کد مطلب:205454 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:383

وصایاه
و هذا الموضوع وحده - وصایا الامام علیه السلام - یحتاج الی كتاب مستقل، فكل كتاب یتعرض لسیرته علیه السلام تجد فیه الكثیر من وصایاه و نصائحه و توجیهاته علیه السلام.

و تختلف هذه الوصایا فتارة تكون موجهة لفرد، و أخری لجماعة، و ربما حملها علیه السلام لبعض خواصه علی أن یبلغها شیعته و أصحابه، كما فی وصیته علیه السلام لزید الشحام، و المفضل بن عمر.

و أما أحوجنا الیوم الی الأخذ بهذه الوصایا و النصائح لنستعید ماضینا المجید، و ننهض بالاسلام رسالة عزنا التلید و لیس المهم - فیما أحسب - هو قراءة هذه الوصایا و حفظها، و انما هو العمل بها، و قسر النفس علی تطبیقها.

نعود فنذكر قبسا منها:

1 - من وصیة له علیه السلام الی ولده موسی الكاظم علیه السلام: «یا بنی: اقبل وصیتی، واحفظ مقالتی، فانك ان حفظتها تعش سعیدا، و تمت حمیدا.

یا بنی: انه من رضی بما قسم له استغنی، و من مد عینه الی ما فی ید غیره مات فقیرا، و من لم یرض بما قسم الله عزوجل اتهم الله فی قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غیره، و من استصغر زلة غیره استعظم زلة نفسه.

یابنی: من كشف حجاب غیره انكشفت عورات بیته، و من سل سیف البغی قتل به، و من أحتفر لأخیه بئرا سقط فیها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء اتهم.

یا بنی: ایاك أن تزری بالرجال فیزری بك، و ایاك و الدخول فیما لا یعنیك فتذل لذلك.



[ صفحه 429]



یا بنی: قل الحق لك أو علیك تستشان [1] من بین أقرانك.

یا بنی: كن لكتاب الله تالیا، و للسلام فاشیا، و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهیا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطیا و ایاك و النمیمة فانها تزرع الشحناء فی قلوب الرجال، و ایاك و التعرض لعیوب الناس، فمنزلة المتعرض لعیوب الناس بمنزلة الهدف.

یا بنی: اذا طلبت الجود فعلیك بمعادنه، فان للجود معادن، و للمعادن أصولا، و للأصول فروعا، و للفروع ثمرا، و لا یطیب ثمر الا بفرع، و لا فرع الا بأصل، و لا أصل ثابت الا بمعدن طیب.

یابنی: اذا زرت فزر الأخیار و لا تزر الفجار، فانهم صخرة لا ینفجر ماؤها، و شجرة لا یخضر ورقها، و أرض لا یظهر عشبها».

قال علی بن موسی: فما ترك أبی هذه الوصیة الی أن مات [2] .

2 - من وصیة له علیه السلام لحمران بن أعین:

«أنظر من هو دونك فی المقدرة و لا تنظر الی من هو فوقك، فان ذلك اقنع لك بما قسم الله لك، و أحری أن تستوجب الزیادة منه عزوجل، و أعلم أن العمل الدائم القلیل علی الیقین أفضل عند الله من العمل الكثیر علی غیر یقین، و اعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله، و الكف عن أذی المؤمنین و اغتیابهم، و لا عیش أهنأ من حسن الخلق، و لا مال أنفع من القناعة بالیسیر المجزی، و لا جهل أضر من العجب» [3] .



[ صفحه 430]



3 - من وصیة له علیه السلام الی زید الشحام أمره بتبلیغها:

قال زید الشحام: قال لی أبوعبدالله علیه السلام: «اقرأ من تری أنه یطیعنی منكم و یأخذ بقولی السلام، و أوصیكم بتقوی الله عزوجل، و الورع فی دینكم، و الاجتهاد لله، و صدق الحدیث، و أداء الأمانة، و طول السجود، و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلی الله علیه و آله و سلم.

أدوا الأمانة الی من ائتمنكم علیها برا و فاجرا، فان رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم كان یأمر بأداء الخیط و المخیط. صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم، و عودوا مرضاهم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع فی دینه، و صدق الحدیث، و أدی الأمانة، و حسن خلقه مع الناس، قیل: هذا جعفری، و یسرنی ذلك، و یدخل علی منه السرور، و قیل: هذا أدب جعفر، واذا كان غیر ذلك، دخل علی بلاؤه و عاره و قیل: هذا أدب جعفر، فو الله حدثنی أبی: أن الرجل كان یكون فی القبیلة من شیعة علی علیه السلام فیكون زینها: أداهم للأمانة، و أقضاهم للحقوق، و أصدقهم للحدیث، الیه وصایاهم و ودائعهم، تسأل العشیرة عنه و یقولون: من مثل فلان؟ انه أدانا للأمانة، و أصدقنا للحدیث» [4] .

