کد مطلب:250256 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:332

رسائله
یطالعنا فی هذا الفصل نموذج جدید من كلام الامام علیه السلام، الذی أودعه فی رسائله و كتبه الی شیعته، فقد كتب علیه السلام رسائل كثیرة لبعض وجوه المسلمین فی الأقطار الاسلامیة، كما كتب لآخرین فی مناسبات أخری، و هذه الرسائل وسیلة من وسائله علیه السلام الكثیرة التی كان یسلكها فی الدعوة الی الله تعالی، و العمل بأحكامه و الرجوع الی سبیله.

نسجل منها:

1 - روی أنه حمل له حمل بز [1] له قیمة كثیرة فسلب فی الطریق، فكتب الیه الذی حمله یعرفه الخبر.

فوقع بخطه: ان أنفسنا و أموالنا من مواهب الله الهنیئة، و عواریه المستودعة، یمتع ما یمتع منها فی سرور و غبطة، و یأخذ ما أخذ منها فی أجر و حسبة، فمن غلب جزعه علی صبره حبط أجره، و نعوذ بالله من ذلك [2] .

2- من كتاب له علیه السلام الی بعض أولیائه:

«أما هذه الدنیا فانا فیها معترفون، ولكن من كان هواه هوی صاحبه، و دان بدینه فهو معه حیث كان، والآخرة هی دارالقرار» [3] .

3- من كتاب له علیه السلام الی ابن مهزیار جوابا عما كتبه الیه:

«لقد فهمت ما ذكرت وزادنی سرورا، فسرك الله، و أنا أرجو من الكافی الدافع



[ صفحه 168]



أن یكفینی كید كل كائد ان شاء الله، و أسأل الله أن یحفظك من بین یدیك و من خلفك، و فی كل حالاتك، و أبشر فانی أرجو أن یدفع الله عنك، و أسأل الله أن یجعل لك الخیرة فیما عزم لك من الشخوص فی یوم الأحد، فأخر ذلك الی یوم الاثنین، صحبك الله فی سفرك، و خلفك فی أهلك، و أدی عنك أمانتك، و سلمك بقدرته، فاشخص الی منزلك، صیرك الله الی خیر منزل فی دنیاك و آخرتك.

و قد فهمت ما ذكرت من أمر القمیین خلصهم الله و فرج عنهم، و سررتنی بما ذكرت من ذلك و لم تزل تفعله، سرك الله بالجنة، و رضی عنك برضائی عنك، و أنا أرجو من الله العفو و الرأفة و أقول حسبنا الله و نعم الوكیل.

و أما ما سألت من التحلیل لما فی یدیك، فوسع الله علیك و لمن سألت له التوسعة فی أهلك، و لك یا علی ما عندی أكثر من التوسعة، و أنا أسأل الله أن یصحبك بالتوسعة و العافیة، و یقدمك علیه انه سمیع علیم.

و أما ما سألت من الدعاء، فانك لست تدری كیف جعلك الله عندی، و ربما سمیتك باسمك و نسبك، مع كثرة عنایتی بك، و محبتی لك، و معرفتی بما أنت الیه صائر، فأدام الله لك أفضل ما رزقك من ذلك و بلغك بیتك، و أنزلك الفردوس الأعلی برحمته انه سمع الدعاء، حفظك الله و تولاك، و دفع عنك برحمته» [4] .

4 - من كتاب له علیه السلام الی الحسین بن عبدالله النیسابوری و الی سجستان: «أما بعد: فان موصل كتابی هذا ذكر عنك مذهبا جمیلا، و ان مالك من عملك ما أحسنت فیه، فأحسن الی أخوانك، و اعلم أن الله عزوجل سائلك عن مثاقیل الذر و الخردل» [5] .

5 - من كتاب له علیه السلام الی علی بن مهزیار:

«بسم الله الرحمن الرحیم، یا علی أحسن الله جزاك، و أسكنك جنته، و منعك من الخزی فی الدنیا و الآخرة، و حشرك الله معنا.



[ صفحه 169]



یا علی قد بلوتك و خبرتك فی النصیحة، والطاعة، و الخدمة، و التوقیر، و القیام بما یجب علیك، فلو قلت أنی لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، فما خفی علی مقامك و لا خدمتك فی الحر و البرد، فی اللیل و النهار، فأسأل الله اذا جمع الخلائق للقیامة أن یحبوك برحمة تغتبط بها انه سمیع الدعاء» [6] .

6 - من كتاب له علیه السلام الی سعد الخیر:

