کد مطلب:220153 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144

النور
أما النور فهو الذی تتم به الأبصار عن طریق العین، والعین تشبه آلة التصویر، الا أنها تستطیع تكییف نفسها بالتقاط أی نوع من الصور، و لا تكف عن الالتفاط ما دامت مفتوحة. والعین تكاد تكون مستدیرة الا عن مقدمها حیث یوجد انتفاخ بسیط، والغلاف الخارجی لمقلة العین متین أبیض اللون، الا عند الانتفاخ الأمامی حیث یكون شفافا، و بذلك یسمح للضوء بالدخول الی العین، و یسمی هذا الانتفاخ بالقرنیة و وظیفتها الأساسیة حمایة العین من الأضرار. و یوجد خلف (القرنیة) قرص رقیق یسمی القزحیة) و هی التی تكسب العین لونها. و فی منتصف القزحیة ثقب مستدیر یسمی (انسان العین) تتحكم فی اتساعه مجموعتان من العضلات، ففی الضوء الخافت یتسع قطر الثقب فتمر كمیة كبیرة من الضوء الی داخل العین، أما فی الضوء القوی، فان قطر انسان العین یضیق لیمنع الضوء الباهر من الأضرار بالعین.

و توجد العدسة خلف انسان العین مباشرة، و هی عبارة عن قرص دقیق یبلغ قطره ثلث بوصة، و هو رفیع عند الحواف سمیك فی الوسط، و توجد حول العدسة عضلة دائریة تستطیع بانقباضها أن تجعل العدسة أقل قطرا و أكبر سمكا، و بهذه الطریقة تستطیع رؤیة الأشیاء القریبة فی وضوح تام، و عندما ترتخی العضلة، تستطیع رؤیة الأشیاء البعیدة بوضوح.

و یملأ الفراغ الموجود بین القرنیة والعدسة سائل معظمه من الماء یسمی السائل المائی، أما بقیة العین فتملؤها مادة جیلاتینیة تسمی الجسم الزجاجی.

فاذا وقع النور علی المرئیات انعكس عنها، و دخلت خلوطه العین، و رسمت علی الشبكة صور المرئیات، والشبكیة هی الطبقة الداخلیة للعین وهی مكونة من الخلایا البصریة الحساسة بالضوء، و یوجد فی طبقة واحدة من طبقات



[ صفحه 756]



شبكة العین خمسمائة ملیون خلیة بصریة تسمی العصیات والمخاریط (150 ملیون خلیة بصریة من نوع العصیات فی السنتمتر المربع، و 8 ملایین خلیة بصریة من نوع المخاریط فی السنتمتر المربع) و وظیفتها نقل مختلف الألوان التی یتكون منها طیف الضوء، ثم تحویلها الی سیالة عصبیة ینقلها عصب البصر المؤلف من نصف ملیون لیف عصبی تقریبا الی مركز البصر فی الدماغ الذی یحولها صورا مرئیة، ویتم كل ذلك بصورة سریعة جدا، و یكفی التذكیر بأن الانسان یستطیع قراءة خمسمائة كلمة فی الدقیقة، فالعینان تنتقلان بدون أن نشعر، من كلمة الی أخری بالسرعة المذهلة التی تقدر بربع ثانیة تقریبا.

أما قدرة العین علی التمییز والرؤیة بحسب قوة النور، فان درجة حساسیتها تتراوح ما بین الحدود الدنیا والحدود القصوی فی رؤیة الأشیاء، و تبلغ 20 ملیون ضعف تقریبا. و یقوم علی خدمة هذه الصنعة الالهیة العجیبة التی لا یتجاوز وزنها ثمانیة غرامات، سبع عضلات، و ثلاثة أعصاب محركة، و ثلاثون شریانا و وریدا مغذیا.

و قد ذكر العلامة المجلسی قدس سره قال: و أما العین فهی مركبة من سبع طبقات و ثلاث رطوبات، ما خلا الأعصاب والعضلات والعروق، و بیان هیئاتها أن العصبة المجوفة التی هی أولی العصب الخارجة من الدماغ، تخرج من القحف الی حیث قعر العین، و علیها غشاءان هما غشاء الدماغ، فاذا برزت من القحف و صارت فی حومة عظم العین فارقها الغشاء الغلیظ و صار لباسا و غشاء علی عظم العین الأعلی كله، ویسمی هذا الغشاء «الطبقة الصلبة» و یفارقها أیضا الغشاء الرقیق، فیصیر غشاء و لباسا دون الطبقة الصلبة، و یسمی «الطبقة المشیمیة» لشبهها بالمشیمة.

و تعرض العصبة و نفسها و یصیر فیها غشاء دون هذین و تسمی «الطبقة الشبكیة»، ثم یتكون فی وسط هذا الغشاء جسم لین رطب حمراء صافیة غلیظة مثل الزجاج الذائب یسمی «الرطوبة الزجاجیة»، و یتكون فی وسط هذا الجسم جسم آخر مستدبر، الا أن فیه أدنی تفرطح [1] شبیه بالجلید فی صفائه، و تسمی «الرطوبة



[ صفحه 757]



الجلیدیة» و تحیط الزجاجیة من الجلیدیة بمقدار النصف، و یعلو النصف الآخر جسم شبیه بنسج العنكبوت شدید الصفاء و الصقال یسمی «الطبقة العنكبوتیة»، ثم یعلو هذا الجسم سائل فی لون بیاض العین یسمی «الرطوبة البیضیة» و یعلو الرطوبة البیضیة جسم رقیق مخمل الداخل حیث یلی البیضیة، أملس الخارج، و یختلف لونه فی الأبدان، فربما كان شدید السواد و ربما كان دون ذلك، فی وسطه بحیث یحاذی الجلیدیة ثقب یتسع و یضیق فی حال دون حال بمقدار حاجة الجلیدیة الی الضوء، فیضیق فی الضوء الشدید و یتسع فی الظلمة، و بانسداه یبطل الابصار، و هو مثل ثقب حب عنب ینزع من العنقود، و هو الحدقة، وفیها رطوبة لطیفة و روح، و لهذا یبطل الناظر عند الموت، ویسمی هذا الغشاء «الطبقة العنبیة».

و یعلو هذه الطبقة و یغشاها جسم كثیف صاف صلب یشبه صفحة صلبة رقیقة من قرن أبیض، و تسمی «القرنیة» غیر أنها تتلون بلون الطبقة التی تحتها المسماة عنبیة، كما تلتصق وراء جام من زجاج شیئا ذا لون، فیمیل ذلك المكان من الزجاج الی لون ذلك الشی. و یعلو هذا و یغشاه - لكن لا كله بل الی موضع سواد العین - لحم أبیض دسم مشف مشف مختلق بالعضلات المحركة للعین، غلیظ ملتحم علیه تسمی ب«الملتحمة» و هو بیاض العین، و ینشأ من الغشاء الذی علی القحف من خارج كما ینشأ القرنیة من الطبقة الصلبة، والعنبیة من الطبقة المشیمیة، والعنكبوتیة من الشبكیة وكل یجذب الغذاء من التی هی منشأها، فانها تتغذی بنصیبها و تؤدی الباقی الیها. [2] .


[1] تفرطح: صار عريضا.

[2] بحارالأنوار: 59 / 13 - 12.