کد مطلب:240859 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:269

الامثال
الأمثال: جمع المثل فمنها المثل السائر، و منها المثل القیاسی.

المثل السائر:

و هو ما قاله القائل فی واقعة اقتضته، ثم سار علی الألسن یتمثل به فی الشی ء المشابه لتلك الواقعة من غیر تبدیل، و منه المثل النبوی: «لا ینتطح فیها عنزان» الوارد فی قصة العصماء أم المنذر. [1] قال أبوهلال العسكری فی جمهرة الأمثال: جعل كل حكمة سائرة مثلا، و قد یأتی القائل بما یحسن من الكلام أن یتمثل به إلا أنه لایتفق أن یسیر فلایكون مثلا. [2] .

قال بعض:

یعنی أن الشیوع و الانتشار و كثرة الدوران علی الألسن هو ما یفرق بین الحكمة و المثل. قالقول الصائب الصادر عن تجربة یسمی (حكمة) إذا لم یتداول، و یسمی (مثلا) إذا كثر استعماله و شاع أداؤه فی المناسبات المختلفة. و یعرف حینئذ بأنه القول السائر یشبه به حال الثانی بالأول، أو الذی یشبه مضربه بمورده، و المراد بالمورد: الحالة المشبهة التی أریدت بالكلام. [3] .

و المثل القیاسی:

الكلام المنشكل من أی وصف أوقصة، أو تصویر من أمر معقول، أو محسوس یجمع بین جمال التصویر و حسن الأداء، و الذی یسمیه علماء البیان «التمثیل المركب» [4] المنتزع وجه من متعدد و إن لم یسبق له ذكر، و هو صالح للتطبیق علی ما یریده المتكلم و یمثل أهدافه. كالمثل العلوی الذی رواه الشیخ الطوسی طاب ثراه بإسناده عن الأصبغ قال: «كان أمیرالمؤمنین علیه السلام إذا أراد أن یوبخ الرجل یقول: و الله لأنت أعجز من تارك الغسل یوم الجمعة...» [5] .



[ صفحه 9]



و هو مثل قیاسی ارتجله علیه السلام لمارامه من توبیخ الرجل، و لئن سار بعد ذلك علی الألسن صار مثلا سائرا و لیس السیر شرطا فی المثل القیاسی فی مقام التمثیل بأن یسبق له ذكر، كیف و هو كالطبیعة من كل إنسان لا یكاد ینفك عنه، من أی لغة لغته، و أی مكان كان فله الارتجال بكل ما یتوخاه من تشبیه أوغیره فی كلامه لتفهیم هدفه المنشود. و نحن كما یأتی بیانه فلی المنهج اعتمدنا علی التفسیر الشامل لهما و لغیرهما.


[1] الأمثال النبوية 125:2، رقم المثل 439، حرف (لا).

[2] علي حاشية مجمع الأمثال 5:1.

[3] أمثال الحديث 83، لعبد المجيد. مطبعة السنة المحمدية مصر، 1975.

[4] والتشبيه المركب، و المجاز المركب.

[5] الوسائل 947:2، باب 7 من أبواب الأغسال المندوبة، الحديث 2، علل الشرائع للشيخ الصدوق طاب ثراه 285:1.