کد مطلب:195899 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:184

الغضب
الغضب حالة فی النفس تثیرها أمور منتظرة أوغیر منتظرة فتخرج العقل عن إستقامته وتصد الغضوب عن رشده وصوابه، وتفقده سلطانه علی فكره وإدراكه فیختل مزاج الذهن، وتتهیأ الأعضاء فیها للفتك والانتقام، ذلك لأن الدم یثور فیها فیسرع إلی القلب ثم ینتشر منه فی العروق ویرتفع الی أعالی الرأس فیحمر الوجه وتنتفخ الودجان ثم یجیش فی الصدر فیعبس الوجه وتنكمش الشفتان عن الأسنان وهناك تتأهب الأعضاء بسبب هذا الثوران فی الدم للفتك والانتقام وقد قیل فیه:



ولم أر فی الأعداء حین إختبرتهم

عدواً لعقل المرء أعدی من الغضب



وأهم أسبابه الوراثة والامراض. أما الأسباب المهیئة له فكثیرة، منها المزاج العصی والتسممات الحادثة من المآكل الحادة والمشروبات الروحیة، كما أن للمحیط والبیئة والتربیة الأثر البلیغ فی أحداث الغضب وشدة وطأته.

قال بعضهم: إن الأسباب المهیجة للغضب الزهو والعجب والمزاح والهزء والممارت والغدر وشدة الحرص علی فضول المال والجاه، وهی باجمعها أخلاق ردیئة مذمومة. ولاخلاص منه مع بقاء هذه الاسباب إلا بازالتها إلی أضدادها

وللغضب عواقب كثیرة من الأمراض التی لا یستهان بها كالاصابة بالسل الرئوی وسوء الهضم وإلتهاب الأعصاب والنزیف الدمویة بأنواعه، وقیل ان الغضوب قد یصاب بحالة شبیهة بداء الكلب بحیث إذا عض أحداً أدی إلی موته وهذا مما یدل علی أن فی ریق الغضبان سماً زعافاً لا یؤثر علی صاحبه فقط بل یؤثر علی من یقع علیه.

فالغضب داء روحی ومرض خطیر یضر بصاحبه أولاً وكثیراً ما یتعداه



[ صفحه 83]



إلی غیره ویوقع صاحبه فی إرتكاب الجرائم من غیر وعی أو إدراك.

وكم عالج الحكماء والفلاسفة والاطباء والعلماء هذا الداء بأنواع العلاجات رجاء شفائه فلم یفلحوا ولكن الدین الإسلامی الحكیم قد عالجه باخف العلاجات وأنجعها وصده صداً بمختلف الواقیات كما فی الحدیث الشریف قوله (ص):

إذا وجد أحدكم من ذلك (الغضب) سیئاً فان كان قائماً فلیجلس أو جالساً فلیقم، فان لم یزل بذلك فلیتوضأ بالماء البارد أو یغتسل فان النار لا یطفیها إلا الماء [1] .

وقال الإمام الصادق «ع»: الغضب مفتاح كل شر [2] .

وقال «ع»: الغضب ممحقة لقلب الحكیم [3] .

وقال «ع»: من لم یملك غضبه لم یملك عقله [4] .

وقال «ع»: إذا لم تكن حلیماً فتحلم. وفی حدیث آخر: كفی بالحلم ناصراً [5] .

وقال «ع»: من ظهر غضبه ظهر كیده، ومن قوی هواه ضعف حزمه [6] .


[1] البحار وكشف الاخطار.

[2] الكافي.

[3] الكافي.

[4] الكافي.

[5] الكافي.

[6] البحار ج 14.