کد مطلب:220151 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:148

البلغم
أما البلغم فالمقصود به هنا الغدد اللعابیة، و هی من الناحیة التشریحیة عددها ثلاثة من كل جانب من جانبی الفم.



[ صفحه 752]



و تفرز اللعاب، و توصله بقنوات خاصة الی داخل الفم لیساعد علی ترطیب اللقمة و هضم المواد النشویة فیها، و هی الغدة النكفیة و تقع خارج الشعبة الصاعدة لعظم الفك الأسفل، و الغدة تحت الفك و تقع علی الوجه الداخلی للفك الأسفل قرب زاویة الفك، ثم الغدة تحت اللسان و تقع تحت اللسان. و فی اللعاب خمیرتان هما البتوآلین Ptyalin والمالتاز Maltase وهاتان الخمیرتان تشتركان معا فی تفكیك المواد الكربوهیدراتیة الغیر قابلة للذوبان فی الماء، و تحویلها الی أنواع من السكر البسیط الذی یذوب فی الماء، و یشكل الماء نسبة كبیرة فی تركیب المادة اللعابیة.

و عملیة الهضم لا تتم الا بعد مرور الغذاء بعملیات میكانیكیة و كیمیائیة معقدة تبدأ أولا بالفم میكانیكیا، بواسطة الأسنان و كیمیائیا بواسطة اللعاب، و تنتهی بالأمعاء لیتم الامتصاص والتمثیل الغذائی، فبالاضافة الی أن للعاب دور أساسی فی عملیة هضم الغذاء، فهو یساعد علی ترطیب الفم والأغشیة المخاطیة المبطنة للفم. و لا یقصد بالبلغم هنا بأنه الافرازات المخاطیة التی تنبعث من الأنف أو القصبات، لأن هذه الافرازات هی ناتج عرضی.

لاحظنا فی الروایات السابقة أن هذه الطبائع الأربعة المرة السوداء والمرة الصفراء والدم والبلغم التی تدخل فی تركیب المزاج، و عرفنا التحلیل العلمی والطبی لأهمیة هذه الطبائع الأربعة و وجودها مشتركا لأداء الفعالیات الحیویة للجسم، و ان أی نقص أو اضطراب فی عمل هذه الأجهزة یشكل خطرا بلیغا علی حیاة الانسان.

و هو مصداق لما جاء فی الروایة: «فلو سكن المتحرك لم ینم، ولو تحرك الساكن لم ینم» [1] ، فأی اضطراب فی عمل هذه الأجهزة سیؤدی بالنتیجة الی عوارض تهدد حیاة الانسان، وبالطبع ان أی حالة مرضیة تصیب أجهزة الجسم سوف تنعكس علی حالة المریض النفسیة.

جاء عن أبی عبدالله علیه السلام قال:«قوام الانسان و بقاؤه بأربعة: بالنار والنور والریح والماء. فبالنار یأكل و یشرب، و بالنور یبصر یعقل، و بالریح یسمع ویشم، و بالماء یجد لذة الطعام والشراب، فلولا النار فی معدته لما هضمت الطعام



[ صفحه 753]



والشراب، و لولا أن النور فی بصره لما أبصره و لا عقل، و لولا الریح لما التهبت نار المعدة، ولولا الماء لم یجد لذة الطعام والشراب.

قال: وسألته عن النیران: فقال النیران أربعة: نار تأكل و تشرب، ونار تأكل و لا تشرب، و نار تشرب و لا تأكل، و نار لا تأكل و لا تشرب، فالنار التی تأكل و تشرب فنار ابن آدم و جمیع الحیوانات، والتی تأكل و لا تشرب فنار الوقود، والتی تشرب و لا تأكل فنار الشجرة، والتی لا تأكل لا تشرب فنار القداحة والحباحب. [2] .

نقل عن أبوعبدالله علیه السلام قال: «انما صار الانسان یأكل و یشرب بالنار، و یبصر و یعمل بالنور، و یسمع و یشم بالریح، ویجد لذة الطعام والشراب بالماء، و یتحرك بالروح. ولولا النار فی معدته ماهضمت أو قال - حطمت الطعام والشراب فی جوفه - و لولا الریح ما التهبت نار المعدة ولا خرج الثفل عن بطنه، و لولا الروح ما تحرك ولا جاء و لا ذهب، و لولا برد الماء لأحرقته نار المعدة، ولولا النور ما أبصر و لا عقل» [3] .

بیان: لولا الریح أی التی تدخل المعدة مع الطعام والشراب، أو المتولدة فی المعدة، أو الالتهاب من الأولی و خروج الثفل من الثانیة، كما ذكر الأطباء أن الریاح المتولدة فیها تعین علی احدار الثفل (فالطین صورته) أی مادته الی تقبل صورته... [4] .

جاء عن أبی عبدالله علیه السلام، قال: «ان أول من قاس ابلیس، فقال: خلقتنی من نار و خلقته من طین ولو علم ابلیس ما خلق الله فی آدم لم یفتخر علیه. ثم قال: ان الله عزوجل خلق الملائكة من نور، و خلق الجان من النار، و خلق الجن صنفا من الجان من الریح، و خلق الجن صنفا من الجن من الماء، و خلق آدم من صفحة الطین، ثم أجری فی آدم النور والنار والریح والماء، فبالنور أبصر و عقل وفهم، وبالنار أكل و شرب، ولولا أن النار فی المعدة لم یطحن المعدة الطعام،



[ صفحه 754]



و لولا أن الریح فی جوف آدم تلهب نار المعدة لم تلتهب، و لولا أن الماء فی جوف ابن آدم یطفی ء حر نار المعدة، لأحرقت النار جوف ابن آدم».

فجمع الله ذلك فی آدم الخمس الخصال، و كانت فی ابلیس خصلة فافتخر بها. [5] .


[1] بحارالأنوار: 58 / 317 عن الكافي: 2 / 53.

[2] المصدر نفسه: 58 / 293 عن الخصال: 106.

[3] بحارالأنوار: 58 / 295 عن العلل: 1 / 101.

[4] المصدر نفسه: 58 / 296.

[5] بحارالأنوار: 307 - 58 / 306 باب ما به قوام بدن الانسان و ترشيح أعضائه.