کد مطلب:242959 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:291

المقدمة
رضی الله عنه قال حدثنا محمد بن همام بن سهیل رحمة الله علیه قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور قال حدثنی أبی و كان عالما بأبی الحسن علی بن



[ صفحه 5]



موسی الرضا(ص)خاصا به ملازما لخدمته و كان معه حین حمل من المدینة إلی المأمون إلی خراسان و استشهد (ع) بطوس و هو ابن تسع و أربعین سنة، قال: كان المأمون بنیسابور و فی مجلسه سیدی أبو الحسن الرضا (ع) و جماعة من الفلاسفة



[ صفحه 6]



و المتطببین مثل یوحنا بن ماسویه و جبرائیل بن بختیشوع و صالح بن بهلمة الهندی و غیرهم من متحلی العلوم و ذوی البحث و النظر



[ صفحه 7]



فجری ذكر الطب و ما فیه صلاح الأجسام و قوامها فأغرق المأمون و من كان بحضرته فی الكلام و تغلغلوا فی علم ذلك و كیف ركب الله تعالی هذا الجسد و جمع فیه هذه الأشیاء المتضادة من الطبائع الأربع و مضار الأغذیة و منافعها و ما یلحق الأجسام من مضارها من العلل قال و أبو الحسن (ع) ساكت لا یتكلم فی شی ء من ذلك فقال له المأمون ما تقول یا أبا الحسن فی هذا الأمر الذی نحن فیه منذ الیوم فقد كبر علی و هو الذی لا بد منه و معرفة هذه الأغذیة النافع منها و الضار و تدبیر الجسد فقال له أبو الحسن(ع)عندی من ذلك ما جربته و عرفت صحته بالاختبار و مرور الأیام مع ما وقفنی علیه من مضی من السلف مما لا یسع الإنسان جهله و لا یعذر فی تركه و أنا أجمع ذلك لأمیر



[ صفحه 8]



المؤمنین مع ما یقاربه مما یحتاج إلی معرفته قال و:عاجل المأمون الخروج إلی بلخ و تخلف عنه أبو الحسن (ع) فكتب المأمون إلیه كتابا یتنجز ما كان ذكره له مما یحتاج إلی معرفته علی ما سمعه و جربه من الأطعمة و الأشربة و أخذ الأدویة و الفصد و الحجامة و السواك و الحمام و النورة و التدبیر فی ذلك فكتب إلیه أبو الحسن(ع) كتابا هذه نسخته:



[ صفحه 9]



بسم الله الرحمن الرحیم اعتصمت بالله أما بعد فإنه وصل كتاب أمیر المؤمنین فیما أمرنی به من توقیفه علی ما یحتاج إلیه مما جربته و سمعته فی الأطعمة و الأشربة و أخذ الأدویة و الفصد و الحجامة و الحمام و النورة و الباه و غیر ذلك مما یدبر استقامة أمر الجسد به و قد فسرت لأمیر المؤمنین ما یحتاج إلیه و شرحت له ما یعمل علیه من تدبیر مطعمه و مشربه و أخذه



[ صفحه 10]



الدواء و فصده و حجامته و باهه و غیر ذلك مما یحتاج إلیه فی سیاسة جسمه و بالله التوفیق: اعلم یا أمیر المؤمنین أن الله عز و جل لم یبتل البدن بداء حتی جعل له دواء یعالج به و لكل صنف من الداء صنف من الدواء و تدبیر و نعت و ذلك أن هذه الأجسام أسست علی مثال الملك



[ صفحه 11]



فملك الجسد هو ما فی القلب و العمال العروق فی الأوصال و الدماغ و بیت الملك قلبه و أرضه الجسد و الأعوان یداه و رجلاه و عیناه و شفتاه و لسانه و أذناه و خزائنه معدته و بطنه و حجابه و صدره فالیدان عونان یقربان و یبعدان و یعملان علی ما یوحی إلیها الملك و الرجلان ینقلان الملك حیث یشاء و العینان یدلانه علی ما یغیب عنه لأن الملك وراء حجاب لا یوصل إلیه إلا بإذن و هما سراجاه أیضا و حصن الجسد و حرزه الأذنان لا یدخلان علی



