کد مطلب:370090 شنبه 3 تير 1396 آمار بازدید:3772

معرفة قدر الرواة
[صفحه 3]


[معرفة قدر الرواة]


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ‏


1- حمدویه بن نصیر الكشّی، قال حدثنا محمد بن الحسین بن أبی‏


______________________________

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ‏


الحمد للّه العلیم المهیمن المبین، و الصلاة على مصطفاه على العالمین، و مجتبیه من الاولین و الاخرین، محمد و آله الطاهرین و عترته الاطهرین و حامته الاقربین و و أهل بیته الاطیبین.


قول الشیخ الحدیث الحافظ الناقد الراویة أبى عمرو محمد بن عمر بن عبد العزیز الكشى رحمه اللّه تعالى فیما أورده شیخ الطائفة فی كتاب الاختیار من كتابه:


حمدویه.


باهمال الحاء و فتحها و فتح الواو بین الدال المهملة المفتوحة و الیاء المثناة من تحت الساكنة «ویه» أو «ویها» كلمة اغراء بالشی‏ء و استحثاث علیه تنون بالرفع و النصب و یستوی فیها الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث، و ذهب فیها قوم الى البناء فقیل: یبنى على الضم و قیل: بل على الكسر مطلقا، و یكون للصوت یختم به الاسم كسیبویه و سختویه و بابویه و قولویه، و كل اسم ختم ب «یه» ففیه لغات مختلفة بالجزم و الكسر و الضم و الاشهر فیه الكسر.


[صفحه 4]


..........


______________________________

و اختاره الجوهری فی الصحاح قال: و ویه كلمة یقال فی الاستحثاث، و اما سیبویه و نحوه من الاسماء فهو اسم مبنی‏[38] مع صوت فجعلا اسما واحدا، و كسروا آخره كما كسروا غاق لأنه ضارع الاصوات و فارق خمسة عشر، لان اخره لم یضارع الاصوات فینون فی التنكیر، و من قال هذا سیبویه و رأیت سیبویه و اعرابه‏[39] باعراب ما لا ینصرف ثناه و جمعه، فقال: السیبویهان و السیبویهون، و اما من لم یعربه فانه یقول فی التثنیه ذوا  سیبویه و كلاهما سیبویه، و یقول فی الجمع ذووا سیبویه و كلهم سیبویه‏[40].


و النسخ المضبوطة مختلفة فی نصیر بضم النون و فتح المهملة على التصغیر و بالفتح و الكسر على فعیل.


و اختلف قول الحسن بن داود فی كتابه: ففی ترجمة الرجل خالف العلامة فی ضبط اسم أبیه فقال: حمدویه بفتح الحاء و بالدال المهملتین و الصوت ابن نصیر بالفتح ابن شاهی بالمعجمة أبو الحسن لم جخ أوحد زمانه لا نظیر له‏[41].


و فی ترجمة أخیه ابراهیم كان قد طابقه فی الخلاصة و قال: ابراهیم بن نصیر بالتصغیر و الصاد المهملة الكشى لم جخ ثقة مأمون كثیر الروایة[42].


فكأنه قد ذهل عن كون حمدویه و ابراهیم أخوین من جهة الاب، أو رجع فی ضبط أبیهما أخیرا عما[43] قد ضبطه أو لا و هذا أظهر.


[صفحه 5]


الخطاب، عن محمد بن سنان (1)، عن حذیفة بن منصور، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال‏ اعرفوا منازل الرجال منا على قدر روایتهم عنا.


______________________________

و الكشی بفتح الكاف و اعجام الشین المشددة نسبة الى كش بالفتح و التشدید، البلد المعروف على مراحل من سمرقند منه كثیر من مشیختنا و رجالنا و علماؤنا، و ضم الكاف فیه من الاغلاط الدائرة على ألسن عوام الطلبة كما التشدید فی النجاشی.


قال الفاضل المهندس البرجندی فی كتابه المعمول فی مساحة الارض و بلدان الاقالیم: كش بفتح الكاف و تشدید الشین المعجمة من بلاد ما وراء النهر بلد عظیم ثلاثة فراسخ فی ثلاث فراسخ، و النسبة الیه كشی.


