کد مطلب:221249
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:332
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سید الأنبیاء والمرسلین محمد و آله الطیبین الطاهرین المعصومین واللعن الدائم علی اعدائهم أجمعین من الآن الی قیام یوم الدین:
أما بعد: فهذا هو الكتاب المسمی ب:
جزاء اعداء
الامام الكاظم - صلوات الله تعالی علیه -
فی دار الدنیا
و هو الجزء الثانی عشر من موسوعة:
جزاء الأعمال فی دار الدنیا
أسأل الله العلی القدیر أن یجعل هذا السعی الیسیر والاقدام الأقل من القلیل خالصا لكریم وجهه و احیاءا لأمر أهل بیته و اقتصاصا لآثارهم و مذاكرة لأحادیثهم (صلواته و سلامه تعالی علیهم).
و أسأله عزوجل بحقهم أن یرزقنی البركة والخیر والثواب والأجر علیه و ینفعنی به یوم لا ینفع مال و لا بنون الا من أتی الله بقلب سلیم. و أسأله تعالی أن یشارك فی أجره و ثوابه والدی
[ صفحه 12]
و والدتی و أهلی و اساتذتی و مشائخ اجازتی و من كان له حق علی و كذلك من یساهم فی طبع و نشر هذا التراث المنیف و یؤید المؤلف فی استمرار هذا الطریق الشریف.
التنبیه علی امور:
1- الأحادیث المذكورة فی هذا الكتاب انما هی منقولة من (105) كتابا تعد مصادر موسوعة:
جزاء الأعمال فی دار الدنیا
2- اسم هذا الكتاب الشریف مقتبس من بعض عناوینه المذكورة فیه. و انما هو من قبیل: تسمیة الشی ء بأسم بعض اجزاءه.
و هذا لا یعنی أن كل من ذكر أسمه فی هذا الكتاب - و اصابه من الجزاء ما اصابه - یعد من جملة اعداء الامام الكاظم - صلوات الله تعالی علیه -.
اذا تری - أیها القاری ء العزیز - فی طوایا هذا الكتاب الشریف اخبارا و احادیث تتعلق ببعض اشخاص مؤمنین - لم یكونوا من جملة اعداء الأمام علیه السلام - بل انما اصابهم من الجزاء ما اصابهم. لمخالفتهم امر الأمام علیه السلام و عدم اعتنائهم بما اشار علیه السلام به الیهم. و ابائهم عن قبول نصائحه علیه السلام و ارشاداته لهم - فلا تغفل -.
فأمثال هؤلاء الاشخاص - و ان لم یكونوا من جملة اعداء الامام علیه السلام. و لم یعدوا من المعاندین والمخالفین له علیه السلام - ولكنهم لما خالفوا امره علیه السلام و لم یقبلوا نصیحته و ارشاداته علیه السلام اصابهم من الجزاء ما اصابهم.
[ صفحه 13]
و قد تری - أیها العزیز - فی طوایا هذا الكتاب أحادیث تذكر فیها جزاء بعض المنسوبین الی الذریة الطیبة لما صدر منهم من التجاسر الی ساحة الامام المعصوم - صلوات الله تعالی علیه - و عدم انقیادهم لمقامه الالهی و منصبه الربانی.
و لتمرد بعضهم علی الامام علیه السلام و انتهاكهم لحرمته المقدسة و تجرئهم علیه علیه السلام. حسدا لمقاماته العالیة و حقدا لمراتبه السامیة.
و ادعاء بعضهم الامامة بغیر حق وسعایة بعض آخر منهم بالامام - صلوات الله تعالی علیه - الی الحكام والظلمة والطغاة. طمعا فی حطام الدنیا الدنیة وسعیا لأخماد نور شمس الامامة النیرة المشرقة.
و قال تعالی: یریدون لیطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
و قوله تعالی: و یأبی الله الا أن یتم نوره ولو كره الكافرون.
و معلوم ان مرارة امثال هذه الظلمات - التی صدرت من بعض هؤلاء المنسوبین - كان اشد و اكثر علی الامام - صلوات الله تعالی علیه - مما صدر - أمثال ذلك - من غیرهم. اذ: حسنات الابرار سیئات المقربین.
[ صفحه 14]
و قال الامام السجاد - صلوات الله تعالی علیه -:
لمحسننا كفلان من الأجر و لمسیئنا ضعفان من العذاب.
