کد مطلب:336343 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:242

مقدمة
اختلف المسلمون فی اثبات و اسقاط (حی علی خیر العمل) فی الأذان مرتین، بعد قول: (حی علی الفلاح).

ذهبت طائفة الی أن فقرة: (حی علی خیر العمل) لا یصح ذكرها فی الأذان، و هم جمهور أهل السنة. و عبر بعضهم بلفظ: یكره، معللا ذلك بأنه لم یثبت ذلك عن النبی صلی الله علیه و سلم، و الزیادة فی الأذان مكروهة [1] .

و ذهب أهل البیت (علیهم السلام) و شیعتهم الی أن هذه الفقرة جزء من الأذان و الاقامة، لا یصحان بدونها، و هذا الحكم اجماعی [2] لا تجد فیه مخالفا علی الاطلاق...



[ صفحه 11]



و یستدلون علی ذلك بالاجماع، و بالروایات الكثیرة الواردة عن أهل البیت (علیهم السلام) فی ذلك، كروایة الامام علی علیه السلام، و محمد بن الحنفیة عن النبی صلی الله علیه و سلم، و روایة أبی الربیع، وزرارة، و الفضیل بن یسار، و محمد بن مهران عن الامام أبی جعفر الباقر علیه السلام. و روایة ابن سنان، و معلی بن خنیس، و أبی بكر الحضرمی، و كلیب الأسدی عن الامام أبی عبدالله الصادق علیه السلام، و روایة أبی بصیر عن أحدهما [3] ، و روایة محمد بن أبی عمیر عن أبی الحسن، و روایة عكرمة عن ابن عباس [4] .

و ازاء هذا الاختلاف لا تجد الامامیة مناصا من الأخذ بمذهب أهل البیت (علیهم السلام) و شیعتهم، و لا تستند فی ذلك الی الاجماع المذكور فقط، بل الی ما ورد عن أهل البیت الذین هم أحد الثقلین، الذین أذهب الله عنهم الرجس.. مضافا الی العدید من الأدلة و الشواهد الأخری التی



[ صفحه 12]



تجدها عند أهل السنة أیضا...

ولكن قبل الخوض فی تفاصیل الموضوع و بیان الأدلة و الشواهد فی ذلك لابد من التعرض لمسألة تشریع الأذان عند الفریقین، و ذلك لصلته بموضوع جزئیة «حی علی خیرالعمل» و من خلاله تنكشف كثیر من الحقائق المرتبطة بالموضوع.


[1] سنن البيهقي 625: 1، و البحر الرائق 275: 1 عن شرح المهذب.

[2] الانتصار للسيد المرتضي: 137.

[3] أي عن الامام الباقر أو الامام الصادق (عليهماالسلام).

[4] راجع: وسائل الشيعة و جامع أحاديث الشيعة و بحارالأنوار و مستدرك الوسائل أبواب الأذان.