و أما ما فی القاموس: الكش بالضم الذی یلقح به النخل و كش بالفتح قریة بجرجان‏[44]. فقد أوردت فی الرواشح السماویة[45] أنه من أغلاط الفیروزآبادی، و على تقدیر الصحة فلیست هذه النسبة الى تلك القریة و لا فی المعروفین من العلماء و المحدثین من یعد من أهلها،


فمن كش ما وراء النهر أبو عمر و الكشی صاحب كتاب الرجال و شیخه حمدویه ابن نصیر الكشی و العیاشی محمد بن مسعود الكشی.


قال الشیخ فی كتاب الرجال فی باب لم: حمدویه بن نصیر بن شاهی سمع یعقوب بن یزید، یروی عن العیاشی یكنى أبا الحسن عدیم النظیر فی زمانه كثیر العلم و الروایة ثقة حسن المذهب[46].


قوله رحمه اللّه: عن محمد بن سنان‏


العلامة رحمه اللّه تعالى فی المختلف و المنتهى كثیرا ما یستصح الحدیث و فی الطریق محمد بن سنان، و فی الخلاصة توقف فی صحة حدیثه‏[47].


[صفحه 6]


2- محمد بن سعید الكشی ابن مزید و أبو جعفر محمد بن أبی عوف البخاری قالا: حدثنا أبو علی محمد بن أحمد بن حماد المروزی المحمودی، یرفعه، قال:


قال الصادق علیه السّلام‏ اعرفوا منازل شیعتنا بقدر ما یحسنون من روایاتهم عنا، فانا لا نعد الفقیه منهم فقیها حتى یكون محدثا. فقیل له أو یكون المؤمن محدثا؟ قال یكون مفهما و المفهم محدث.


3- ابراهیم بن محمد بن العباس الختلی، (1) قال حدثنا أحمد بن ادریس القمی المعلم، قال حدثنی أحمد بن یحیى بن عمران، قال حدثنی سلیمان الخطابی، (2) قال حدثنی محمد بن محمد، عن بعض رجاله، عن محمد بن حمران العجلی، عن علی بن حنظلة، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال‏- اعرفوا منازل الناس منا على قدر روایاتهم عنّا.


______________________________

و كلام الاصحاب فیه مختلف، و سیجی‏ء فی كلام أبی عمرو الكشی (رحمه اللّه تعالى) أنه یروی عن محمد بن سنان جماعة من العدول و الثقات و أهل العلم، و ذلك آیة حسن حاله.


و قد وثقه الشیخ المفید، و قول الشیخ فی مواضع من كتبه قد اختلف بتوثیقه و تضعیفه، و بالجملة لا كلام فی هذا السند الا من جهة محمد بن سنان، فان قلنا فیه بالتوثیق فهذا الخبر صحیح.


قوله رحمه اللّه: الختلى‏


بضم الخاء المعجمة و تشدید التاء المثناة من فوق المفتوحة و ختل كسكر كورة بما وراء النهر.


قوله رحمه اللّه: سلیمان الخطابى‏


ذكر الشیخ فی كتاب الرجال فی أصحاب أبی الحسن الكاظم علیه السلام سلیمان ابن خالد الخطاب‏[48].


[صفحه 7]


4- حمدویه و ابراهیم ابنا نصیر، قالا حدثنا محمد بن اسماعیل الرازی قال حدثنی علی بن حبیب المدائنی، عن علی بن سوید النسائی، (1) قال‏ كتب إلیّ ابو الحسن الاول و هو فی السجن، و أما ما ذكرت یا علی ممن تأخذ معالم دینك: لا تأخذن معالم دینك عن غیر شیعتنا فانك ان تعدیتهم أخذت دینك عن الخائنین الذین‏


______________________________

قوله رحمه اللّه: سوید النسائى‏


الصحیح السایی كما فی نسخ كثیرة باهمال السین قبل الالف ثم الیاء المثناة من تحت، نسبة الى سایة قریة من قرى المدینة على ما هو المشهور.


و فی القاموس: السایه فعلة من التسویة و قریة بمكة أو واد بین الحرمین، و ضرب لی سایة هیأ لی كلمة[49].


قال الشیخ رحمه اللّه فی كتاب الرجال فی أصحاب أبی الحسن الرضا علیه السلام: علی بن سوید السایی ثقة روى عن أبی الحسن موسى علیه السّلام‏[50].


