کد مطلب:332588 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:282

تمهید
بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی سیدنا محمد وآله الطیبین الطاهرین، ولعنة الله علی أعدائهم أجمعین من الأولین والآخرین. بعد أن انتهینا من الأدلة المنتخبة علی إمامة أمیر المؤمنین من نصوص الكتاب والسنة، وانتهینا أیضا من الدلیل العقلی علی إمامة أمیر المؤمنین (علیه السلام)، علی ضوء ما أسسه وقرره علماء الكلام من أهل السنة، فی الشروط المعتبرة فی الإمام، وأنه لولا تلك الشروط لما جاز انتخاب ذلك الشخص واختیاره إماما بعد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)، حیث أنهم یقولون بأن الإمامة تكون بالاختیار والانتخاب، وعلی هذا الأساس یعینون له الأوصاف والشروط التی لا بد من توفرها فیه حتی ینتخب، ونحن تكلمنا معهم علی أساس تلك الشروط



[ صفحه 8]



المعتبرة فیما بینهم بالإجماع وعلی ضوء كلمات كبار علمائهم. البحث الآن فی الأدلة التی یقیمونها علی إمامة أبی بكر، ولولا التعرض لهذه الأدلة لبقی البحث ناقصا، لأنا قد أقمنا الأدلة علی إمامة أمیر المؤمنین، لكنهم أیضا یقیمون الأدلة علی إمامة أبی بكر، فلا بد من النظر فی تلك الأدلة أیضا، لنری مدی تمامیة تلك الأدلة بحسب الموازین العلمیة. وفی هذا الفصل من بحثنا أیضا، سنكون ملتزمین بآداب البحث وبقواعد المناظرة، وسنری أنهم یستدلون بأحادیث أو بأدلة تختص بهم أو یختصون هم وینفردون هم بالاستدلال بتلك الأدلة، وبروایة تلك الأحادیث، وقد قلنا وقررنا وأسسنا منذ اللیلة الأولی أن الأدلة یجب أن تكون مورد قبول عند الطرفین، أو تكون الأدلة التی یستدل بها كل طرف مقبولة عند الطرف المقابل، لیتم لهذا الطرف الإلزام والاحتجاج بالأدلة التی یرتضیها الطرف المقابل ویقول باعتبارها. لكن الأدلة التی یستدلون بها علی إمامة أبی بكر أدلة ینفردون هم بها، وإذا كانت روایات، فإنها لیست إلا فی كتبهم وعن طرقهم، ومع ذلك ننظر فی تلك الروایات ونباحثهم علیها، علی أساس كتبهم وروایاتهم وأقوال علمائهم.



[ صفحه 9]



وكما أشرت من قبل، نكون فی هذا الفصل أیضا ملتزمین بآداب البحث، ملتزمین بالمتانة فی الكلام، ملتزمین بعدم التعصب، وكل استدلالاتنا ستكون علی ضوء روایاتهم وكتبهم، لیتضح لهم عدم تمامیة أدلتهم بحسب كلمات علمائهم، فكیف لو أرادوا أن یلزمونا بمثل هذه الأدلة التی هم لا یقبلون بها، وعلماؤهم لا یرتضون بصحتها وجواز الاستدلال بها؟ وعندما نرید أن ننقل تلك الأدلة، نعتمد علی أهم كتبهم، نعتمد علی أشهر كتبهم فی علم العقائد. وأهم كتبهم: كتاب المواقف فی علم الكلام وشرح المواقف وأیضا شرح المقاصد، هذه أهم كتبهم الكلامیة التی ألفت فی القرن الثامن والتاسع من الهجرة، وكانت هذه الكتب تدرس فی حوزاتهم العلمیة، ولأساتذتهم شروح وحواشی كثیرة علی هذه الكتب، فلو رجعتم إلی كشف الظنون وقرأتم ما یقوله صاحب كشف الظنون عنشرح المواقف وعن شرح المقاصد وعن المواقف [1] نفسها، لرأیتم

كثرة الكتب والشروح والحواشی المؤلفة علیها، وإن هذه الكتب أصبحت محورا لتلك الكثرة من الكتب الكلامیة عندهم



[ صفحه 10]



ولا خلاف بینهم فی اعتبار هذه الكتب وأهمیتها، وكونها المعتمد والمستند عندهم فی مباحث العقائد.



[ صفحه 11]




[1] كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 2 / 1780، 1891.