4 - من وصیة له علیه السلام الی المفضل بن عمر أمره أن یبلغها شیعته:

«أوصیك بست خصال تبلغهن شیعتی: أداء الأمانة الی من ائتمنك، و أن ترضی لأخیك ما ترضاه لنفسك، و أعلم أن للأمور أواخر فاحذر العواقب، و ان للأمور بغتات فكن علی حذر، و ایاك و مرتقی جبل سهل اذا كان المنحدر وعرا، و لا تعدن أخاك وعدا لیس فی یدك وفاؤه» [5] .

5 - من وصیة له علیه السلام الی سفیان الثوری:

قال سفیان الثوری: لقیت الصادق ابن الصادق جعفر بن محمد علیهماالسلام فقلت:



[ صفحه 431]



یا ابن رسول الله أوصنی، فقال: «یا سفیان لا مروءة لكذوب، و لا أخ لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسی ء الخلق.

فقلت: یا ابن رسول الله زدنی.

فقال لی: یا سفیان: ثق بالله تكن مؤمنا، و ارض بما قسم الله لك تكن غنیا، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر فیعلمك من فجوره، و شاور فی أمرك الذین یخشون الله عزوجل.

فقلت: یا ابن رسول الله زدنی.

فقال لی: یا سفیان من أراد عزا بلا عشیرة، و غنی بلا مال، و هیبة بلا سلطان، فلینتقل من ذل معصیة الله الی عز طاعته.

فقلت: یا ابن رسول الله زدنی.

فقال: یا سفیان أدبنی والدی بثلاث و نهانی عن ثلاث، فأما اللاتی أدبنی بهن فانه قال لی: با بنی من یصحب السوء لا یسلم، و من لا یملك لسانه یندم، و من یدخل مداخل السوء یتهم.

قلت: یا ابن رسول الله فما الثلاث اللواتی نهاك عنهن.

قال: نهانی أن أصاحب حاسد نعمة، و شامتا بمصیبة، أو حامل نمیمة.

ثم أنشدنی:



عود لسانك قول الخیر تحظ به

ان اللسان لما عودت معتاد



موكل بتقاضی ما سننت له

فی الخیر و الشر فانظر كیف تعتاد» [6] .

6 - من وصیة له علیه السلام السلام الی أبی أسامة:

«علیك بتقوی الله، و الورع، و الاجتهاد، و صدق الحدیث، و أداء الأمانة، و حسن الخلق، و حسن الجوار، و كونوا دعاة الی أنفسكم بغیر ألسنتكم، و كونوا زینا و لا تكونوا شینا، و علیكم بطول الركوع و السجود» [7] .



[ صفحه 432]



7 - من وصیة له علیه السلام الی المنصور العباسی حینما قال له: حدثنی عن نفسك بحدیث اتعظ به و یكون لی زاجر صدق عن الموبقات.

فقال علیه السلام: «علیك بالحلم فانه ركن العلم، و املك نفسك عند أسباب القدرة، فانك ان تفعل ما تقدر علیه كنت كمن شفی غیظا، أو تداوی حقدا، أو یحب أن یذكر بالصولة، و اعلم بأنك ان عاقبت مستحقا لم تكن غایة ما توصف به الا العدل و الحال التی توجب الشكر أفضل من الحال التی توجب الصبر».

قال المنصور: وعظت فأحسنت، و قلت فأوجزت [8] .

8 - من وصیة له علیه السلام الی أصحابه:

«استنزلوا الرزق بالصدقة، و حصنوا المال بالزكاة، و ما عال من اقتصد، و التدبیر نصف المعیشة، و التودد نصف العقل، و قلة العیال أحد الیسارین، و من أحزن والدیه فقد عقهما، و من ضرب یده علی فخذه عند مصیبة فقد حبط أجره، و الصنیعة لا تكون صنیعة الا عند ذی حسب و دین، و الله تعالی ینزل الرزق علی قدر المؤونة، و منزل الصبر علی قدر المصیبة، و من أیقن بالخلف جاد بالعطیة، و من قدر معیشته رزقه الله، و من بذر معیشته حرمه الله» [9] .