و قال النجاشی: و قیل انه روى أیضا عن أبی عبد اللّه علیه السّلام[51].


و فی أكثر النسخ العتیقة عن علی بن سوید النسائی بفتح النون قبل السین و الهمزة بعد الالف، و هو المروی عن السید جمال الدین أحمد بن طاوس قدس اللّه نفسه الزكیة، و قد كتب بخطه بخطه یعنی بخط الشیخ أبی جعفر الطوسی فی كتاب الاختیار من كتاب الكشی و هو هذا الكتاب.


و النسائی نسبة الى نساء بفتح النون القصبة المعروفة من خراسان.


و فی القاموس: انها قریة من سرخس[52].


[صفحه 8]


خانوا اللّه و رسوله و خانوا أماناتهم، (1) انهم اؤتمنوا على كتاب اللّه جل و علا فحرفوه و بدلوه فعلیهم لعنة اللّه لعنة رسوله و لعنة ملائكته و لعنة آبائى الكرام البررة و لعنتی و لعنة شیعتی الى یوم القیمة- فی كتاب طویل.


______________________________

قوله علیه السلام: و خانوا أماناتهم‏


ربما و جد فی نسخة غیر معول علیها و خوّنوا أماناتهم من باب التفعیل، فاذا صحت الروایة بذلك فالتشدید للتكثیر و المبالغة كما فی حمده تحمیدا، لا للنسبة الى الخیانة و ان كان هو السابق الى أوهام المتوهمین، یقال خونه تخوینا أی نسبه الى الخیانة و نقض العهد و حسبه خائنا غادرا، كما یقال جهله تجهیلا اذا نسبه الى الجهل و الجهالة و حسبه جاهلا، اذ لا یستقیم ذلك الا اعتبارا بقیاس حال الخائن لا باعتبار قیاس حال المخون.


و الصحیح و خانوا أماناتهم على ما فی عامة النسخ لا غیر، من الخیانة ضد الامانة و تعتبر بالاضافة الى من خین و نكث عهده و بالاضافة الى ما خین فیه و هو العهد و البیعة و الود و الخلة مثلا.


قال صاحب الكشاف فی الاساس: خانه فی العهد و خانه العهد و اختان المال و اختان نفسه‏[53].


و قال الراغب فی المفردات: الخیانة و النفاق واحد الا ان الخیانة تقال اعتبارا بالعهد و الامانة، و النفاق یقال اعتبارا بالدین ثم یتداخلان، فالخیانة مخالفة الحق بنقض العهد فی السر، و نقیض الخیانة الامانة یقال: خنت فلانا و خنت أمانة فلان، و على ذلك قوله عز و جل‏ «لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ‏[54]» و قوله تعالى‏ «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِینَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَیْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَیْنِ فَخانَتاهُما[55]»


[صفحه 9]


..........


______________________________

و فی قوله تعالى‏
 «وَ لا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى‏ خائِنَةٍ مِنْهُمْ‏[56]» أی على جماعة خائنة، و قیل:


على رجل خائن یقال: رجل خائن و خائنة نحو روایة و داهیة، و قیل: خائنة موضوعة موضع المصدر نحو قم قائما أی قیاما و قوله عز و جل‏ «یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ‏[57]» على ما تقدم‏[58].


و قال صاحب المغرب فی المغرب: الخیانة خلاف الامانة و هی تدخل فی أشیاء سوى المال، من ذلك قوله: لا تجوز شهادة خائن و لا خائنة، و أرید بها فی قوله تعالى‏ «وَ إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِیانَةً[59]» نكث العهد و نقضه و قد خانه، و منه تقول: النعمة كفرت‏[60] و لم اشكر و تقول: الامانة خنت و لم احفظ و هو فعلت على ما لم یسم فاعله، و خائنة الاعین مسارقة النظر، و منه الحدیث: ما كان لنبی ان تكون له خائنة الاعین انتهى.


و أما الاختیان فعلى الافتعال من الخیانة و معناه مراودة الخیانة و مواثبتها و المسارعة و المبادرة الیها، قال عز من قائل‏ «عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ‏[61]» و لم یقل تخونون أنفسكم فلیعرف.


