کد مطلب:280421 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:232

الخاتمة
أقام الله حجته علی بنی إسرائیل بإرساله الأنبیاء والرسل إلیهم، وقام الأنبیاء والرسل بإرشاد القافلة الإسرائیلیة إلی ما فیه سعادتهم وأخبروهم بما یستقبلهم من أحداث فی بطن الغیب وهم یخبرون بالغیب عن الله تعالی، وحذروهم من مقدمات یترتب علیها فتن تقودهم إلی نتیجة لعن الله أتباعها إلی یوم القیامة، وبشروهم بأبواب یفتحها الله لطف منه تعالی بعباده، وعلی الأبواب هداة عینهم الله وحدد أوصافهم، وأخبروهم أن من أخذ بالأسباب للوقوف علی هذه الأبواب واتبع الذین عینهم الله وحددهم وعمل صالحا فقد نجا.

وعلی امتداد المسیرة الإسرائیلیة صار الصالح والطالح تحت سقف الامتحان والابتلاء. لینظر الله إلی عباده كیف یعملون، وانقسمت المسیرة علی نفسها، وانتهی الاختلاف والافتراق بعد العلم إلی عبادة البعل وأقامت المرتفعات لآلهة الأمم المتعددة، وعلی هذه الرقعة اقتتلوا فیما بینهم علی الملك، ونتیجة لظلمهم بعث الله علیهم البعوث، وتم سبی مملكة إسرائیل بواسطة آشور. وسبی مملكة یهوذا بواسطة بابل، وبعد السبی الأول وقع الیهود تحت حكم خمسة دول: فارس (538 - 333 ق. م) الیونان (333 - 323 ق. م) مصر (323 - 204 ق. م) سوریا (204 - 167 ق. م) فترة المكابین - وهی فترة استقل فیها الیهود من



[ صفحه 203]



الناحیة العملیة (167؟ 63 ق. م) روما (63 - ق. م - 633 م) وأثناء حكمها جاء الفتح الإسلامی.

وفی خاتمة الدعوة الإلهیة إلی بنی إسرائیل. بعث الله إلیهم المسیح عیسی بن مریم علیهما السلام، وعلی امتداد دعوته قامت الفرق الیهودیة التی وقعت فی فتنة المیراث وملحقاتها بالصد عن سبیل الله، وصدع المسیح علیه السلام بالحق فبین لهم ما اختلفوا فیه وبشرهم بالنبی الخاتم صلی الله علیه وآله وسلم. وهو یخبرهم بأن ملكوت الله سینزع من أیدیهم ویسلم إلی شعب آخر، وتكاتفت المجامع الیهودیة من أجل القضاء علی المسیح ودعوته، ولكن الله كف أیدیهم عنه ورفعه إلیه، وبعد رفع المسیح اضطهد الیهود تلامیذه وكان قد أخبرهم بهذا الاضطهاد والقتل، وفی هذه الآونة ظهر بولس علی الساحة. وكان من أشد أعداء الدعوة، وبولس ینتمی إلی طائفة الفریسیین وهی طائفة متطرفة حذر المسیح تلامیذه من تعالیمها، وعندما بدأ بولس یمارس الدعوة باسم المسیح حاول أن ینضم إلی التلامیذ فخافوا منه. إذ لم یصدقوا أنه صار تلمیذ، [1] وبدأ بولس مهمته التی غیر فیها دین المسیح، وصارت المسیحیة الحاضرة مطبوعة بطابعة منسوبة إلیه.

وعلی امتداد المسیرة الإسرائیلیة. دمر هیكل سلیمان فی عهد نبوخذ ناصر (586 ق. م) ثم دمر الهیكل الذی أعاده عزرا ونحمیا (135 ق. م) وبعد أن أعید بناؤه تم تدمیره بواسطة الإمبراطور تیطس (70 م) وقام الإمبراطور هادریان بطرد الیهود من أورشالیم (135 م) وألغی الإمبراطور ثیودوسیوس الحاخامیة الیهودیة (435 م).

وأصبح الطریق مفتوحا أمام الدعوة الخاتمة علی نبیها وآله الصلاة وأذكی السلام. (یریدون لیطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره



[ صفحه 204]



ولو كره الكافرون. هو الذی أرسل رسوله بالهدی ودین الحق لیظهره علی الدین كله ولو كره المشركون). [2] .

