کد مطلب:242960 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:291

شربه
صفة الشراب یؤخذ من الزبیب المنقی عشرة أرطال فیغسل و ینقع فی ماء صافی غمره و زیادة علیه أربعة أصابع



[ صفحه 22]



و یترك فی إنائه ذلك ثلاثة أیام فی الشتاء و فی الصیف یوما و لیلة ثم یجعل فی قدر نظیفة و لیكن الماء ماء السماء إن قدر علیه و إلا فمن الماء العذب الصافی الذی یكون ینبوعه من ناحیة المشرق ماء أبیضا براقا خفیفا و هو القابل لما یعترضه علی سرعة من السخونة و البرودة و تلك الدلالة علی خفة الماء و یطبخ حتی ینتفخ الزبیب ثم یعصر و یصفی ماؤه و یبرد ثم یرد إلی القدر ثانیا و یؤخذ مقداره بعود و یغلی بنار لینة غلیانا رقیقا حتی یمضی ثلثاه و یبقی ثلثه ثم یؤخذ من العسل المصفی رطل فیلقی علیه



[ صفحه 23]



و یؤخذ مقدار الماء و مقداره من القدر و یغلی حتی یذهب قدر العسل و یعود إلی حده و یؤخذ صفیقة فتجعل فیها من الزنجبیل وزن درهم و من القرنفل وزن درهم و من الدارصینی



[ صفحه 24]



وزن نصف درهم و من الزعفران وزن درهم و من السنبل وزن نصف درهم و من العود النی وزن نصف درهم و من المصطكی وزن نصف



[ صفحه 25]



درهم بعد أن یسحق كل صنف من هذه الأصناف وحده و ینخل و یجعل فی الخرقة و یشد بخیط شدا جیدا و یكون للخیط طرف طویل تعلق به الخرقة المصرورة فی عود معارض به علی القدر و یكون ألقی هذه الصرة فی القدر فی الوقت الذی یلقی فیه العسل ثم تمرس الخرقة ساعة فساعة لینزل ما فیها قلیلا قلیلا و یغلی إلی أن یعود إلی حاله و یذهب زیادة العسل و لیكن النار لینة ثم یصفی و یبرد و یترك فی إنائه ثلاثة أشهر مختوما علیه لا یفتح فإذا بلغت المدة فاشربه و الشربة منه قدر أوقیة بأوقیتین ماء فإذا أكلت یا أمیر المؤمنین كما وصفت لك من قدر



[ صفحه 26]



الطعام فاشرب من هذا الشراب ثلاثة أقداح بعد طعامك فإذا فعلت فقد أمنت بإذن الله یومك من وجع النقرس و الإبردة و الریاح المؤذیة فإن اشتهیت الماء بعد ذلك فاشرب منه نصف ما كنت تشرب فإنه أصح لبدنك و أكثر لجماعك و أشد لضبطك و حفظك فإن الماء البارد بعد أكل السمك الطری



[ صفحه 27]



یورث الفالج و أكل الأترج باللیل یقلب العین و یورث الحول و إتیان المرأة الحائض یولد الجذام فی الولد و الجماع من غیر إهراق الماء علی أثره یورث



[ صفحه 28]



الحصاة و الجماع بعد الجماع من غیر أن یكون بینهما غسل یورث للولد الجنون إن غفل عن الغسل و كثرة أكل البیض و إدمانه یورث الطحال و ریاحا فی رأس المعدة و الامتلاء من البیض المسلوق یورث الربو و الابتهار و أكل اللحم النی یورث الدود



[ صفحه 29]



فی البطن و أكل التین یقمل الجسد إذا أدمن علیه و شرب الماء البارد عقیب الشی ء الحار و عقیب الحلاوة یذهب بالأسنان و الإكثار من أكل لحوم الوحش و البقر یورث تیبیس العقل و تحییر الفهم و تلبد الذهن و كثرة النسیان و إذا أردت دخول الحمام و أن لا تجد فی رأسك ما یؤذیك فابدأ عند دخول الحمام بخمس حسوات ماء حار فإنك تسلم بإذن الله تعالی من وجع الرأس



[ صفحه 30]