قوله علیه السلام: انهم أو تمنوا على كتاب اللّه‏


افتعالا من الامانة على صیغة المجهول یقال: أمنته على كذا بالكسر فی الماضی من باب علم، و ائتمنته علیه أیضا فیهما بمعنى واحد.


و قال فی الصحاح: و قرئ‏ «ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى‏ یُوسُفَ» بین الادغام و بین الاظهار، قال الاخفش: و الادغام أحسن، و تقول: أو تمن فلان على ما لم یسم فاعله،


[صفحه 10]


5- محمد بن مسعود بن محمد، قال حدثنی علی بن محمد فیروزان القمّی قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقی، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبی نصر عن اسماعیل بن جابر، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال، قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله:یحمل هذا الدین فی كل قرن عدول ینفون عنه تأویل المبطلین (1)


______________________________

فان ابتدأت به صیرت الهمزة الثانیة واوا، لان كل كلمة اجتمع فی أولها همزتان و كانت الاخرى منهما ساكنة فلك أن تصیرها واوا ان كانت الاولى مضمومة، أو یاء ان كانت الاولى مكسورة نحو ائتمنه، أو ألفا ان كانت الاولى مفتوحة نحو آمن‏[62].


قوله علیه السلام: انتحال المبطلین[63]


انتحل الشعر و تنحله ادعاه لنفسه و هو لغیره، و نحله القوم كمنعه نسبه الیه و هو بری‏ء عنه. فانتحال المبطلین اشراق‏[64] المبطلة من المحقة شیئا من الطریقة الحقة، و جعلهم ایاه نحلة لا نفسهم و اسنادهم الیهم ما لیس من مذهبهم، و محاولتهم بیان انطباق ما فی الدین الحق على ما فی عقیدتهم الباطلة،


مثال ذلك استراق الاشاعرة من الحكماء الالهیین استناد وجود كل ممكن الى الواجب بالذات حقیقة، و أن قدرة الباری الواجب بالذات و اختیاره مما لا یوجب كثرة فی جهات ذاته الاحد الحق و حیثیاته كما فی من عداه من المختارین، و أن ذاته الاحدیة الصمدیة غایة الغایات لكل تقرر و وجود على الاطلاق.


ثم اسنادهم الیهم القول بنفی تأثیر ممكن فی ممكن و علیّة ممكن لممكن بوجه من الوجوه أصلا، و نفی القول بكونه سبحانه قادرا مختارا، و نفی تعلیل أفعاله تعالى بالعلة الغائیة مطلقا. و هم براء عن ذلك كله فلیعلم.


[صفحه 11]


و تحریف الغالین (1) و انتحال الجاهلین (2) كما ینفی الكیر خبث الحدید.


______________________________

قوله علیه السلام: تحریف الغالین‏


بالتشدید أی المغشوشین فی الاعتقاد الخائنین فی الدین من الغل بالكسر الغش، و الغلول بالضم الخیانة. أو بالتخفیف من الغلو بضمتین و شدة الواو أی الذین یغلون فی دینهم و لا یبالون من المغالاة فی ملتهم.


و قال فی المغرب: غل فلان كذا غلا من باب طلب اذا أخذه و دسه فی متاعه، و قد نسی مفعوله فی قولهم غل من المغنم غلو لا اذا خان فیه، و قالوا: الغلول و الاغلال الخیانة الا ان الغلول فی المغنم خاصة و الاغلال عام، و منه لیس على المستعیر غیر المغل ضمان أی غیر الخائن.


و فی الصحاح: قال ابن السكیت: لم نسمع فی المغنم إلا غل غلو لا، و قرئ‏ «ما كانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَغُلَ‏[65]» و یغل قال: فمعنى یغل یخون و معنى یغل یحتمل معنیین:


أحدهما یخان یعنی أن یؤخذ من غنیمته، و الاخر یخون أی ینسب الى الغلول، و قال أبو عبید: الغلول من المغنم خاصة و لا نراه من الخیانة و لا من الحقد، و مما یبین ذلك أنه یقال من الخیانة أغل یغل، و من الحقد غل یغل بالكسر، و من الغلول غل یغل بالضم‏[66].


و فی مجمل اللغة: فأما قوله صلّى اللّه علیه و آله ثلاث لا یغل علیهن قلب مؤمن، فمن قال:


لا یغل فهو من الاغلال و من قال: لا یغل فهو من الغل و هو الضغن، و مثل ذلك فی الفائق و النهایة[67].


