کد مطلب:255700
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:305
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سید الأنبیاء و المرسلین محمد و آله الطیبین الطاهرین المعصومین.
و اللعن الدائم علی اعدائهم أجمعین من الآن الی قیام یوم الدین:
أما بعد: فهذا هو الكتاب المسمی ب:
جزاء اعداء
الامام الهادی - صلوات الله تعالی علیه -
فی دار الدنیا
و هو الجزء السابع عشر من موسوعة:
جزاء الأعمال فی دار الدنیا
أسأل الله العلی القدیر أن یجعل هذا السعی الیسیر و الاقدام الأقل من القلیل خالصا لكریم وجهه و احیاءا لأمر أهل بیته.
و اقتصاصا لآثارهم و مذاكرة لأحادیثهم و تخلیدا لذكرهم و ذریعة للتمسك بولائهم (صلوات الله و سلامه تعالی علیهم). و البراءة من اعدائهم.
[ صفحه 4]
و أسأله عز و جل - بحقهم - أن یرزقنی البركة و الخیر و الثواب و الأجر علیه.
و ینفعنی به - یوم - لا ینفع مال و لا بنون الا من أتی الله بقلب سلیم.
و أسأله تعالی أن یشارك - فی أجره و ثوابه -: والدی و والدتی و أهلی و اساتذتی و مشائخ اجازتی و من كان له حق علی.
و كذلك: من یساهم فی طبع و نشر هذا التراث المنیف و یؤید المؤلف فی استمرار هذا الطریق الشریف.
التنبیه علی امور:
1 - الأحادیث المذكورة فی هذا الكتاب انما هی منقولة من (110) كتابا [1] تعد مصادر موسوعة: جزاء الأعمال فی دار الدنیا
2 - اسم هذا الكتاب الشریف مقتبس من بعض عناوینه المذكورة فیه. و انما هو من قبیل: تسمیة الشی ء بأسم بعض اجزاءه.
و هذا لا یعنی أن كل من ذكر أسمه فی هذا الكتاب - و اصابه من الجزاء ما اصابه - یعد من جملة اعداء الامام الهادی - صلوات الله تعالی علیه -.
اذ تری - أیها القاری ء العزیز - فی طوایا هذا الكتاب الشریف اخبارا و احادیث تتعلق ببعض اشخاص مؤمنین - و لم یكونوا من جملة اعداء الامام علیه السلام - بل انما اصابهم من الجزاء ما اصابهم. لمخالفتهم أمر
[ صفحه 5]
الامام علیه السلام و عدم اعتنائهم بما اشار علیه السلام به الیهم.
و ابائهم عن قبول نصائحه علیه السلام، و ارشاداته علیه السلام - لهم - فلا تغفل -.
و قد قال الامام الهادی علیه السلام: اذا خالف المؤمن ما أمر به... لم یأمن أن تصیبه عقوبة الخلاف [2] .
فأمثال هؤلاء الاشخاص - و ان لم یكونوا من جملة اعداء الامام علیه السلام. و لم یعدوا من المعاندین و المخالفین له علیه السلام - و لكنهم لما خالفوا امره علیه السلام و لم یقبلوا نصیحته و ارشاداته علیه السلام اصابهم من الجزاء ما اصابهم.
و قد تری - أیها العزیز - فی طوایا هذا الكتاب الشریف أحادیث تذكر فیها جزاء بعض المنسوبین الی الذریة الطیبة، لما صدر منهم من التجاسر الی ساحة الامام المعصوم - صلوات الله تعالی علیه - و عدم انقیادهم لمقامه الالهی و منصبه الربانی.
و لتمرد بعضهم علی الامام علیه السلام و انتهاكهم لحرمته المقدسة و تجرئهم علیه علیه السلام. - حسدا لمقاماته العالیة و حقدا لمراتبه السامیة -.
و ادعاء بعضهم الامامة بغیر حق و سعایة بعض آخر منهم بالامام - صلوات الله تعالی علیه - الی الحكام و الظلمة و الطغاة. - طمعا فی حطام الدنیا الدنیة و سعیا لأخماد نور شمس الامامة النیرة المشرقة -.
و قال تعالی: (یریدون لیطفؤوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره...) و قال تعالی: (و یأبی الله الا أن یتم نوره و لو كره الكافرون).
[ صفحه 6]
و قد قال الامام الصادق علیه السلام: لیس منا احد الا و له عدو من اهل بیته [3] .
و معلوم ان مرارة امثال هذه الظلامات - التی صدرت من بعض هؤلاء المنسوبین - كانت اشد أمر و اصعب علی الامام - صلوات الله تعالی علیه - مما صدر - أمثال ذلك - من غیرهم.