و الشقیقة و قیل خمسة أكف ماء حار تصبها علی رأسك عند دخول الحمام و اعلم یا أمیر المؤمنین أن تركیب الحمام علی تركیب الجسد للحمام أربعة أبیات مثل أربع طبائع البیت الأول بارد یابس و الثانی بارد رطب و الثالث حار رطب و الرابع حار یابس و منفعة الحمام تؤدی إلی الاعتدال و ینقی الدرن و یلین العصب و العروق و یقوی الأعضاء الكبار و یذیب الفضول و العفونات



[ صفحه 31]



و إذا أردت أن لا یظهر فی بدنك بثرة و لا غیرها فابدأ عند دخول الحمام بدهن بدنك بدهن البنفسج و إذا أردت أن لا یبثر و لا یصیبك قروح و لا شقاق و لا سواد فاغسل بالماء البارد قبل أن تنور و من أراد دخول الحمام للنورة فلیتجنب الجماع قبل ذلك باثنتی عشرة ساعة و هو تمام یوم و لیطرح فی النورة شیئا من الصبر و القاقیا و الحضض



[ صفحه 32]



أو یجمع ذلك و یأخذ منه الیسیر إذا كان مجتمعا أو متفرقا و لا یلقی فی النورة من ذلك شیئا حتی تمات النورة بالماء الحار الذی یطبخ فیه البابونج و المرزنجوش



[ صفحه 33]



أو ورد البنفسج الیابس و إن جمع ذلك أخذ منه الیسیر مجتمعا أو متفرقا قدر ما یشرب الماء رائحته و لیكن زرنیخ النورة مثل ثلثها و یدلك الجسد بعد الخروج منها ما یقطع ریحها كورق الخوخ و ثجیره العصفر و الحناء و السعد و الورد



[ صفحه 34]



و من أراد أن یأمن النورة و یأمن إحراقها فلیقلل من تقلیبها و لیبادر إذا عملت فی غسلها و أن یمسح البدن بشی ء من دهن ورد فإن أحرقت و العیاذ بالله أخذ عدس مقشر فیسحق بخل و ماء ورد و یطلی علی الموضع الذی أحرقته النورة فإنه یبرأ بإذن الله



[ صفحه 35]



و الذی یمنع من تأثیر النورة للبدن هو أن یدلك عقیب النورة بخل عنب و دهن ورد دلكا جیدا و من أراد أن لا یشتكی مثانته فلا یحبس البول و لو علی ظهر دابته و من أراد أن لا تؤذیه معدته فلا یشرب علی طعامه ماء حتی یفرغ منه و من فعل ذلك رطب بدنه و ضعف معدته و لم تأخذ العروق قوة الطعام لأنه یصیر فی المعدة فجأ إذا صب الماء علی الطعام أولا فأولا و من أراد أن یأمن الحصاة و عسر البول فلا یحبس المنی عند نزول الشهوة و لا یطیل المكث علی النساء و من أراد أن یأمن وجع السفل و لا یضره شی ء من أریاح البواسیر فلیأكل سبع تمرات هیرون



[ صفحه 36]



بسمن بقر و یدهن أنثییه بزئبق خالص و من أراد أن یزید فی حفظه فلیأكل سبع مثاقیل زبیبا بالغداة علی الریق و من أراد أن یقل نسیانه و یكون حافظا فلیأكل فی كل یوم ثلاث قطع زنجبیل مربی بالعسل و یصطنع بالخردل مع طعامه فی كل یوم و من أراد أن یزید فی عقله فلا یخرج كل یوم حتی یلوك علی الریق ثلاث هلیلجات سود مع سكر



[ صفحه 37]



طبرزد و من أراد أن لا تشقق أظفاره و لا تفسد فلا یقلم أظفاره إلا یوم الخمیس و من أراد أن لا یشتكی أذنه فلیجعل فیها عند النوم قطنة و من أراد دفع الزكام فی الشتاء أجمع فلیأكل كل یوم ثلاث لقم شهد و اعلم یا أمیر المؤمنین أن للعسل دلائل یعرف بها نفعه من ضرره و ذلك أن منه ما إذا أدركه الشم



[ صفحه 38]



عطس و منه ما یسكر و له عند الذوق حرافة شدیدة فهذه الأنواع من العسل قاتله و لیشم النرجس فإنه یأمن الزكام و كذلك الحبة السوداء



[ صفحه 39]



و إذا جاء الزكام فی الصیف فلیأكل كل یوم خیارة واحدة و لیحذر الجلوس فی الشمس و من خشی الشقیقة و الشوصة فلا ینم حین یأكل السمك الطری صیفا كان أم شتاء و من أراد أن یكون صالحا خفیف اللحم فلیقلل عشاءه باللیل و من أراد أن لا یشتكی كبده عند الحجامة فلیأكل فی عقیبها هندباء بخل



