کد مطلب:240860
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:233
الحکم
الحكم: واحدها الحكمة: و هی العلم الذی یرفع الإنسان عن فعل القبیح. مستعار من حكمة اللجام: هی ما أحاط بحنك الدابة یمنعها عن الخروج [1] .
قال ابن الأثیر: و فی الحدیث: «ما من آدمی إلا و فی رأسه حكمة، و فی روایة فی رأس كل عبد حكمة، إذاهم بسیئة فإن شاء الله أن یقدعه بها قدعه» الحكمة: حدیدة فی اللجام تكون علی أنف الفرس و حنكه تمنعه عن مخالفة راكبه. و لما كانت الحكمة تأخذ بفم الدابة و كان الحنك متصلا بالرأس جعلها تمنع من هی فی رأسه، كما تمنع الحكمة الدابة. [2] «قدعه» من القدع: الكف و المنع.
و قال ابن فارس: یقال: حكمت السفیه و أحكمته: إذا أخذت علی یدیه. قال جریر:
أبنی حنیفة أحكموا سفهاء كم
إنی أخاف علیكم أن أغضبا [3] .
فالحكمة فی اللغة: هی المنع، و فی كل فن یراد منها مالا یراد فی فن آخر و لكن لا یفقد الكل تفسیرها اللغوی: المنع المتناسب معه كما یجمع الجمیع النفع العائد إلی دین الإنسان و دنیاه علی ما اشتهر تعریفها بذلك و فی الشرع قد فسرت بطاعة الله عزوجل، و معرفة الامام علیه السلام كما فی حدیث الامام الباقر علیه السلام [4] فی تفسیر قوله تعالی: «یؤتی الحكمة من یشاء و من یؤت الحكمة فقد أوتی خیرا كثیرا». [5] .
[ صفحه 10]
و بالمعرفة و التفقه فی الدین علی ما فی قول الإمام الصادق علیه السلام. [6] .
و فی العلوی: «الحكمة روضة العقلاء، و نزهة النبلاء»، [7] و الآخر: «خذ الحكمة أنی كانت» [8] .
و الكل یرمی مرمی واحدا: و قد أوضحنا ذلك عند البحث عن المثل النبوی: «الحكمة ضالة المؤمن»، [9] و لا یوجد سبب أقرب لحصولها من إخلاص العمل لله جل جلاله فقد روی الإمام الرضا علیه السلام عن النبی صلی الله علیه و آله أنه قال: «ما أخلص عبدلله عزوجل أربعین صباحا إلا جرت ینابیع الحكمة من قلبه علی لسانه». [10] .
أما فی فن الفلسفة فكما قال السبزواری فی منظومته:
نظمتها فی الحكمة التی سمت
فی الذكر بالخیر الكثیر سمیت
أی فی القرآن المجید بالخیر الكثیر سمیت قال تعالی و تبارك «و من یؤت الحكمة فقد أوتی خیرا كثیرا» لأن الحكمة هی الایمان المشار إلیه بقوله تعالی «و المؤمنون كل ءامن بالله و ملئكته و كتبه و رسله» الآیة: [11] و هی المعرفة بقول الحكماء: الحكمة صیرورة الإنسان عالما عقلیا مضاهیا للعالم العینی، و لأن الحكمة كما قالوا: أفضل علم بأفضل معلوم، أما أنها أفضل علم فلأنها علم یقینی لاتقلید فیه أصلا بخلاف سائر العلوم، و لأن فضیلة العلم إما بفضیلة موضوعه، أوبوثاقة دلائله، أو بشرافة غایته و الكل حق هذا العلم بلاحاجة إلی البیان... [12] .
و السائر علی الألسن من تعریف الحكمة عند أهلها: هی العلم بحقائق الأشیاء بقدر الطاقة البشریة.
[1] مجمع البحرين، في (حكم).
[2] النهاية 420:1.
[3] معجم مقاييس اللغة 91:2، في (حكم).
[4] البحار 215:1.
[5] البقرة: 269.
[6] البحار 215:1.
[7] غرر الحكم 40، حرف الألف.
[8] الأمثال و الحكم المستخرجة من نهج البلاغة: 138.
[9] الأمثال النبوية 376:1، رقم المثل 239، حرف الحاء مع الكاف.
[10] عيون الأخبار 68:2، باب 31.
[11] البقرة: 285.
[12] المنظومة في الحكمة 7.