قوله علیه السلام: و تأویل الجاهلین‏


التأویل و التأول من الاول أی الرجوع الى الاصل، و منه الموئل للموضع الذی یرجع الیه، یقال: أول القرآن و تأوله و هذا متأول حسن و استآله طلب تأویله و ذلك هو رد الشی‏ء الى الغایة المتوخاة منه علما كان أو فعلا، ففی العلم نحو قوله‏


[صفحه 12]


..........


______________________________

ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ[68]» و فی الفعل كما فی قوله سبحانه‏ «هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِیلَهُ یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ[69]» أی مصیره و منتهاه الذی هو غایته المقصودة منه، و منه قوله جل سلطانه‏ «ذلِكَ خَیْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِیلًا[70]»* قیل: أحسن معنى و ترجمة و قیل: أحسن ثوابا و مثوبة فی الآخرة.


و المشهور فی الاصطلاح أن التفسیر ما یتعلق بظاهر السیاق، و التأویل ما یتعلق بدخلة الباطن، و المروم فی هذا الحدیث ما یعم السبیلین كما فی حدیثه علیه السّلام: منكم من یقاتل على تأویل القرآن كما قاتلت أنا على تنزیله. یعنی به أمیر المؤمنین علیا علیه السّلام.


و من طریق رئیس المحدثین أبی جعفر الكلینی فی الكافی عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: ان العلماء ورثة الانبیاء و ذلك أن الانبیاء لم یورثوا درهما و لا دینارا، و انما أورثوا أحادیث من أحادیثهم فمن أخذ بشی‏ء منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فان فینا أهل البیت فی كل خلف عدو لا ینفون عنه تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین[71].


و الطریق محمد بن یحیى عن أحمد بن محمد بن عیسى عن محمد بن خالد عن أبی البختری عنه علیه السّلام و أبو البختری هذا هو وهب بن وهب القرشی المدنی، و كان قاضیا عامی المذهب كذابا، و لو لاه لكان السند صحیحا.


فاما طریق هذا الكتاب فصحیح نقی، و الصواب فیه علی بن محمد بن فیروزان القمی كما فی أكثر النسخ الموثوق بصحتها، و كذلك أورده الشیخ فی كتاب الرجال و ما فی نسخ عدیدة محمد بن علی بن فیروزان بالتقدیم و التأخیر فمن غلط الناسخین.


[صفحه 13]


6- محمد بن مسعود، (1) قال حدثنی علی بن محمد، قال حدثنی أحمد بن محمد البرقی، عن أبیه، (2) عمّن ذكره، عن زید الشحام، عن أبی جعفر علیه السّلام‏ فی قوله تعالى‏ «فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى‏ طَعامِهِ» قال: الى علمه الذی یأخذه عمّن یأخذه. (3)


______________________________

قوله رحمه اللّه: محمد بن مسعود


هو العیاشی الجلیل القدر الواسع العلم الثقة من أهل سمرقند و كش. و علی بن محمد هو ابن فیروزان القمی.


قال الشیخ فی كتاب الرجال: انه كثیر الروایة یكنى أبا الحسن كان مقیما بكش[72].


قوله رحمه اللّه: عن أحمد بن محمد البرقى عن أبیه‏


و هو أبو عبد اللّه محمد بن خالد البرقی عمن ذكره. و من طریق أبی جعفر الكلینی فی الكافی: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبیه عمن ذكره الحدیث بعینه‏[73].


قوله علیه السلام: علمه الذى یأخذه عمن یأخذه‏


الانسان من جوهرین: نفس مجردة عاقلة فطرة جوهرها من عالم الامر، و موئل ذاتها و مصیر أمرها الى اقلیم القدس و مستقر الحیاة و هی الانسان الحقیقی الذی الیه الخطاب و علیه الحساب فی النشأتین، فهیكل هیولانی طینة عنصره من عالم الخلق و صیّور عمره المسیر الى مهواة الدثور و البوار فی مفعات الاجداث و الارماس.