[ صفحه 40]



و من أراد أن لا یشتكی سرته فلیدهنها إذا دهن رأسه و من أراد أن لا تشقق شفتاه و لا یخرج فیها ناسور فلیدهن حاجبیه و من أراد أن لا یسقط أدناه و لا لهاته فلا یأكل حلوا إلا تغرغر بخل و من أراد أن لا یفسد أسنانه فلا یأكل حلوا إلا أكل بعده كسرة خبز و من أراد أن لا یصیبه الیرقان و الصفار فلا



[ صفحه 41]



یدخلن بیتا فی الصیف أول ما یفتح بابه و لا یخرجن من بیت فی الشتاء أول ما یفتح بابه بالغداة و من أراد أن لا یصیبه ریح فلیأكل الثوم فی كل سبعة أیام و من أراد أن یمریه الطعام فلیتكئ علی یمینه ثم ینقلب بعد ذلك علی یساره حین ینام و من أراد أن یذهب بالبلغم فلیأكل كل یوم جوارشنا حریفا و یكثر دخول الحمام و إتیان النساء و القعود



[ صفحه 42]



فی الشمس و یتجنب كل بارد فإنه یذیب البلغم و یحرقه و من أراد أن یطفئ المرة الصفراء فلیأكل كل بارد لین و یروح بدنه و یقلل الانتصاب و یكثر النظر إلی من یحب و من أراد أن لا تحرقه السوداء فعلیه بالقی و فصد العروق و الاطلاء بالنورة و من أراد أن یذهب بالریح الباردة فعلیه بالحقنة و الادهان اللینة علی الجسد و علیه بالتكمید بالماء الحار فی الأبزن و یتجنب كل بارد یابس و یلزم كل حار لین و من أراد أن یذهب عنه البلغم فلیتناول كل یوم من



[ صفحه 43]



الإطریفل الأصغر مثقالا واحدا و اعلم یا أمیر المؤمنین أن المسافر ینبغی له أن یحترز فی الحر أن یسافر و هو ممتلئ من الطعام أو خالی الجوف و لیكن علی حد الاعتدال و لیتناول من الأغذیة إذا أراد الحركة الأغذیة الباردة مثل القریص و الهلام و الخل و الزیت و ماء الحصرم و نحو



[ صفحه 44]



ذلك من البوادر و اعلم یا أمیر المؤمنین أن السیر الشدید فی الحر ضار للأجسام الملهوسة إذا كانت خالیة من الطعام و هو نافع للأبدان الخصبة فأما إصلاح المیاه للمسافر و دفع الأذی عنها هو أن لا یشرب المسافر من كل منزل یرده إلا بعد أن یمزجه بماء المنزل الأول الذی قبله أو بشراب واحد غیر مختلف فیشوبه بالمیاه علی اختلافها و الواجب أن یتزود المسافر من تربة بلده و طینه



[ صفحه 45]



فكلما دخل منزلا طرح فی إنائه الذی یكون فیه الماء شیئا من الطین و یمات فیه فإنه یرده إلی مائه المعتاد به بمخالطته الطین و خیر المیاه شربا للمقیم و المسافر ما كان ینبوعها من المشرق نبعا أبیضا و أفضل المیاه التی تجری من بین مشرق الشمس الصیفی و مغرب الشمس الصیفی و أفضلها و أصحها إذا كانت بهذا الوصف الذی ینبع منه و كانت تجری فی جبال الطین لأنها تكون حارة فی الشتاء باردة فی الصیف ملینة للبطن نافعة لأصحاب الحرارات



[ صفحه 46]



و أما المیاه المالحة الثقیلة فإنها تیبس البطن و میاه الثلوج و الجلید ردیئة للأجسام كثیرة الإضرار بها و أما میاه الجب فإنها خفیفة عذبة صافیة نافعة جدا للأجسام إذا لم یطل خزنها و حبسها فی الأرض و أما میاه البطائح و السباخ فحارة غلیظة فی الصیف لركودها و دوام طلوع الشمس علیها و قد تولد لمن داوم علی شربها المرة الصفراء و تعظم أطحلتهم و قد وصفت لك یا أمیر المؤمنین فیما بعد من كتابی هذا ما فیه كفایة لمن أخذ به و أنا ذاكر من