وبعد رفع المسیح علیه السلام. لم یعرف إلا النزر الیسیر عن تلامیذه، وكان علیه السلام قد أخبرهم بأنهم سیضطهدون ویقتلون، وفی هذه الآونة ظهر بولس علی الساحة، وكان من أشد الناس علی الدعوة، وكان یعمل بكل ما فی وسعه لاعتقال المؤمنین بها، وبولس ینتمی إلی طائفة الفریسیین. وهی طائفة تقوم ثقافتها علی التفسیر الشفهی للناموس (التلمود). وقد حذر المسیح علیه السلام تلامیذه من تعالیم هذه الطائفة، ودخل بولس إلی النصرانیة بحجة أنه رأی المسیح علی طریق دمشق، وأن المسیح عینه تلمیذا له، وعندما ذهب بولس إلی أورشالیم اتجه نحو التلامیذ لینال منهم شرعیة الدعوة أمام الجموع، وجاء فی سفر أعمال الرسل أنه حاول أن ینضم إلی التلامیذ. فخافوا منه. إذ لم یصدقوا أنه صار تلمیذ، [3] ولكن بولس مارس الدعوة بما له من ذكاء.

وما له من جاه. عند شیوخ الیهود وملوك وحكام الأقالیم، وبدأ بولس فی تنفیذ برنامجه. فألغی الشریعة داخل الحی النصرانی. وشكك فی أحقیة إسماعیل ابن إبراهیم علیهما السلام فی المیراث، وعلی هذا الأصل صد عن سبیل النبی الخاتم وبشاراته فی التوراة والإنجیل، ثم توجه بقافلته نحو الأمم، وهو ما لم یفعله المسیح علیه السلام، ودخول بولس بدعوته إلی ساحة الأمم یعطی: كره لتعالیم المسیح أولا، وإنشاء قاعدة تكون فی خدمة أهدافه القریبة وأهداف الیهود البعیدة ثانیا، والصد عن سبیل الدعوة الخاتمة ثالثا، وذلك لأن المسیح لم یتقدم إلی الساحة الأممیة لأن منهجه یخاطب بنی إسرائیل، وكان



[ صفحه 205]



المسیح یبشر فی نفس الوقت بالنبی الأمی وأمته الأمیة، وهذا یعطی أن الدعوة الخاتمة دعوة عامة. متوجهة إلی البشریة كافة، وبولس بصفته كان متفوقا فی الدیانة الیهودیة كما قال عن نفسه، كان یعلم أن الرسالة الخاتمة ستخاطب الأمم، لهذا تقدم نحو الأمم لیضع وقوده الذی یسیر القافلة نحو أهداف محددة، ویكون عائقا أمام دعوة محددة. وبعد جهد متواصل، أصبح بولس عنوانا للمسیحیة، وصارت المسیحیة الحاضرة مطبوعة بطابعه منسوبة إلیه، ومما یذكر أن الشواهد الكتابیة لهذه المسیرة هی: أناجیل:

متی، مرقص، لوقا، یوحنا، أعمال الرسل، الرؤیا.

وبالجملة: بعد سبی الیهود. حكم فلسطین خمسة دول هی:

فارس (538 - 333 ق. م) والیونان (333 - 323 ق. م) ومصر (323 - 204 ق. م) وسوریا (204 - 167 ق. م) ثم فترة المكابین [4] (167 - 63 ق. م) وروما (63 ق. م - 633 میلادیة).

وأهم الأحداث التی وقعت فی الحی الیهودی: تدمیر هیكل سلیمان فی عهد نبوخذ ناصر (586 ق. م) وتدمیر الهیكل الذی أعاده عزرا ونحمیا (135 ق. م) وبعد إعادة بناء الهیكل. دمره الإمبراطور تیطس (75 میلادیة) وقام الإمبراطور هادریان بطرد الیهود من أورشالیم (عام 135 میلادیة) وألغی الإمبراطور ثیودوسیوس الحاخامیة الیهودیة عام (435 میلا دیة).

وأصبح الطریق مفتوحا أمام الدعوة الخاتمة لیقیم الله بها حجته علی العالمین. (یریدون لیطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، هو الذی أرسل رسوله بالهدی ودین الحق لیظهره علی الدین كله ولو كره المشركون) [5] .



[ صفحه 209]




[1] أعمال الرسل 9 / 26.

[2] سورة الصف آية 8 - 9.

[3] أعمال الرسل 9 / 26.

[4] هي فترة استقل اليهود فيها من الناحية العملية.

[5] سورة الصف آية 8 - 9.