فهو بما هو الانسان الحقیقی أی بحسب جوهر نفسه المجردة، انما طعامه الروحانی و غذاه العقلانی بالذات و على الحقیقة حقائق العلم و أسرار الحكمة و دقائق المعارف و لطائف المعرفة، اقتداء بملائكة اللّه المقرّبین، من الأنوار العقلیة و الجواهر القدسیة، فان طعامهم التسبیح و التحمید و شرابهم التقدیس و التمجید.


[صفحه 14]


..........


______________________________

و أما طعام البدن الهیولانی الذی هو آلة أدویة لما هو الانسان حقیقة فی تحریكاته و تصریفاته ما دامت له هذه الحیاة الظاهریة البائدة من الاغذیة الجسمانیة و الأطعمة الجرمانیة، فربما یسند الیه بالعرض و بالمجاز العقلی اذ لم یعتبر فی صحة الاتصاف بالعرض و تسویغ التجوز العقلی فی الاسناد كون المسند الیه مما من شأنه فی حد ذاته أن یتصف بالذات بذلك الوصف المسند الیه بالعرض.


و من ثم یقال على التجوز العقلی أنا جالس و أنا متحرك على علم یكون المعبر عنه بأنا هو النفس المجردة التی هی وراء اقلیم القیام و القعود و الحركة و السكون، فاما اذا اعتبر ذلك على ما علیه السواد الاعظم من رؤساء العلوم العقلیة فلا یتصحح الاسناد بالعرض من غیر تسامح و توسع الا فیما لا یكون خارجا عن الجنس، كما فی أسناد حركة السفینة الى جالسها اسنادا بالعرض لا على سبیل التوسع و التسامح.


فاذن ان سیر الى المسلك المتوسع فیه صح فی تأویل قول اللّه الكریم و تفسیره حمل طعام الانسان المأمور بالنظر الیه على الاعم من الجسمانی الذی هو طعام بدنه و الروحانی الذی هو طعام جوهر ذاته و ان كان الاخیر أبلغ و أولى و بالاعتبار أحق و أحرى،


و ان صیر الى المذهب الحق المعتبر على جادة الحقیقة لا من سبیل التوسع تعین الحمل على الاخیر الذی هو الحق المحقوق بالاعتبار لا غیر، فلذلك نص علیه مولانا أبو جعفر الباقر علیه السّلام بالتعیین، فلیتعرف و لیتبصر.


و من الحدیث فی هذا الباب: اغد عالما أو متعلما و لا تكن أمعة[74].


قال ابن الاثیر فی النهایة: الامعة بكسر الهمزة و [تشدید] المیم الذی لا رأی معه، فهو تابع كل أحد على رأیه، و الهاء فیه للمبالغة، و یقال فیه امع أیضا، و لا یقال للمرأة أمعة، و همزتة أصلیة لأنه لا یكون أفعل و صفا، و قیل: [هو الذی‏] یقول لكل أحد أنا


[صفحه 15]


7- أبو محمد جبریل بن محمد الفاریابی، قال حدثنی موسى بن جعفر بن وهب، قال حدثنی أبو الحسن أحمد بن حاتم بن ماهویه، (1) قال كتبت الیه یعنی أبا الحسن الثالث علیه السّلام‏ أسأله عمن آخذ معالم دینی و كتب أخوه أیضا (2) بذلك فكتب‏


______________________________

معك، و منه حدیث ابن مسعود لا یكونن أحدكم أمعة قیل و ما الامعة؟ قال: الذی یقول أنا مع الناس[75].


و قال أبو الحسین أحمد بن فارس فی مجمل اللغة: الامعة الذی یكون مع ضعف رأیه مع كل أحد و هو ضعیف الرأی، قال ابن مسعود: لا یكونن أحدكم امعة.


و تأمع و استامع صار أمعة قاله فی القاموس‏[76].


قوله رحمه اللّه: ماهویه‏


بفتح الواو و اسكان الیاء المثناة من تحت على الصوت، كما فی سیبویه و نفتویه[77]. و سیجی‏ء ذكر أخیه فی الغلاة و تخصیص الذم به دونه یدل على استقامة عقیدة أبی الحسن أحمد و سلامته عن الطعن، و ایاه یعنون حیث یقولون ابن ماهویه و هو كثیر الروایه جدا.


