کد مطلب:353448 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:435

المقدمة
خـضعت مؤلفات العلامة السید مرتضی العسكری، للكثیر من البحث والدراسة، و اثارت آراؤه التی بـدا بنشرها منذ اكثر من اربعة عقود من الزمن،ضجة واسعة فی الاوساط العلمیة والثقافیة، وذلك عندما اصدر الطبعة الاولی من كتابه (عبداللّه بن سبا - المدخل) عام 1375 ه ثم اعاد طبعه ثانیة تحت عنوان (عبداللّه بن سبا و اساطیر اخری)، فی مجلدین كبیرین.

وفیما كان الكتاب لا یزال موضوع نقاش و حوار فی الاوساط العلمیة، قدم العلامة العسكری كتابه الثانی (خمسون و مائة صحابی مختلق) ولاقی هذاالكتاب من الاهتمام والانتشار ما لاقاه سابقه.

و تـكـرر الامـر نفسه عندما اصدر العلامة العسكری الجزء الاول من كتابه (احادیث ام المؤمنین عائشة).

و رغـم ان مؤلفات الاستاذ العسكری عمید كلیة اصول الدین، تواصلت بشكل مستمر، وابتعد الزمن عن كتابیه الاولین، الا ان الاهتمام بهما ظل متواصلا، وبقی النقاش والحوار یدور حول الاراء التی طرحها فیهما وكانهما قد صدرا حدیثا،فتكررت طبعات الكتابین فی عدة دول اسلامیة منها العراق ومـصر ولبنان وایران، والسبب فی ذلك یعود الی خطورة المواضیع التی بحثها، واهمیة النتائج التی تفرد فی التوصل الیها.

لقد واجه الكثیر من الباحثین والعلماء صدمة عنیفة عندما قراوا ما كتبه السیدالعسكری، لانه برهن مـن خلال البحث العلمی ان الكثیر من ثوابت كتب التاریخ الاسلامی لا حقیقة لها اصلا، وان الاحكام الـتـی تـرتبت علیها، بحاجة الی اعادة نظر من جدید [1] ، وهذه هی نقطة الخطورة التی صدمت الكثیر من المهتمین والمتخصصین فی مجال التراث الاسلامی وعلومه المختلفة.

ومـن الـطـبیعی ان تتوزع المواقف تجاه آراء العلامة العسكری بین مؤیدومعارض، ولا تزال هذه الـمـواقـف مـمـتدة طوال العقود الاربعة الماضیة، لان آراؤه ظلت مطروحة للنقاش ومتداولة فی الاوساط العلمیة.

والملفت للنظر ان قسما من المؤیدین وكثیرا من المعارضین لم یستوعبوا حقیقة المشروع الفكری لـلـعلامة العسكری، ولم یدركوا ما رام الیه من خدمة للتراث الاسلامی ولوحدة الصف، بحیث یمكن الـقـول انـهـم لم یقراوا مؤلفاته قراءة تامة،انما كانت قراءتهم تجزیئیة ناقصة، وكانت هذه القراءة الـنـاقـصة هی واحدة من اسباب اتخاذ الموقف المعارض، و ربما كانت هناك اسباب اخری منطلقة مـن دوافـع خـاصـة لا عـلاقـة لها بالبحث العلمی والحوار الفكری الموضوعی،كالتعصب الطائفی وتقدیس التاریخ المدون، وهی من المشاكل.


[1] تجدر الاشارة الي ان العلامة العسكري، برهن في كتبه الاخري علي ان هناك الكثير من الاراء.