[ صفحه 47]



أمر الجماع ما هو صلاح الجسد و قوامه بالطعام و الشراب و فساده بهما فإن أصلحته بهما صلح و إن أفسدته بهما فسد و اعلم یا أمیر المؤمنین أن قوی النفس تابعة لمزاجات الأبدان و مزاجات الأبدان تابعة لتصرف الهواء فإذا برد مرة و سخن أخری تغیرت بسببه الأبدان و الصور فإذا استوی الهواء و اعتدل صار الجسم معتدلا لأن الله عز و جل بنی الأجسام علی أربع طبائع علی



[ صفحه 48]



الدم و البلغم و الصفراء و السوداء فاثنان حاران و اثنان باردان و خولف بینهما فجعل حار یابس و حار لین و بارد یابس و بارد لین ثم فرق ذلك علی أربعة أجزاء من الجسد علی الرأس و الصدر و الشراسیف و أسفل البطن و اعلم یا أمیر المؤمنین أن الرأس و الأذنین و العینین و المنخرین و الأنف و الفم من الدم و أن الصدر من البلغم و الریح و أن الشراسیف من المرة الصفراء



[ صفحه 49]



و أن أسفل البطن من المرة السوداء و اعلم یا أمیر المؤمنین أن النوم سلطانه فی الدماغ و هو قوام الجسد و قوته و إذا أردت النوم فلیكن اضطجاعك أولا علی شقك الأیمن ثم انقلب علی شقك الأیسر و كذلك فقم من مضطجعك علی شقك الأیمن كما بدأت به عند نومك و عود نفسك من القعود باللیل مثل ثلث ما تنام فإذا بقی من اللیل ساعتین فادخل الخلاء لحاجة الإنسان و البث فیه بقدر ما تقضی حاجتك و لا تطیل فإن ذلك یورث الداء الدفین



[ صفحه 50]



و اعلم یا أمیر المؤمنین أن خیر ما استكت به الأشیاء المقبضة التی تكون لها ماء فإنه یجلو الأسنان و یطیب النكهة و یشد اللثة و یسمنها و هو نافع من الحفر إذا كان ذلك باعتدال و الإكثار منه یرق الأسنان و یزعزعها و یضعف أصولها فمن أراد حفظ أسنانه فلیأخذ قرن أیل محرق و كزمازج و سعد و ورد و سنبل الطیب



[ صفحه 51]



أجزاء بالسویة و ملح أندرانی ربع جزء فخذ كل جزء منها فتدق وحده و تستك به فإنه ممسك



[ صفحه 52]



للأسنان و من أراد أن یبیض أسنانه فلیأخذ جزء ملح أندرانی و جزء من زبد البحر بالسویة یسحقان جمیعا و یستن بهما و اعلم یا أمیر المؤمنین أن أحوال الإنسان التی بناه الله تعالی علیها و جعله متصرفا بها أربعة أحوال الحالة الأولی لخمس عشرة سنة و فیها شبابه و صباه و حسنه و بهاؤه و سلطان الدم فی جسمه و الحالة الثانیة لعشرین سنة من خمس عشرة إلی خمس و ثلاثین سنة و فیها سلطان المرة الصفراء



[ صفحه 53]



و غلبتها و هو أقوم ما یكون و أیقظه و ألعبه فلا یزال كذلك حتی یستوفی خمس و ثلاثین سنة ثم یدخل فی الحالة الثالثة و هی من خمس و ثلاثین سنة إلی أن یستوفی ستین سنة فیكون فی سلطان المرة السوداء و یكون أحكم ما یكون و أقوله و أدراه و أكتمه للسر و أحسنه نظرا فی الأمور و فكرا فی عواقبها و مداراة لها و تصرفا فیها ثم یدخل فی الحالة الرابعة و هی سلطان البلغم و هی الحالة التی لا یتحول منها ما بقی و قد دخل فی الهرم حینئذ و فاته الشباب و استنكر كل شی ء كان یعرفه من نفسه حتی صار ینام عند القوم و یسهر



[ صفحه 54]