قوله رحمه اللّه: و كتب أخوه أیضا


أخوه فارس بن حاتم غال ملعون كان نزیل العسكر، و قد لعنه أبو الحسن الهادی علیه السّلام، و كذلك أخوه الاخر طاهر بن حاتم غال كذاب انحرف عن السبیل و أظهر القول بالغلو بعد ما كان مستقیما صحیحا، روى عنه محمد بن عیسى بن عبید فی حال استقامته.


و فی كلام الشیخ و النجاشی و ابن الغضائری أن لأخیه فارس أیضا حال استقامة ثم تغیر و خلط و فسد، فهذه المكاتبة منه كانت فی حال الاستقامة.[78]


 


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى) ؛ ج‏1 ؛ ص15


[صفحه 16]


الیهما فهمت ما ذكرتما فاصمدا فی دینكما على مستن فی حبّنا (1) و كل كثیر القدم فی أمرنا، فانهم كافوكما (2) ان شاء اللّه تعالى.


______________________________

قوله علیه السّلام: مستن فی حبنا


على اسم الفاعل افتعالا من السنن بالفتح بمعنى الطریق، أو من السنة بمعنى الطریقة، أو من استنت الطریق بمعنى و ضحت و استن المطر اذا كثر جرى الوابل، و ازداد السیل فی مستنه أی محل جریانه و سیلانه، و سن الامیر رعیته أحسن سیاستهم و القیام بالامر فیهم، و سن فلان ابله أرسلها فی الرعی و أحسن القیام الیها حتى كأنه صقلها، و سن الماء على وجهه صبه علیه و تعهد حسن استیعابه بالغسل.


و المعنى: فاصمدا أی اعتمدا فی دینكما على مستن واضح الاستنان بسنة المعرفة و سنن الهدایه فی ولایتنا، و على كل كبیر التقدم فی سبیل الحق بطریق الامم و الصراط السوی فی أمرنا.


و فی طائفة من النسخ[79] «على مسن» بضم المیم و كسر السین على اسم الفاعل من باب الافعال یقال: أسن اذا كبر بكسر الباء من باب علم أی طعن فی السن و صار شیخا كبیرا فی العمر و التجریب، أو بكسر المیم و فتح السین على اسم الآلة استعارة من المسن و هو ما به یحدد السكین و السیف و غیرهما.


و كل كثیر القدم بالثاء المثلثة من قولهم لفلان قدم فی هذا الامر أی سابقة و تقدم، و له قدم صدق أی رسوخ معرفة و ثبات یقین و اثرة حسنة.


قوله علیه السّلام: فانهم كافو كما


على اسم الفاعل للجمع[80] من الكفایة و اسقاط نون الجمع بالاضافة الى ضمیر التثنیة للخطاب.


[صفحه 17]


..........


______________________________

قال فی الصحاح: كفاه مؤنته كفایة و كفاك الشی‏ء یكفیك و اكتفیت به و استكفیته الشی‏ء فكفایته‏[81]، و هذا رجل كافیك من رجل و رجلان كافیاك من رجلین و رجال كافوك من رجال‏[82].


و فی عدة نسخ كافوتكما بالتاء المثناة من فوق بعد الواو على وزن التابوت، و هو فاعول من الكفت بمعنى الجمع و القبض و الضبط. یقال كفت الراعی مواشیة كفتا أی جمعها و ضم بعضها الى بعض و منه فی الحدیث: اكفتوا صبیانكم باللیل. أی ضموهم إلیكم عند انتشار الظلام. و كل ما ضممته الى شی‏ء فقد كفته. و فی روایة لا ترسلوا مواشیكم و صبیانكم اذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء و اللهم اكفته إلیك أی اقبضه. و الارض تكفت [عند انتشار الظلام‏][83] الناس أحیاء و أمواتا و هی كفاتهم أی تجمعهم قال عز من قائل‏ «أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْیاءً وَ أَمْواتاً[84]» و الكفت أیضا السوق الشدید. و رجل كفت أی سریع شدید.


و فی الحدیث حبب إلی النساء و الطیب و رزقت الكفیت. قال ابن الاثیر: أی ما اكفت به معیشتی یعنی أضمها و أصلحها[85].


لا فعلوة من الكوفة كما قد یتوهم یقال: تكوف القوم أی استداروا و أنه لفی كوفان أی فی حرز و منعة.


