کد مطلب:195863 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:289

الزکام
شكا إلیه بعض أصحابه الزكام، فقال «ع»: صنع من صنع الله، وجند من جنوده بعثه إلی علتك لیقلعها، فاذا أردت قلعه فعلیك بوزن دانق شونیز ونصف دانق كندس [1] یدق وینفخ فی الانف، فانه یذهب بالزكام، وإذا أمكنك أن لا تعالجه بشیء فافعل فان فیه منافع كثیرة.

أقول: الزكام هو إلتهاب الغشاء المخاطی الأنفی الحاصل من باشلوس فرید لندر كما عرفه الطب وهو یحصل عن البرد أو الانتقال السریع من محل حار إلی محل بارد أو من ضعف البنیة أو من العدوی من شخص آخر مصاب، وعلاماته وأعراضه هو الشعور بالبرد والقشعریرة وارتشاح الماء من المنخرین مع مادة مخاطیة ودمع العینین واحمرارهما وتغیر الصوت ومدتها لثلاثة أیام (دورته) وعلاجه ملازمة البیت والدفء التام خصوصاً فی الشتاء مع تقلیل الأكل وتناول الأشربة المسخنة، وقد اعتبرته الأطباء مرضا ساریاً معدیاً ولكن أخیراً اكتشف بانه لیس هو بنفسه مرض بل هو حدث طبیعی بحركة الاستبراد أو غیره لرفع بعض أمراض الدماغ والرئة والجهاز التنفسی وتنقیتها من الأخلاط والبلاغم وهذا هو المراد بقول الإمام وإذا أمكنك أن لاتعالجه بشیء فافعل كما أن قوله «ع» صنع من صنع الله وجند من جنوده بعثه لعلتك لیقلعها، إشارة إلی أنه حدث طبیعی لخدمة الأبدان فهو كجند یهجم علی الامراض فیخرجها من الدماغ بالترشیح ونزول الدمع قال بعض الأطباء: مساكین اولئك الذین یقابلون هذه الخدمة الطبیعیة التی ترید تطهیر البدن من الفضولات بالعقاقیر غافلین عن



[ صفحه 47]



أن الزكام إذا عولج أعقب أمراضاً كثیرة.


[1] الشونيز هي الحبة السوداء والكندس هو صمغ اللبان.