اذ: حسنات الابرار سیئات المقربین.
و قال الامام السجاد - صلوات الله تعالی علیه -:
لمحسننا كفلان من الأجر و لمسیئنا ضعفان من العذاب.
كما جاء فی قوله تعالی: (یضاعف لها العذاب ضعفین).
و قوله تعالی: (انه لیس من أهلك. انه عمل غیر صالح).
و جاء فی الحدیث - فی ذیل هذه الآیة -... فأخرجه الله عز و جل أن یكون من أهله - بمعصیته -.
فأذا لا مجاملة و لا مماشاة و لا مسامحة فی هذا المجال.
و ان الله تعالی لا یستحی من الحق.
كما جاء فی الحدیث: عدو محمد صلی الله علیه و آله من عصی الله و ان كان سیدا قرشیا. و ولی محمد صلی الله علیه و آله من اطاع الله و لو كان عبدا حبشیا.
و كما جاء فی حدیث آخر: من خالف دین الله. فأبرء منه كائنا من كان. من أی قبیلة كان.
و من عادی الله فلا تواله. كائنا من كان. من أی قبیلة كان.
[ صفحه 7]
و قال الامام الرضا - صلوات الله تعالی علیه -: من لم یتق الله و لم یراقبه. فلیس منا و لسنا منه.
نعم. وردت هناك روایات و أحادیث تومی ء و تشیر الی أن كثیرا من أمثال هؤلاء المنسوبین الی الذریة الطیبة. تشملهم حسن العاقبة و لا یموتون الا تائبین.
كما جاء فی التوقیع الشریف:
و اما سبیل عمی جعفر.. فسبیل اخوة یوسف.
و انما تعرضنا لهذا التنبیه - ههنا - دفعا لتوهم بعض الاشخاص و جوابا لشبهة - قد ربما - تتبادر فی ذهن بعض الافراد.
و توضیحا لأشكال و اعتراض - قد ربما نواجهه - من قبل بعض من التفت الی اسم الكتاب و عنوانه. ثم اطلع علی محتویاته و مضامینه.
و قد قال امیرالمؤمنین - صلوات الله تعالی علیه -:
الحق لا یعرف بالرجال. فأعرف الحق تعرف أهله.
3 - تسهیلا للعثور علی الجزاء المذكور فی الحدیث و الخبر و اطلاعا علی المعاقبة التی عوقب بها.
كتبنا ما یتعلق بالجزاء و المعاقبة بخط اوضح. حتی یتمیز ذلك من متن الخبر.
[ صفحه 8]
4 - نستغفر الله تبارك و تعالی و نستمیح ساحة الامام الهادی - صلوات الله تعالی علیه - المقدسة. من نقل بعض الألفاظ التی تجاسر بها - بعض الخبثاء من الاعداء - لساحة الامام الهادی - صلوات الله تعالی علیه - المقدسة الألهیة المعصومة الطاهرة - و درجها فی هذا الكتاب و تكرار الألفاظ النابیة التی تجاسر بها هؤلاء المتجاسرون.
و انما اوردنا تلك الاحادیث و الأخبار كما جاءت فی مصادرها و ذكرت فی مظانها. من دون تغییر أو تصرف أو تبدیل - من قبلنا - فیها.
5 - لا یدعی مؤلف هذا التألیف بأنه ذكر جمیع الأحادیث فی الأبواب المناسبة لها. و تحت العناوین التی تلیقها.
و یعترف - بدایة - بأنه قد لم یذكر بعض الأحادیث المناسبة لموضوع هذا التألیف فی أبوابها - غفلة و سهوا و خطاءا منه -.
اذ الانسان محل الخطأ و السهو و النسیان.
و العصمة مخصوصة بأهلها - علیهم صلوات الرحمن -.
و هذا لا یكون الا لوسع نطاق هذا الموضوع العزیز و عجز هذا المؤلف الفقیر من التتبع الكامل فی هذا المجال.
فلذا یدرج فی آخر مجلدات هذه الموسوعة باب بعنوان:
- الاستدراكات -
و هو متضمن للأحادیث التی لم تذكر - أحیانا - فی أبوابها المناسبة لها. رغم وجودها فی المصادر.
- ان شاء الله تعالی - بحق محمد و آله المعصومین - صلوات الله و سلامه تعالی علیهم أجمیعن -.
العبد الفقیر الی رحمة ربه الغنی
السید هاشم الناجی الموسوی الجزائری
[ صفحه 11]
[1] و اسماء هذه المصادر مندرجة - علي ترتيب حروف الهجاء - في قائمة مذكورة في آخر هذا الكتاب المستطاب - فراجع ثمة -.
[2] تحف العقول: ص 483.
[3] الاحتجاج: ج 2 ص 300.