کد مطلب:256437
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:361
سیرته
اذا ذكر أئمة أهل البیت علیهم السلام تبادر الذهن الی العبادة والورع و التقی و الكرم و الشجاعة والخلق الرفیع، الی غیر ذلك من مكارم الأخلاق و معالی الصفات، فهم مجمع الفضائل، و أصول المكارم، الیهم تنتهی كل فضیلة، و بهم تتصل كل مكرمة.
و مما تمیزوا به علیهم السلام عن غیرهم، هی سیرتهم المحمدیة، و خلقهم العلوی، حتی استطاعوا بذلك أن یرجعوا شطرا من المسلمین الی النهج القویم، و یأخذوا بأیدیهم الی طریق الحق.
نسجل فی هذه الصفحات مقتطفات من سیرة الامام الهادی علیه السلام.
1- قال المسعودی: واتبعه فی خروجه الی سامراء بریحة العباسی - صاحب الصلاة فی الحرمین - مشیعا، فلما صار فی بعض الطریق قال له بریحة: قد علمت وقوفك علی أنی كنت السبب فی حملك، و علی حلف بایمان مغلظة لئن شكوتنی الی أمیرالمؤمنین، أو الی أحد من خاصته و أبنائه، لأجمرن نخلك، و لأقتلن موالیك، و و لأغورن عیون ضیعتك، و لأفعلن، و لأصنعن.
والتفت الیه أبوالحسن فقال له: ان أقرب عرضی ایاك علی الله البارحة و ما كنت لأعرضك علیه، ثم لأشكوك الی غیره من خلقه.
فانكب علیه برحیة و ضرع الیه و استعفاه.
فقال له: قد عفوت عنك [1] .
[ صفحه 216]
2 - قال علی بن حمزة: رأیت أباالحسن الثالث علیه السلام یعمل فی أرض و قد استنقعت قدماه فی العرق، فقلت له: جعلت فداك أین الرجال؟
فقال علی: عمل بالمسحاة من هو خیر منی و من أبی فی أرضه.
فقلت له: من هو؟
فقال: رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، و أمیرالمؤمنین علیه السلام، و آبائی كلهم علیهم السلام عملوا بأیدیهم، و هو من عمل النبیین و المرسلین، و الأوصیاء الصالحین [2] .
3 - خرج علیه السلام من (سر من رأی) لمهم عرض له، فجاء رجل من الأعراب یطلبه فقیل له: قد ذهب الی الموضع الفلانی، فقصده فلما وصل الیه قال له: ما حاجتك؟
فقال: أنا رجل من أعراب الكوفة، المتمسكین بولایة جدك علی بن أبی طالب، و قد ركبنی دین فادح أثقلنی حمله، و لم أر من أقصده لقضائه سواك.
فقال له أبوالحسن: طب نفساً، و قر عیناً.
ثم أنزله، فلما أصبح ذلك الیوم قال له أبوالحسن: أرید منك حالة الله الله أن تخالفنی فیها.
فقال الأعرابی: لا أخالفك.
فكتب أبوالحسن ورقة بخطه، معترفاً فیها أن علیه للأعرابی مالا عینه فیها یرجح علی دینه و قال: خذ هذا الخط فاذا وصلت الی (سر من رأی) احضر الی و عندی جماعة فطالبنی به، و اغلظ القول علی فی ترك ایفائك ایاه، الله الله فی مخالفتی.
فقال: أفعل، و أخذ الخط.
فلما وصل أبوالحسن الی (سر من رأی) و حضر عنده جماعة كثیرون من أصحاب الخلیفة و غیرهم، حضر ذلك الرجل، و أخرج الخط و طالبه، و قال كما أوصاه.
[ صفحه 217]
فألان أبوالحسن له القول و رفعه، و جعل یتعذر الیه، و وعده بوفائه، و طیب نفسه.
فنقل ذلك الی الخلیفة المتوكل، فأمر أن یحمل الی أبی الحسن ثلاثون ألف درهم.
فلما حملت الیه تركها الی أن جاء الرجل؛ فقال: خذ هذا المال فاقض منه دینك، و انفق الباقی علی عیالك و أهلك و اعذرنا.
فقال له الأعرابی: یا ابن رسول الله و الله ان أملی كان یقصر عن ثلث هذا، ولكن الله أعلم حیث یجعل رسالته.
و أخذ المال و انصرف [3] .
4 - قال محمد بن الریان بن الصلت: كتبت الی أبی الحسن أستأذنه فی كید عدو، فنهانی عن ذلك [4] .
5 - قال یعقوب بن یاسر: كان المتوكل یقول: ویحكم قد أعیانی أمر ابن الرضا، و جهدت أن یشرب معی أو ینادمنی فامتنع، وجهدت أن أجد فرصة فی هذا المعنی فلم أجدها [5] .
6 - قال علیه السلام لبعض أصحابه: ان الله تعالی علم منا أن لا نلجأ فی المهمات الا الیه، و لا نتوكل فی الملمات الا علیه، و عودنا اذا سألناه الاجابة، و نخاف أن نعدل فیعدل بنا [6] .
[ صفحه 218]
[1] اثبات الوصية 225.
[2] سيرة الامام العاشر علي الهادي 48.
[3] سفينة البحار2 / 240 . الدمعة الساكبة 3 / 133. كشف الغمة 291. نورالابصار 140. الفصول المهمة 264. سبائك الذهب 75. مطالب السؤول 88.
[4] الدمعة الساكبة 3 / 126. كشف الغمة 296.
[5] أعلام الوري 209. أصول الكافي 1 / 502 . المجالس السنية 442 / 5. نورالابصار للحائري 294. الارشاد 303. كشف الغمة 293. الدمعة الساكبة 3 / 123.
[6] بحارالأنوار 12 / 129 .