کد مطلب:241327
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:281
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحیم
ان أهمیة الطب تعود الی حاجة الناس الیه، سواء صغیرهم أو كبیرهم، ذكرهم أو أنثاهم. فالطب هو الذی یحفظ البدن، و یدفع عنه غوائل المرض و أنواع السقم، بل هو العلم الذی یدفع عن الانسان البؤس والشقاء والتعاسة، و یجلب له الراحة و الطمأنینة والسرور.
و قد اهتم دیننا الحنیف بالطب اهتماما بالغا، و أرشد الی الاعتناء بالصحة و حفظها، فقد ورد ذلك فی القرآن الكریم والسنة المطهرة، و كذلك فان حفظ الصحة هو الجوهر الثانی من مقاصد الشریعة.
و سوف أبین ذلك بشی ء من الایجاز:
قد أوضح البیان الالهی أن لا تعارض بین التداوی و قواعد الشرع الاسلامی، فجاءت آیات كثیرات تقرر أمورا مختلفة من الأمور الطبیة كالوقایة و الحمیة.
فقال تعالی: (فمن كان منكم مریضا أو علی سفر فعدة من أیام أخر) [البقرة: 184].
(و ان كنتم مرضی أو علی سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتیمموا صعیدا طیبا) [النساء: 43].
و قال تعالی: (فمن كان منكم مریضا أو به أذی من رأسه ففدیة من صیام أو صدقة أو نسك) [البقرة: 196 ].
[ صفحه 8]
اهتم النبی (ص) و أهل بیته (ع) بالصحة و حفظها اهتماما بالغا، و بین منزلة العافیة و تأثیرها علی سعادة الانسان، فقال (ص): «من أصبح منكم آمنا فی سربه، معافی فی جسده، و عنده قوت یومه، فكأنما حیزت له الدنیا».
لقد أوجب الاسلام الحفاظ علی النفس، و ما غایة الطب الا ذلك.
فالاسلام یعبتر الطب وظیفة شرعیة، و أحد الواجبات التی لا مجال للتساهل فیها.
كما أن من یراجع كلام النبی (ص)، والأئمة (ع) و ما وصل الینا من كلام لهم فی الطب و العلاج، و هو ثروة كبیرة جدا، لا تتناسب مع ما لا حظناه من سیر هذا العلم فی القرن الأول الهجری و نصف الثانی - نعم ان المراجع لذلك - یخرج بحقیقة هامة، تتلخص فی أنهم (ع) كانوا یحاولون بعث نهضة شاملة فی هذا المجال، تتسم بالشمولیة والعمق والدقة، مستمدة ذلك من الواقعیة الرائدة التی تعتمد علیها، و علی هدی من المعانی الانسانیة النبیلة التی تتجه الیها.
لم یخل تشریع سماوی من وصایا صحیة تنادی بالنظافة والطهارة، والاعتدال فی الطعام والشراب، و تحریم ما یعود علی الانسان بالضرر البلیغ. و لقد كان نصیب الاسلام من ذلك القسط الأعظم و كانت التعالیم الصحیة فی الرسالة الخاتمة و تخطیطها من أجل تعمیمها و تطبیقها یفوقان كل المناهج الصحیة والتخطیط فی الدیانات السابقة و فی دول العالم فی العهد النبوی والعصور السابقة، حیث أحكمت صلة التعالیم الصحیة بشعب الایمان و شعائر الدین و فرائضه و سننه و اشتملت فریضتا الصلاة والحج علی حركات ریاضیة اضافة الی الفوائد الروحیة والنفسیة الأخری، و حرمت الخبائث من میتة و دم و لحم الخنزیر لأضرارها علی الصحة، و حرم الخمر والمسكرات لما فی تعاطیها من أضرار جسمیة و اجتماعیة، و كذلك حرمت الفواحش وقایة من الأمراض الزهریة و حفاظا علی تماسك الأسرة و سلامة العلاقات الاجتماعیة.
ان معظم ما جاء فی الطب النبوی انما هو من باب حفظ الصحة والطب
[ صفحه 9]
الوقائی، و لیس غریبا أن یكون الأمر كذلك لأن التخطیط الصحی والتوعیة الصحیة انما هما من مهام الدولة، و لقد كان الرسول (ص) أول مؤسس لدولة اسلامیة علی أساس من شرع الله الحكیم. و من أجل ذلك كانت التعالیم والمناهج الصحیة فی الاسلام كثیرة.
فلا غرو أن یتلهف المسلم الی معرفة و دراسة كل ما أثر عن رسول الله (ص) والأئمة (ع)، من صحیح القول و ثابت الفعل، مما روی و نقل الینا.
من بین هذا التراث الخالد، هذا الكتاب «الرسالة الذهبیة» للامام الرضا (ع) تناول فیها حفظ و حمایة أجل نعمة أنعم الله سبحانه و تعالی بها علی الانسان: نعمة العافیة.