عند النوم و یذكر ما تقدم و ینسی ما تحدث به و یكثر من حدیث النفس و یذهب ماء الجسم و بهاؤه و یقل نبات أظفاره و شعره و لا یزال جسمه فی إدبار و انعكاس ما عاش لأنه فی سلطان البلغم و هو بارد جامد فلجموده و رطوبته فی طباعه یكون فناء جسمه و قد ذكرت لأمیر المؤمنین جملا مما یحتاج إلی معرفته من سیاسة الجسم و أحواله و أنا أذكر ما یحتاج إلی تناوله و اجتنابه و ما یجب أن یفعله فی أوقاته فإذا أردت الحجامة فلا تحتجم إلا لاثنتی عشر تخلو من الهلال إلی خمسة عشر منه فإنه أصح لبدنك فإذا نقص الشهر فلا تحتجم إلا أن تكون مضطرا إلی إخراج الدم و ذلك أن الدم ینقص فی نقصان الهلال و یزید



[ صفحه 55]



فی زیادته و لتكن الحجامة بقدر ما مضی من السنین ابن عشرین سنة یحتجم فی كل عشرین یوما و ابن ثلاثین سنة فی كل ثلاثین یوما و ابن أربعین فی كل أربعین یوما و ما زاد فبحساب ذلك و اعلم یا أمیر المؤمنین أن الحجامة إنما یؤخذ دمها من صغار العروق المبثوثة فی اللحم و مصداق ذلك أنها لا تضعف القوة كما یوجد من الضعف عند الفصاد و حجامة النقرة تنفع لثقل الرأس و حجامة



[ صفحه 56]



الأخدعین یخفف عن الرأس و الوجه و العین و هی نافعة لوجع الأضراس و ربما ناب الفصد عن سائر ذلك و قد یحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع فی الفم و فساد اللثة و غیر ذلك من أوجاع الفم و كذلك التی توضع بین الكتفین تنفع من الخفقان الذی یكون مع الامتلاء و الحرارة و التی توضع علی الساقین قد ینقص من الامتلاء فی الكلی و المثانة و الأرحام و یدر الطمث غیر أنها



[ صفحه 57]



منهكة للجسد و قد تعرض منها العشوة الشدیدة إلا أنها نافعة لذوی البثور و الدمامیل و الذی یخفف من ألم الحجامة تخفیف المص عند أول ما یضع المحاجم ثم یدرج المص قلیلا قلیلا و الثوانی أزید فی المص من الأوائل و كذلك الثوالث فصاعدا و یتوقف عن الشرط حتی یحمر الموضع جیدا بتكریر المحاجم علیه و تلین المشرطة علی جلود لینة و یمسح الموضع قبل شرطه بالدهن و كذلك یمسح الموضع الذی یفصد بدهن فإنه یقلل الألم و كذلك یلین المشراط و المبضع بالدهن و یمسح عقیب الحجامة و عند الفراغ منها الموضع بالدهن



[ صفحه 58]



و لینقط علی العروق إذا فصدت شیئا من الدهن كیلا تلتحم فیضر ذلك المقصود و لیعمد الفاصد أن یفصد من العروق ما كان فی المواضع القلیلة اللحم لأن فی قلة اللحم من فوق العروق قلة الألم و أكثر العروق ألما إذا كان الفصد فی حبل الذراع و القیفال لأجل كثرة اللحم علیها فأما الباسلیق و الأكحل فإنهما أقل ألما فی الفصد



[ صفحه 59]



إذا لم یكن فوقهما لحم و الواجب تكمید موضع الفصد بالماء الحار لیظهر الدم و خاصة فی الشتاء فإنه یلین الجلد و یقلل الألم و یسهل الفصد و یجب فی كل ما ذكرنا من إخراج الدم اجتناب النساء قبل ذلك باثنتی عشرة ساعة و یحتجم فی یوم صاح صاف لا غیم فیه و لا ریح شدیدة و لیخرج من الدم بقدر ما یری من تغیره و لا تدخل یومك ذاك الحمام فإنه یورث الداء و اصبب علی رأسك و جسدك الماء الحار و لا تغفل ذلك من ساعتك و إیاك و الحمام إذا احتجمت فإن الحمی الدائمة تكون منه فإذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقة مرعزی فألقها علی محاجمك أو ثوبا لینا من قز



[ صفحه 60]



أو غیره و خذ قدر الحمصة من الدریاق الأكبر فاشربه و كله من غیر شرب إن كان شتاء و إن كان صیفا فاشرب الأسكنجبین المغلی فإنك إذا فعلت ذلك فقد أمنت من اللقوة و البهق و البرص و الجذام بإذن الله تعالی



