کد مطلب:195901 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:192

الحسد
الحسد كراهة نعمة الآخرین وحب زوالها، وإن الحاسد لم یزل یتطلع إلی نعم الله جل جلاله علی عباده فلا یهنأ له حال. وما ألطف ما وصف الحساد أبو الحسن التهامی بقوله:



إنی لأرحـم حاسـدی لشر ما

ضمـت صدورهم من الاوغار



نظروا صنیع الله بی فعـیونهم

فی جنـة وقلوبهم فـی نـار



وهو داء فی النفس أشد من داء البخل، لأن البخیل یضن بماله علی غیره أما الحسود فانه یضن بمال الله ونعمه علی عباده، ویتألم من وصولها إلی غیره فهو العدو بلا سبب وطالب زوال النعمة عن غیره وإن لم تصل إلیه، ولقد قال رسول الله (ص): إن لنعم الله أعداء، قیل له ومن هم یا رسول الله؟ قال (ص):



[ صفحه 85]



الذین یحسدون الناس علی ما آتاهم الله من فضله.

وهذا الداء النفسانی لم یحدث إلا عن خبث فی الروح وإنطراء النفس علی الشر فاذا ما تمكن من إمریء أفسد أخلاقه، وساقه إلی القبائح والجرائم، وأوقع صاحبه فی أشد الآلام النفسیة والاسقام البدنیة كما قیل:



أفسـدت نفسـك بالحسد

وهدمــت أركـان الجسـد



فاذا حصل فی أمة أوقعها فی الشقاق والنفاق ثم الدمار، وإذا أستولی علی أحد أرجع عذابه علی صحابه، لأن الحسود دائم العذاب مستمر الألم، ولذا قال «ع»: لا یطمع لحسود فی راحة القلب [1] .

وقال «ع»: لیس الحسود غنی [2] .

وقال «ع»: الحسود ذو نفس دائم وقلب هائم وحزن لازم، وإنه لكثیر الحسرات متضاعف السیئات، دائم الغم وإن كان صحیح البدن.

وقال «ع»: إن الحسد یأكل الایمان كما تأكل النار الحطب [3] .


[1] الخصال باب العشرة.

[2] الحادي عشر.

[3] الكافي في باب الحسد.