و فی النهایة الاثیریة فی حدیث سعد: لما أراد أن یبنی الكوفة قال: تكوفوا فی هذا الموضع، أی اجتمعوا فیه و به سمیت الكوفة، و قیل: كان اسمها قدیما


[صفحه 18]


..........


______________________________

كوفان‏[86].


و أما التابوت أی الصندوق فلیس بفاعول لقلته‏[87] نحو سلس و قلق، بل فعلوت من التوب الرجوع، فانه لا یزال یرجع الیه ما یخرج منه، و صاحبه یرجع الیه فیما یحتاج الیه من مودعاته، لا فعلوت منه اذ أصله تابوة مثل ترقوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنیث تاء على مذهب الصحاح.


و فی الكشاف جعله فعلوتا قال: و أما من قرأ بالهاء فهو فاعول عنده الا فیمن جعل هاءه بدلا من التاء لاجتماعهما فی الهمس، و أنهما من حروف الزیادة و لذلك أبدلت من تاء التأنیث. قیل: كان منحوتا من خشب الشمشاد مموها بالذهب نحوا من ثلاثة أذرع فی ذراعین[88].


فیه سكینة: أی حكمة.


و فی المفردات: انه عبارة عن القلب و السكینة و عما فیه من العلم، و یسمى القلب سقط العلم و بیت الحكمة و تابوته و وعاءه و صندوقه[89].


و فی أساس البلاغة: ما أودعت تابوتی شیئا ففقدته، أی ما أودعت صدری علما فعدمته‏[90].


و قال الجوهری: قال القاسم بن المعن: لم تختلف لغة قریش و الانصار فی شی‏ء من القرآن الا فی التابوت، فلغة قریش بالتاء و لغة الانصار بالهاء[91].


 

 [38] في« ن» و« س»: بنى

[39] و في المصدر: فأعربه

[40] الصحاح 6/ 2258

[41] رجال بن داود: 134

[42] رجال ابن داود: 19

[43] في ن: كما

[44] القاموس: 2/ 286

[45] الرواشح السماوية: 76

[46] رجال الشيخ: 463

[47] الخلاصة: 251 قال: و الوجه عندى التوقف فيما يرويه

[48] رجال الشيخ: 351 و في« ن»: الخطابى.

[49] القاموس 4:/ 346

[50] رجال الشيخ: 380 و ليس فيه روى عن أبى الحسن موسى عليه السلام

[51] رجال النجاشى: 211

[52] القاموس: 4/ 395

[53] اساس البلاغة: 178

[54] سورة الانفال: 27

[55] سورة التحريم: 10

[56] سورة المائدة: 13

[57] سورة غافر: 19

[58] المفردات: 162

[59] سورة الانفال: 58

[60] و في« س» و« ن»: كفلت

[61] سورة البقرة: 187

[62] الصحاح: 5/ 2071- 2072

[63] و في النسخ كله و كذا في نسخة السيد من الرجال: تأويل المبطلين و تحريف الغالين و انتحال الجاهلين.

[64] في« ن»: اشراف

[65] سورة آل عمران: 161

[66] الصحاح: 5/ 1784

[67] نهاية ابن الاثير: 3/ 381

[68] سورة آل عمران: 7

[69] سورة الاعراف: 53

[70] سورة النساء: 59

[71] أصول الكافى: 1/ 24- 25

[72] رجال الشيخ: 487

[73] اصول الكافى: 1/ 39

[74] روى نحوه في البحار: 1/ 195

[75] نهاية ابن الاثير: 1/ 67 و ما بين المعوقين للمصدر.

[76] القاموس: 3/ 2

[77] و في« م»: نفطوية

[78] كشى، محمد بن عمر، اختيار معرفة الرجال، 2جلد، موسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث - ايران - قم، چاپ: 1، 1404 ه.ق.

[79] كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.

[80] و في« ن»: الجمع منه الكفاية.

[81] في المصدر: فكفانيه

[82] الصحاح: 6/ 2475

[83] الزيادة من« س».

[84] المرسلات: 25

[85] نهاية بن الاثير: 4/ 184

[86] نهاية بن الاثير: 4/ 210

[87] و في« س» لقلة.

[88] الكشاف: 1/ 380

[89] المفردات: 72

[90] أساس البلاغة: 59

[91] الصحاح: 1/ 92