کد مطلب:262408 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:302

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سید الأنبیاء و المرسلین محمد و آله الطیبین الطاهرین المعصومین.

و اللعن الدائم علی اعدائهم اجمعین من الآن الی قیام یوم الدین.

أما بعد: فهذا هو الكتاب المسمی ب:

جزاء اعداء

الامام العسكری - صلوات الله تعالی علیه - فی دار الدنیا

و هو جزء آخر من موسوعة:

جزاء الأعمال فی دار الدنیا

أسال الله العلی القدیر أن یجعل هذا السعی الیسیر و الاقدام الأقل من القلیل خالصا لكریم وجهه و احیاءا لأمر أهل بیته.

و اقتصاصا لآثارهم و مذاكرة لأحادیثهم و تخلیدا لذكرهم و ذریعة للتمسك بولائهم (صلوات الله و سلامه تعالی علیهم). و البراءة من اعدائهم.



[ صفحه 4]



و أسأله عزوجل - بحقهم - أن یرزقنی البركة و الخیر و الثواب و الأجر علیه.

و ینفعنی به - یوم - لاینفع مال و لابنون الا من أتی الله بقلب سلیم.

و أسأله تعالی أن یشارك - فی أجره و ثوابه -: والدی و والدتی و أهلی و اساتذتی و مشائخ اجازتی و من كان له حق علی.

و كذلك: من یساهم فی طبع و نشر هذا التراث المنیف و یؤید المؤلف فی استمرار هذا الطریق الشریف.

التنبیه علی امور:

1- الاحادیث المذكورة فی هذا الكتاب انما هی منقولة من (110) كتابا [1] تعد مصادر موسوعة: جزاء الأعمال فی دار الدنیا

2- اسم هذا الكتاب الشریف مقتبس من بعض عناوینه المذكورة فیه. و انما هو من قبیل: تسمیة الشی ء بأسم بعض اجزاءه.

و هذا لایعنی أن كل من ذكر أسمه فی هذا الكتاب - و اصابه من الجزاء ما اصابه - یعد من جملة اعداء الامام العسكری - صلوات الله تعالی علیه -.

اذ تری - أیها القاری ء العزیز - فی طوایا هذا الكتاب الشریف اخبارا و احادیث تتعلق ببعض اشخاص مؤمنین - لم یكونوا من جملة أعداء الامام علیه السلام - بل انما صابهم من الجزاء ما اصابهم. لمخالفتهم أمر



[ صفحه 5]



الامام علیه السلام و عدم اعتنائهم بما اشار علیه السلام به الیهم.

و ابائهم عن قبول نصائحه علیه السلام و ارشاداته علیه السلام لهم - فلاتغفل -.

و قد قال الامام الهادی علیه السلام: اذا خالف المؤمن ما أمر به... لم یأمن أن تصیبه عقوبة الخلاف [2] .

فأمثال هؤلاء الاشخاص - و ان لم یكونوا من جملة اعداء الامام علیه السلام. و لم یعدوا من المعاندین و المخالفین له علیه السلام - ولكنهم لما خالفوا أمره علیه السلام و لم یقبلوا نصیحته و ارشاداته علیه السلام اصابهم من الجزاء ما اصابهم.

و قد تری - أیها العزیز - فی طوایا هذا الكتاب الشریف، أحادیث تذكر فیها جزاء بعض المنسوبین الی الذریة الطیبة، لما صدر منهم من التجاسر الی ساحة الامام المعصوم - صلوات الله تعالی علیه - و عدم انقیادهم لمقامه الالهی و منصبه الربانی.

ولتمرد بعضهم علی الامام علیه السلام و انتهاكهم لحرمته المقدسة و تجرئهم علی علیه السلام. - حسدا لمقاماته العالیة و حقدا لمراتبه السامیة -.

و ادعاء بعضهم الامامة بغیر حق، و سعایة بعض آخر منهم بالامام - صلوات الله تعالی علیه - الی الحكام و الظلمة و الطغاة. - طمعا فی حطام الدنیا الدنیة وسعیا لأخماد نور شمس الامامة النیرة المشرقة -.

و قال تعالی: (یریدون لیطفؤوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره...)

و قال تعالی: (و یأبی الله الا أن یتم نوره و لو كره الكافرون).



[ صفحه 6]



و قال الامام الصادق علیه السلام: لیس منا احد الاوله عدو من أهل بیته [3] .

و معلوم ان مرارة امثال هذه الظلامات - التی صدرت من بعض هؤلاء المنسوبین - كانت اشد أمر و اصعب علی الامام - صلوات الله تعالی علیه - مما صدر - أمثال ذلك - من غیرهم.

اذ: حسنات الأبرار سیئات المقربین.

و قال الامام السجاد علیه السلام: لمحسننا كفلان من الأجر، و لمسیئنا ضعفان من العذاب [4] .

كما جاء فی قوله تعالی: (یضاعف لها العذاب ضعفین).

