد قبل التأمل فی الحدیث أی علاقة بین الصداع وصب الماء الحار علی الرأس مع البسملة ولكن إذا فكرت وتأملت علمت أن البشر مهما بلغ القمة من العلوم لم یستطع أن یعرف معرفة كاملة علل الأمور وأسباب الحوادث لأنه قد یتصور لحدوث شیء سبباً كان فی الواقع غیره وقد لایتصور له علة وهی فی الحقیقة موجودة لم یدركها، وبدیهی أن عدم معرفته للسبب لیس معناه أن لیس له علة ولا سبب أو أنه لا علاقة هناك بین الشیء وسببه، ولعلمت ثانیاً أن الأسباب والعلل قسمان مادیة جسمیة ومعنویة روحیة وأن كلاً منهما متعدد فمثلاً هذا الصداع قد یحصل عن ـ إمتلاء المعدة ـ أو سوء الهضم ـ أو الاستبراد أو الزكام ـ أو ضعف الأعصاب ـ أو إضطرابها ـ أو الضغط علی الدماغ ـ أو إزعاجه بالأصوات القویة والروائح الحادة ـ أو حرارة الكبد ـ أو من ألم العین أو الأذن ـ أو من بعض الحمیات أو الانفلونزا وأمثالها، كما قد یحصل عن الهم والغم والأرق والخوف أو الفكر الكثیر أو أشباهها من النفسیات.

وهنا لیس علی الطبیب المعالج إلا أن ینظر إلی السبب فیرفعه وإلی العلة فیزیلها وبهذا یرتفع ویزول المرض (الصداع).

ولعل هذا المریض الخراسانی الذی یشكو الصداع أدرك الإمام «ع» لصداعه سببین روحی وهو إضطراب فكر وقلق نفسی مع حدوث زكام له فی الطریق أو عند أهله كانا هما علة صداعه فعالجه روحیاً بذكر البسملة مع إدخال الطمأنینة علیه بانه سیشفی حالاً ویصب الماء الحار المتعدد علی الرأس لتحلیل المواد الزكامیة وهذا مما یصفه أكثر الأطباء للزكام الحادث من إستبراد أو إختلاف الأهویة الواردة علی الدماغ وهذا ما لایعرفه إلا الطبیب الروحی الحاذق، كما انا



[ صفحه 46]



لا یجوز أن نقیس علی هذا العلاج فی غیر هذا المریض إلا أن نعرفه أنه مثله ولا یعرفه إلا الطبیب الروحی المادی فتأمل.