«بسم الله الرحمن الرحیم، أما بعد فانی أوصیك بتقوی الله، فان فیها السلامة من التلف، و الغنیمة فی المنقلب، ان الله عزوجل یفی بالتقوی عن العبد ما عزب عنه عقله، و یجلی بالتقوی عنه عماه و جهله، و بالتقوی نجا نوح و من معه فی السفینة، و صالح و من معه من الصاعقة، و بالتقوی فاز الصابرون، و نجت تلك العصب من المهالك، و لهم أخوان علی تلك الطریقة، یلتمسون تلك الفضیلة، نبذوا طغیانهم من الایراد بالشهوات، لما بلغهم فی الكتاب من المثلات، حمدوا ربهم علی ما رزقهم و هو أهل الحمد، و ذموا أنفسهم علی ما فرطوا و هم أهل الذم، واعلموا أن الله تبارك و تعالی الحلیم العلیم، انما غضبه علی من لم یقبل منه رضاه، و انما یمنع من لم یقبل منه عطاه، و انما یضل من لم یقبل منه هداه، ثم أمكن أهل السیئات من التوبة بتدبیل الحسنات، فدعی عباده فی الكتاب الی ذلك بصوت رفیع لم ینقطع، و لم یمنع دعاء عباده، فلعن الله الذین یكتمون ما أنزل الله، و كتب علی نفسه الرحمة فسبقت قبل الغضب، فتمت صدقا و عدلا، فلیس یبتدی العباد بالغضب قبل أن یغضبوه، و ذلك من علم الیقین، و علم التقوی، و كل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حین نبذوه، و ولاهم عدوهم حین تولوه، و كان من نبذهم الكتاب: أن أقاموا حروفه، و حرفوا حدوده، فهم یروونه و لا یرعونه، والجهال یعجبهم حفظهم للروایة، والعلماء یحزنهم تركهم للرعایة، و كان من نبذهم الكتاب أن ولوه الذین لایعلمون، فأوردوهم الهوی، و أصدروهم الی الردی، و غیروا عری الدین، ثم ورثوه فی السفه و الصبا، فالأمة یصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك و تعالی، و علیه یردون، بئس للظالمین بدلا



[ صفحه 170]



ولایة الناس بعد ولایة الله، و ثواب الناس بعد ثواب الله، و رضا الناس بعد رضا الله، فأصبحت الأمة كذلك و فیهم المجتهدون فی العبادة علی تلك الضلالة 7 معجبون مفتونون، فعبادتهم فتنة لهم و لمن اقتدی بهم، و قد كان فی الرسل ذكری للعابدین، ان نبیا من الأنبیاء كان یستكمل الطاعة ثم یعصی الله تبارك و تعالی فی الباب الواحد، فیخرج به من الجنة، و ینبذ به فی بطن الحوت، لاینجیه الا الاعتراف و التوبة، فاعرف أشباه الأحبار و الرهبان الذین ساروا بكتمان الكتاب و تحریفه، فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدین.

ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة، الذین أقاموا حروف الكتاب، و حرفوا حدوده، فهم مع السادة و الكثرة، فاذا تفرقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنیا، و ذلك مبلغهم من العلم، لا یزالون كذلك فی طمع و طبع لا یزال یسمع صوت ابلیس علی ألسنتهم بباطل كثیر، یصبر منهم العلماء علی الأذی و التعنیف، یعیبون علی العلماء بالتكلیف، و العلماء فی أنفسهم خانة ان كتموا النصیحة، ان رأوا تائها ضالا لا یهدونه، أو میتا لا یحیونه، فبئس ما یصنعون، لأن الله تبارك و تعالی أخذ علیهم المیثاق فی الكتاب: أن یأمروا بالمعروف و بما أمروا به، و أن ینهوا عما نهوا عنه و أن یتعاونوا علی البر و التقوی و لا یتعاونوا علی الاثم و العدوان، فالعلماء من الجهال فی جهد و جهاد، ان وعظت قالوا: طغیت، و ان علموا الحق الذی تركوا قالوا: خالفت، و ان اعتزلوهم قالوا: فارقت، و ان قالوا: هاتوا برهانكم علی ما تحدثون، قالوا: نافقت، و ان أطاعوهم قالوا: عصیت الله، فهلك جهال فیما لا یعلمون، أمیون فیما یتلون، یصدقون بالكتاب عند التعریف، و یكذبون به عند التحریف فلا ینكرون، أولئك أشباه الأحبار و الرهبان، قادة فی الهوی، سادة فی الردی، و آخرون منهم جلوس بین الضلالة و الهدی، لایعرفون احدی الطائفتین من الأخری، یقولون ما كان الناس یعرفون هذا و لا یدرون ما هو، و صدقوا، تركهم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم علی البیضاء لیلها من نهارها من لم یظهر فیهم بدعة، و لم یبدل فیهم سنة، لا خلاف عندهم و لا اختلاف، فلما غشی الناس ظلمة خطایاهم صاروا امامین: داع الی الله تبارك و تعالی وداع الی النار، فعند ذلك نطق الشیطان فعلی صوته علی لسان أولیائه، و كثر خیله



[ صفحه 171]



و رجله، و شارك فی المال والولد من أشركه، فعمل بالبدعة، و ترك الكتاب و السنة، و نطق أولیاء الله بالحجة، و أخذوا بالكتاب و الحكمة، فتفرق من ذلك الیوم أهل الحق و أهل الباطل، و تخاذل و تهادن أهل الهدی، و تعاون أهل الضلالة، حتی كانت الجماعة مع فلان و أشباهه، فاعرف هذا الصنف، و صنف آخر فأبصرهم رأی العین تحیا، و ألزمهم، حتی ترد أهلك، فان الخاسرین الذین خسروا أنفسهم و أهلیهم یوم القیامة ألا ذلك هو الخسران المبین» [7] .



[ صفحه 172]




[1] بز: سلب.

[2] تحف العقول 336.

[3] تحف العقول 336.

[4] وفاة الامام الجواد للمقرم 60.

[5] بحارالأنوار 121 / 12.

[6] بحارالأنوار 125 / 12.

[7] بحارالأنوار 213 / 17.