[ صفحه 12]



الملك إلا ما یوافقه لأنهما لا یقدران أن یدخلا شیئا حتی یوحی الملك إلیهما أطرق الملك منصتا لهما حتی یعی منهما ثم یجیب بما یرید نادا منه ریح الفؤاد و بخار المعدة و معونة الشفتین و لیس للشفتین قوة إلا بإنشاء اللسان و لیس یستغنی بعضها عن بعض و الكلام لا یحسن إلا بترجیعه فی الأنف لأن الأنف یزین الكلام كما یزین النافخ المزمار و كذلك المنخران هما ثقبا الأنف و الأنف یدخل علی الملك مما یحب من الروائح الطیبة فإذا جاء ریح یسوء أوحی الملك إلی الیدین فحجبت بین الملك و بین تلك الروائح و للملك مع هذا ثواب و عذاب فعذابه أشد من



[ صفحه 13]



عذاب الملوك الظاهرة القادرة فی الدنیا و ثوابه أفضل من ثوابها فأما عذابه فالحزن و أما ثوابه فالفرح و أصل الحزن فی الطحال و أصل الفرح فی الثرب و الكلیتین و فیهما عرقان موصلان فی الوجه فمن هناك یظهر الفرح و الحزن فتری تباشیرهما فی الوجه و هذه العروق كلها طرق من العمال إلی الملك و من الملك إلی العمال و تصدیق ذلك إذا تناول الدواء أدته العروق إلی موضع الداء و اعلم یا أمیر المؤمنین أن الجسد بمنزلة الأرض الطیبة الخراب إن تعوهدت بالعمارة و السقی



[ صفحه 14]



من حیث لا تزداد من الماء فتغرق و لا تنقص منه فتعطش دامت عمارتها و كثر ریعها و زكا زرعها و إن تغافلت عنها فسدت و نبت فیها العشب و الجسد بهذه المنزلة و التدبیر فی الأغذیة و الأشربة یصلح و یصح و تزكو العافیة فیه و انظر یا أمیر المؤمنین ما یوافقك و ما یوافق معدتك و یقوی علیه بدنك و یستمرئه من الطعام و الشراب فقدره لنفسك و اجعله غذاك و اعلم یا أمیر المؤمنین أن كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما یشاكلها فاتخذ ما یشاكل جسدك و من أخذ الطعام زیادة الإبان لم یفده و من أخذ بقدر لا زیادة



[ صفحه 15]



علیه و لا نقص غذاه و نفعه و كذلك الماء فسبیلك أن تأخذ من الطعام من كل صنف منه فی إبانه و ارفع یدك من الطعام و بك إلیه بعض القرم فإنه أصح لبدنك و أذكی لعقلك و أخف علی نفسك إن شاء الله ثم كل یا أمیر المؤمنین البارد فی الصیف و الحار فی الشتاء و المعتدل فی الفصلین علی قدر قوتك و شهوتك و ابدأ فی أول طعامك بأخف الأغذیة الذی تغذی بها بدنك بقدر عادتك و بحسب وطنك و نشاطك و زمانك و الذی یجب أن یكون أكلك فی كل یوم عند ما



[ صفحه 16]



یمضی من النهار ثمان ساعات أكلة واحدة أو ثلاث أكلات فی یومین تتغذی باكرا فی أول یوم ثم تتعشی فإذا كان فی الیوم الثانی عند مضی ثمان ساعات من النهار أكلت أكلة واحدة و لم تحتج إلی العشاء و لیكن ذلك بقدر لا یزید و لا ینقص و تكف عن الطعام و أنت مشتهی له و لیكن شرابك علی أثر طعامك من هذا الشراب الصافی المعتق مما یحل



[ صفحه 21]