کد مطلب:205448 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:397

عبادته
أخذ أهل البیت علیهم السلام كثرة العبادة عن جدهم الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم، فقد تورمت قدماه صلی الله علیه و آله و سلم من كثرة الصلاة، حتی خاطبه الجلیل تعالی: «طه ما أنزلنا علیك القرءان لتشقی». و سئل صلی الله علیه و آله و سلم: ألم یغفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟

فقال: أفلا أكون عبدا شكورا.

و علی هذا النهج سار أمیرالمؤمنین علیه السلام، فكان یصلی فی الیوم و اللیلة ألف ركعة، و شوهد فی صفین یصلی ورده بین الصفین، و النبال تمر علی صماخیه كأنها المطر فلا یرتاع لذلك [1] .

و لئن فاتت الامام الصادق علیه السلام معاینة عبادة جدیه: الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم و أمیرالمؤمنین علیه السلام، فقد شاهد عبادة جده علی بن الحسین علیه السلام، الذی أخذت ألقابه من عبادته فصار لا یعرف الا بزین العابدین، السجاد، ذی الثفنات، و قد تواتر النقل: بأنه كان یصلی فی الیوم و اللیلة ألف ركعة [2] .

و الامام الصادق علیه السلام غصن من هذه الشجرة المباركة، و فرع لهذه الدوحة العلویة، فلا غرو ان كانت عبادته كعبادتهم علیهم السلام، و قد تحدث أهل التاریخ و السیر عن عبادته علیه السلام، و كتبوا فی ذلك الكثیر.

قال كمال الدین محمد بن طلحة الشافعی: هو من عظماء أهل البیت



[ صفحه 407]



و ساداتهم، ذو علوم جمة، و عبادة موفرة، و أوراد متواصلة، و زهادة بینة، و تلاوة كثیرة، یتبع معانی القرآن الكریم، و یستخرج من بحر جواهره، و یستنتج عجایبه، و یقسم أوقاته علی الطاعات بحیث یحاسب نفسه. رؤیته تذكر الآخرة، و استماع كلامه یزهد فی الدنیا، و الاقتداء بهدیه یورث الجنة [3] .

و قال أبوالفتح الأربلی: وقف نفسه الشریفة علی العبادة، و حبسها علی الطاعة و الزهادة، و اشتغل بأوراده و تهجده و صلاته و تعبده [4] .

و قال أبونعیم الأصبهانی: اقبل علی العبادة و الخضوع، و آثر العزلة و الخشوع [5] .

و قال سبط ابن الجوزی: قال علماء السیر: كان قد اشتغل بالعبادة عن طلب الرئاسة [6] .

و قال الأستاذ سید الأهل فی صفته: یعلم الزهاد زهدا الخ [7] .

نعود فنذكر بعض ما ذكروه من عبادته علیه السلام:

1 - قال مالك بن أنس - امام المذهب - جعفر بن محمد اختلفت الیه زمانا، فما كنت أراه الا علی احدی خصال ثلاث: اما مصل، و اما صائم، و اما یقرأ القرآن [8] .

2 - قال منصور الصیقل: رأیت أباعبدالله علیه السلام ساجدا فی مسجد النبی صلی الله علیه و آله و سلم، فجلست حتی أطلت، ثم قلت: لأسبحن ما دام ساجدا، فقلت:



[ صفحه 408]



«سبحان ربی و بحمده، استغفر الله ربی و أتوب الیه» ثلثمائة ونیفا و ستین مرة، فرفع رأسه [9] .

و یجب علی أمة فیها مثل جعفر بن محمد الصادق، عبادة و ورعا، ینبغی لكل فرد منها أن یقیم الفرائض - علی الأقل - و یؤدی ما افترضه الله تعالی علیه من العبادة.

و كان الله فی عوننا علی اتخاذ هذه السیرة الغراء دلیلا و مرشدا.



[ صفحه 409]




[1] انظر الكتاب الأول من هذه السلسلة.

[2] انظر الكتاب الرابع من هذه السلسلة ص 16.

[3] مطالب السؤول: 2 / 55.

[4] كشف الغمة 240.

[5] حلية الأولياء: 3 / 192.

[6] تذكرة الخواص 192.

[7] انظر كتابه (جعفر بن محمد ص 6).

[8] تهذيب التهذيب: 2 / 105 حياة الامام الصادق عليه السلام للسبيتي 71، أشعة من حياة الامام الصادق عليه السلام: 3 / 58.

[9] أعيان الشيعة 4 ق، 2 / 138.