کد مطلب:195896 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:237

الهندبا
عن أبی عبدالله «ع»: نعم البقلة الهندبا [1] .

وعنه أیضاً: علیك بالهندباء فانها تزید فی الماء وتحسن الولد [2] .

وعنه أیضاً: من بات وفی جوفه سبع طاقات من الهندباء أمن من القولنج لیلته [3] .

قال الاطباء: ان الهندباء تفید فی ضعف الاعصاب، وضعف البصر، وفساد الدم، وانها ترد قوی الاجسام بعد الضعف والهزال، وتنشیط القلب والكبد والكلیتین، وتنفع الرحم فی تعدیل مزاجه وتنقیته، وتقضی علی الحمیات.

اقول: یالله ما أبلغ كلمة الإمام «ع» وما أجمعها لجل تلك الخواص التی ذكرها الاطباء بعد تلك المدة غیر القصیرة. تأمل تجد أن فی كلمة (یزید فی الماء ویحسن الولد) خاصتین وفائدتین لم یحصلا إلا بعد تعدیل مزاج الرحم وتنقیته، وبعد أن یقوی القلب والعصب وبعد أن تعود قوی الاجسام بعد الضعف والهزال فكأنه علیه السلام قد جمع كل تلك الآثار والمنافع بذكر نتائجها من الزیادة فی الماء وتحسین الولد.

إلی هنا نكتفی بهذا النزر القلیل مما ورد عن الامام أبی عبد الله علیه السلام من الخواص والمنافع التی ذكرها للفواكه والخضر كنموذج لبیان وفور علمه وجزیل معرفته بهذا العلم الجلیل. إذلو أردنا سرد جمیع ماعثرنا علیه فضلاً عما لم



[ صفحه 69]



نوفق للعثور علیه فی الكتب والمجامیع لضاق بنا هذا المختصر علی أن الباحث مهما یراجع كتاب الأطعمة والأشربة من فقه أهل البیت، ویمعن النظر فیه وفیما حوی من الآداب الجمة الواردة فی الاكل والشرب، قبلهما وبعدهما وفی أثنائهما، وما جاء من البحث فی وقتهما، وبیان أقسام المأكولات والمشروبات ومضارهما ومنافعها والتفصیل الوارد فی اللحوم والحبوب والفواكه والالبان والأدهان وغیرها فانه یجد هناك علماً جماً وأبحاثاً ضافیة قیمة فی الطب والوقایة وحفظ الصحة مما یجعلك ویجعل الباحث مذعنا خاضعا بأن الإمام الصادق «ع» فی مقدم المتخصصین بعلم الأبدان قبل علم الشرایع والادیان ویخبت [4] إلی أنه صلوات الله علیه هو الحافل بعبئه الثقیل وعنده بجدته وهو ابن بجدته [5] وبیده عقدته وهو ابن عذره [6] وهو العالم الوحید بحقائقه ودقائقه وعنده فذاذاته وجذاذاته [7] فكما هو المصدر والمورد فی العلوم الدینیة كذلك تنتهی إلیه تلكم الدروس العالیة فی علم الأبدان.


[1] في البحار ج 14.

[2] في البحار ج 14.

[3] في البحار ج 14.

[4] يطمئن ويخضع.

[5] يقال للعالم بالأمر والبجدة باطن الامر وحقيقته.

[6] يقال لمن بيده الحل والعقد، والعالم بكل جزيئات المسألة.

[7] الفذاذات القطع الصغار تتساقط من الذهب، والجذاذات قطع الفضة ويراد منه الاحاطة بكل جزيئات الامر ودقائقه.