و قوله تعالی: (انه لیس من أهلك. انه عمل غیر صالح).

قال الامام الرضا علیه السلام - فی ذیل هذه الآیة -:... فأخرجه الله عزوجل من أن یكون من أهله - بمعصیته - [5] .

فأذا لامجاملة و لامماشاة و لامسامحة، فی هذا المجال.

و ان الله تعالی لایستحی من الحق.

قال امیرالمؤمنین علیه السلام: ان ولی محمد صلی الله علیه و آله من اطاع الله. و ان بعدت لحمته. و ان عدو محمد صلی الله علیه و آله من عصی الله. و ان قربت قرابته [6] .

قال الامام الرضا علیه السلام: من خالف دین الله. فأبرء منه.

كائنا من كان. من أی قبیلة كان.

و من عادی الله فلاتواله. كائنا من كان. من أی قبیلة كان [7] .



[ صفحه 7]



و قال الامام الرضا - صلوات الله تعالی علیه -: من لم یتق الله و لم یراقبه. فلیس منا و لسنا منه [8] .

نعم. وردت هناك روایات و أحادیث تومی ء و تشیر الی أن كثیرا من أمثال هؤلاء المنسوبین الی الذریة الطیبة. تشملهم حسن العاقبة و لایموتون الا تائبین.

كما جاء فی التوقیع الشریف:

و ما سبیل عمی جعفر... فسبیل اخوة یوسف [9] .

و انما تعرضنا لهذا التنبیه - ههنا - دفعا لتوهم بعض الاشخاص و جوابا لشبهة - قد ربما - تتبادر فی ذهن بعض الافراد.

و توضیحا لأشكال و اعتراض - قد ربما نواجهه - من قبل بعض من التفت الی اسم الكتاب و عنوانه. ثم اطلع علی محتویاته و مضامینه.

و قد قال امیرالمؤمنین - صلوات الله تعالی علیه -:

الحق لایعرف بالرجال. فأعرف الحق تعرف أهله.

3- تسهیلا للعثور علی الجزاء المذكور فی الحدیث و الخبر و اطلاعا علی المعاقبة التی عوقب بها.

كتبنا ما یتعلق بالجزاء و المعاقبة بخط اوضح. حتی یتمیز ذلك من متن الخبر.



[ صفحه 8]



4- نستغفر الله تبارك و تعالی و نستمیح ساحة الامام العسكری - صلوات الله تعالی علیه - المقدسة. من نقل بعض الألفاظ التی تجاسر بها - بعض الخبثاء من الاعداء - لساحة الامام العسكری - صلوات الله تعالی علیه - المقدسة الألهیة المعصومة الطاهرة - و درجها فی هذا الكتاب و تكرار الألفاظ النابیة التی تجاسر بها هؤلاء المتجاسرون.

و انما اوردنا تلك الاحادیث و الأخبار، كما جاءت فی مصادرها و ذكرت فی مظانها. من دون تغییر أو تصرف أو تبدیل - من قبلنا - فیها.

5- لایدعی مؤلف هذا التألیف بأنه ذكر جمیع الأحادیث فی الأبواب المناسبة لها. و تحت العناوین التی تلیقها.

و یعترف - بدایة - بأنه قد لم یذكر بعض الأحادیث المناسبة لموضوع هذا التألیف فی أبوابها - غفلة و سهوا و خطاءا منه -.

اذ الانسان محل الخطأ و السهو و النسیان.

و العصمة مخصوصة بأهلها - علیهم صلوات الرحمن -.

و هذا لایكون الا لوسع نطاق هذا الموضوع العزیز و عجز هذا المؤلف الفقیر من التتبع الكامل فی هذا المجال.

فلذا یدرج فی آخر مجلدات هذه الموسوعة باب بعنوان:

- الاستدراكات -

و هو متضمن للأحادیث التی لم تذكر - أحیانا - فی أبوابها المناسبة لها. رغم وجودها فی المصادر.

- ان شاءالله تعالی - بحق محمد و آله المعصومین - صلوات الله و سلامه تعالی علیهم أجمعین -.

العبد الفقیر الی رحمة ربه الغنی

السید هاشم الناجی الموسوی الجزائری



[ صفحه 11]




[1] و اسماء هذا المصادر مندرجة - علي ترتيب حروف الهجاء - في قائمة مذكورة في آخر هذا الكتاب المستطاب - فراجع ثمة -.

[2] تحف العقول: ص 483.

[3] الاحتجاج: ج 2 ص 300.

[4] معاني الأخبار: ص 106 و عيون الاخبار: ج 2 ص 232.

[5] عيون الاخبار: ج 2 ص 234.

[6] نهج البلاغة، المختار من حكم اميرالمؤمنين عليه السلام: 96 و غررالحكم.

[7] عيون الاخبار: ج 2 ص 235.

[8] عيون الاخبار: ج 2 ص 235.

[9] الاحتجاج: ج 2 ص 542.