9 - من وصیة له علیه السلام الی بعض أصحابه:

«اذا أراد أحدكم أن لا یسأل ربه شیئا الا أعطاه، فلییأس من الناس كلهم، و لا یكون له رجاء الا من عند الله عز ذكره، فاذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم یسأله شیئا الا أعطاه. فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا علیها، فان للقیامة خمسین موقفا، كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا: «فی یوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون» [10] .



[ صفحه 433]



10 - من وصیة له علیه السلام لجمیل بن دراج:

«خیاركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم، و من صالح الأعمال البر بالاخوان و السعی فی حوائجهم، و فی ذلك مرغمة للشیطان، و تزحزح عن النیران، و دخول الجنان.

یا جمیل أخبر بهذا الحدیث غرر أصحابك.

قال: جعلت فداك من غرر أصحابی؟

قال: هم البارون بالاخوان فی العسر و الیسر.

ثم قال: یا جمیل أما ان صاحب الكثیر یهون علیه ذلك، و قد مدح الله عزوجل صاحب القلیل فقال: (و یؤثرون علی أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من یوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)» [11] .

11 - جاء الیه رجل فقال له: بأبی أنت و أمی عظنی موعظة.

فقال علیه السلام:

«ان كان الله تبارك و تعالی قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا، و ان كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا، و ان كان الحساب حقا فالجمع لماذا، و ان كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا، و ان كانت العقوبة من الله عزوجل النار فالمعصیة لماذا، و ان كان الموت حقا فالفرح لماذا، و ان كان العرض علی الله عزوجل حقا فالمكر لماذا، و ان كان الشیطان عدوا فالغفلة لماذا، و ان كان الممر علی الصراط حقا فالعجب لماذا، و ان كان كل شی ء بقضاء و قدر فالحزن لماذا، و ان كانت الدنیا فانیة فالطمأنینة الیها لماذا؟» [12] .

12 - عن خیثمة قال: قال لی جعفر علیه السلام:

«أبلغ شیعتنا أنه لن ینال ما عند الله الا بعمل، و أبلغ شیعتنا ان أعظم الناس حسرة یوم القیامة من وصف عدلا ثم یخالفه الی غیره».



[ صفحه 434]



13 - من وصیة له علیه السلام الی بعض أصحابه كتبها الیه جوابا لكتابه:

«أما بعد فانی أوصیك بتقوی الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن یحوله عما یكره الی ما یحب، و یرزقه من حیث لا یحتسب، فایاك أن تكون ممن یخاف علی العباد من ذنوبهم، و یأمن العقوبة من ذنبه، فان الله عزوجل لا یخدع عن جنته، و لا ینال ما عنده الا بطاعته ان شاء الله» [13] .

14 - عن أبی بصیر قال: دخلت علی أم حمیدة أعزیها بأبی عبدالله علیه السلام، فبكت و بكیت لبكائها، ثم قالت: یا أبامحمد لو رأیت أباعبدالله عند الموت لرأیت عجبا، فتح عینیه ثم قال: اجمعوا لی كل من بینی و بینه قرابة، فلم نترك أحدا الا جمعناه، فنظر الیهم ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة [14] .



[ صفحه 435]




[1] تستشان: أي يكون لك شأن و منزلة.

[2] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 207 الامام الصادق للمظفري: 2 / 40. مطالب السؤول: 2 / 57، الامام الصادق لمحمد أبي زهرة 67، صفة الصفوة: 2 / 95. الفصول المهمة 210 غرر الغرر 50، نور الأبصار 214. كشف الغمة 233. حياة الامام الصادق للسبيتي 28.

[3] تحف العقول، 265، أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 193. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 110.

[4] الامام الصادق للمظفري: 2 / 53.

[5] أصول الكافي: 2 / 636، تحف العقول: 270. أعيان الشيعة: 4 / 197. الامام الصادق للمظفري: 2 / 63. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 120.

[6] حياة الامام الصادق للسبيتي 37.

[7] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 209. الامام الصادق و المذاهب الأربعة: 4 / 89.

[8] أمالي الشيخ الصدوق 491.

[9] حلية الأولياء: 3 / 195. أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 205.

[10] الروضة من الكافي 143.

[11] الخصال 97.

[12] التوحيد 376.

[13] الروضة من الكافي 49.

[14] عقاب الأعمال، 288.