[ صفحه 61]



و مص من الرمان الإملیسی فإنه یقوی النفس و یحیی الدم و لا تأكلن طعاما مالحا و لا ملحا بعده بثلثی ساعة فإنه یعرض منه الجرب و إن كان شتاء فكل الطیاهیج إذا احتجمت و اشرب علیه من ذلك الشراب الذی وصفته لك و ادهن موضع الحجامة بدهن الخیری و ماء ورد و شی ء من مسك و صب منه علی هامتك ساعة تفرغ



[ صفحه 62]



من حجامتك و أما فی الصیف فإذا احتجمت فكل السكباج و الهلام و المصوص و الخامیر و صب علی هامتك دهن البنفسج و ماء ورد و شیئا من كافور و اشرب من ذلك الشراب الذی وصفته لك بعد طعامك و إیاك و كثرة الحركة و الغضب و مجامعة النساء یومك ذاك



[ صفحه 63]



و ینبغی أن تحذر أمیر المؤمنین أن تجمع فی جوفك البیض و السمك فی حال واحدة فإنهما إذا اجتمعا ولدا القولنج و ریاح البواسیر و وجع الأضراس و التین و النبیذ الذی یشربه أهله إذا اجتمعا ولدا النقرس و البرص و إدامة أكل البصل یولد الكلف



[ صفحه 64]



فی الوجه و أكل الملوحة و اللحمان المملوحة و أكل السمك المملوح بعد الحجامة و الفصد للعروق یولدا البهق و الجرب و إدمان أكل كلی الغنم و أجوافها یعكس المثانة و دخول الحمام علی البطنة یولد القولنج و لا تقرب النساء فی أول اللیل لا شتاء و لا صیفا و ذلك أن المعدة و العروق تكون ممتلئة و هو غیر



[ صفحه 65]



محمود یتخوف منه القولنج و الفالج و اللقوة و النقرس و الحصاة و التقطیر و الفتق و ضعف البصر و الدماغ فإذا أرید ذلك فلیكن فی آخر اللیل فإنه أصح للبدن و أرجی للولد و أذكی للعقل فی الولد الذی یقضی بینهما و لا تجامع امرأة حتی تلاعبها و تغمز ثدییها فإنك إن فعلت اجتمع ماؤها و ماؤك فكان منها الحمل و اشتهت منك مثل الذی تشتهیه منها و ظهر ذلك فی عینیها و لا تجامعها إلا و هی طاهرة فإذا فعلت ذلك كان



[ صفحه 66]



أروح لبدنك و أصح لك بإذن الله و لا تقول طال ما فعلت كذا و أكلت كذا فلم یؤذنی و شربت كذا و لم یضرنی و فعلت كذا و لم أر مكروها و إنما هذا القلیل من الناس یا أمیر المؤمنین كالبهیمة لا یعرف ما یضره و لا ما ینفعه و لو أصیب اللص أول ما یسرق فعوقب لم یعد لكانت عقوبته أسهل و لكن یرزق الإمهال و العافیة فیعاود ثم یعاود حتی یؤخذ علی أعظم السرقات فیقطع و یعظم التنكیل به و ما أودته عاقبة طمعه



[ صفحه 67]



و الأمور كلها بید الله عز و جل أن یكون له ولدا و إلیه المآب و نرجو منه حسن الثواب إنه غفور تواب علیه توكلنا و علیه فلیتوكل المؤمنون و لا حول و لا قوة إلا بالله العلی العظیم.

قال أبو محمد الحسن القمی، قال لی أبی: فلما وصلت هذه الرسالة من أبی الحسن علی بن موسی الرضا صلوات الله علیهما و علی آبائهما و الطیبین من ذریتهما إلی المأمون قرأها و فرح بها و أمر أن تكتب بالذهب و أن تترجم بالرسالة الذهبیة.

تمت الرسالة بحمد الله تعالی و كتب العبد الفقیر إلی الله تعالی عبد الرحمن المدعو أبی بكر بن عبد الله الكرخی الجنس عتیق السعید المرحوم قاضی القضاة كان بالعراق الحسن بن قاسم بن أبی الحسین بن علی بن



[ صفحه 68]



قاسم النیلی رحمهم الله تعالی فی یوم الاثنین قبل أذان المغرب بلخ كان فراغها من النسخ تاسع عشر ذی الحجة سنة خمس عشرة و سبعمائة هـ. تم