كما جاء فی قوله تعالی: یضاعف لها العذاب ضعفین.
و قوله تعالی: انه لیس من أهلك. انه عمل غیر صالح و جاء فی الحدیث - فی ذیل هذه الآیة -:... فأخرجه الله عزوجل أن یكون من أهله - بمعصیته -.
فأذا لا مجاملة و لا مماشاة و لا مسامحة فی هذا المجال.
و ان الله تعالی لا یستحی من الحق.
كما جاء فی الحدیث: عدو محمد صلی الله علیه و آله من عصی الله و ان كان سیدا قرشیا و ولی محمد صلی الله علیه و آله من اطاع الله ولو كان عبدا حبشیا.
و كما جاء فی حدیث آخر: من خالف دین الله. فأبرء منه كائنا من كان. من أی قبیلة كان.
و من عادی الله فلا تواله. كائنا من كان. من أی قبیلة كان.
و قال الامام الرضا - صلوات الله تعالی علیه -: من لم یتق الله و لم یراقبه. فلیس منا و لسنا منه.
نعم وردت هناك روایات و أحادیث تومی ء و تشیر أن كثیرا من أمثال هؤلاء المنسوبین الی الذریة الطیبة. تشملهم حسن
[ صفحه 15]
العاقبة و لا یموتون الا تائبین.
كما جاء فی التوقیع الشریف:
و اما سبیل عمی جعفر. فسبیل اخوة یوسف.
و انما تعرضنا لهذا التنبیه - ههنا - دفعا لتوهم بعض الاشخاص و جوابا لشبهة - قد ربما - تبادر فی ذهن بعض الافراد. و توضیحا لأشكال و اعتراض - قد ربما نواجهه - من قبل بعض من التفت الی اسم الكتاب و عنوانه. ثم اطلع علی محتویاته و مضامینه.
و قد قال أمیرالمؤمنین - صلوات الله تعالی علیه -:
الحق لا یعرف بالرجال. فأعرف الحق تعرف أهله.
3- تسهیلا للعثور علی الجزاء المذكور فی الحدیث والخبر و اطلاعا علی المعاقبة التی عوقب بها.
كتبنا ما یتعلق بالجزاء والمعاقبة بخط اوضح حتی یتمیز ذلك من متن الخبر.
4- نستغفر الله تبارك و تعالی و نستعذر ساحة الامام الكاظم - صلوات الله تعالی علیه - المقدسة. من نقل بعض التجاسر - الذی تجاسر به - بعض الخبثاء من الاعداء - لساحة الامام الكاظم - صلوات الله تعالی علیه - المقدسة الألهیة المعصومة الطاهرة - و درجها فی هذا الكتاب و تكرار الفاظ الجسارة التی تجاسر بها هؤلاء المتجاسرون.
[ صفحه 16]
و انما اوردنا تلك الاحادیث و الأخبار كما جاءت فی مصادرها و ذكرت فی مظانها. من دون تغییر أو تصرف أو تبدیل - من قبلنا - فیها.
5- لا یدعی مؤلف هذا التألیف بأنه ذكر جمیع الأحادیث فی الأبواب المناسبة لها و تحت العناوین التی تلیقها و یعترف - بدایة - بأنه قد لم یذكر بعض الأحادیث المناسبة لموضوع هذا التألیف فی أبوابها - غفلة و سهوا و خطاءا منه - اذ الانسان محل الخطأ والسهو والنسیان.
والعصمة مخصوصة بأهلها - علیهم صلوات الرحمن -.
و هذا لا یكون الا لوسع نطاق هذا الموضوع العزیز و عجز هذا المؤلف الفقیر من التتبع الكامل فی هذا المجال.
فلذا یدرج فی آخر مجلدات هذه الموسوعة باب بعنوان:
- الاستدراكات -
و هو متضمن للأحادیث التی لم تذكر - أحیانا - فی أبوابها المناسبة لها. رغم وجودها فی المصادر.
- ان شاء الله تعالی - بحق محمد و آله المعصومین - صلوات الله و سلامه تعالی علیهم أجمعین -.
العبد الفقیر الی رحمة ربه الغنی
السید هاشم الناجی الموسوی الجزائری
[ صفحه 17]