کد مطلب:58926 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:252

تصدیر











لا ریب فی أنّ الجهود التی بذلها أصحاب رسول اللَّه صلی الله علیه و آله كان لها بالغ الأثر فی نشر الإسلام وتحقیق غایاته. ومن الطبیعی أنّ بعضهم كانت لهم تضحیات أكثر من غیرهم وكان لهم فضل الأسبقیة فی دخول الإسلام، وقد سمّی الرسول الكریم تلك التضحیات «فضائل»، وطفق یثنی علی أصحابها بآیات المدح والتكریم.

وكان أمیرالمؤمنین علیه السلام أوّل من آمن بالرسول صلی الله علیه و آله ووقف إلی جانبه منذ البدایة متحمّلاً ألوان الأذی والمشقّة، وبقی ظهیراً له فی جمیع المواقف والشدائد. ومن الطبیعی والحالة هذه أن یكون أكثر أصحاب الرسول فضلاً، وهذا ما صرّح به الرسول فی مواقف شتّی، حیث قال صلی الله علیه و آله: «هذا علیٌّ أقدمكم سلماً وإسلاماً».[1] .

یتّضح لنا بكل جلاء من خلال دراسة الأحادیث الواردة عن رسول اللَّه فی فضائل ومناقب الصحابة أنّ أیاً منهم لا یتحلّی بمثل هذه الفضائل جملةً.

وعلی الرغم من محاولات خلفاء بنی اُمیّة وبنی العباس منع نشر الأحادیث الواردة فی ذكر فضائله، غیر أنّ الكثیر منها بقی فی المصادر الحدیثیّة لدی الشیعة

[صفحه 8]

والسنّة، وهذا القدر یَنمُّ بحدّ ذاته عن حقائق مهمّة بشأن شخصیّته، بحیث لا تكاد تجد كتاباً من الكتب الجامعة للأحادیث إلّا وفیه شیئاً من تلك الأحادیث، بل حتّی أنّ بعضها خُصِّص لذكر فضائله.

شخصیات سنّیة مهمّة كالنسائی جعلت مناقب أمیرالمؤمنین علیه السلام موضوعاً لكتاب أُفرد لهذا الغرض وجاء تحت عنوان «خصائص أمیرالمؤمنین». وهذا ما یعكس إغفالهم لمزایا أمیرالمؤمنین علیه السلام.

وكذلك دوّن الحافظ المحدّث أبوبكر أحمد بن موسی بن مردویه الإصفهانی (ت 410 ه) خصائص أمیرالمؤمنین وما ورد فی مدحه من أحادیث الرسول وكلمات الصحابة. ولكن ممّا یبعث علی الأسف هو أنّ هذا الكتاب مفقود حالیاً ولم یبقَ منه إلّا ما نقلته عنه كتب السنّة والشیعة من روایات وأخبار.

والكتاب الذی بین یدیك عبارة عن جهود بُذلت فی سبیل اقتطاف ما ورد من مناقبه فی المصادر الحدیثیة المختلفة، وتمّت بذلك إعادة تدوین الكتاب المفقود. وجری أیضاً جمع بعض الروایات التی تنصّ علی أنّ بعض الآیات القرآنیّة نزلت فی شأن أمیرالمؤمنین علیه السلام تحت عنوان «ما نزل من القرآن فی علی» ویبدو أنّ هذا الموضوع یمثّل باباً من أصل كتاب «مناقب علیّ بن أبی طالب» لابن مردویه.

تبنّی مهمّة جمع هذه الأحادیث الأخُ الفاضل عبدالرزاق محمّد حسین حرزالدین، وكتب مقدّمةً شرح فیها سیرة المؤلّف. ولا یسعنا هنا إلّا أن نتقدّم له بوافر الشكر والتقدیر، متمنّین له الموفقیة والنجاح.

مركز البحوث فی دارالحدیث

[صفحه 9]


صفحه 8، 9.








    1. راجع: الحدیث 42، و مع اختلاف یسیر فی: شواهد التنزیل، ج 2، ص 357 (ح 1003).