کد مطلب:370155 چهارشنبه 14 تير 1396 آمار بازدید:606
207- حدثنی محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنی أبو الفضل محمد بن أحمد بن مجاهد، قال: حدثنا العلاء بن محمد بن زكریا بالبصرة، قال: حدثنا عبید اللّه بن محمد بن عائشة، قال حدثنی أبی ان هشام بن عبد الملك حج فی خلافة عبد الملك و الولید، فطاف بالبیت فاراد أن یستلم الحجر فلم یقدر علیه من الزحام، فنصب له منبر فجلس علیه و أطاف به أهل الشام.
فبینا هو كذلك اذ أقبل علی بن الحسین علیه السّلام و علیه ازار و رداء، من أحسن الناس وجها و أطیبهم رائحة بین عینیه سجادة كأنها ركبة عنز، فجعل یطوف بالبیت فاذا بلغ الى موضع الحجر تنحى الناس عنه حتى یستلمه هیبة له و إجلالا، فغاظ ذلك هشاما.
فقال له رجل من اهل الشام لهشام، من هذا الذی قد هابه الناس هذه الهیبة و أفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام: لا أعرفه، لئلا یرغب فیه أهل الشام، فقال الفرزدق و كان حاضرا: لكنی أعرفه، فقال الشامی من هذا یا أبا فراس؟ فقال:
هذا الذی تعرف البطحاء وطأته | و البیت تعرفه و الحل و الحرم | |
هذا ابن خیر عباد اللّه كلهم | هذا التقی النقی الطاهر العلم | |
هذا علی رسول اللّه والده | أمست بنور هداه تهتدی الامم | |
اذا رأته قریش قال قائلها | الى مكارم هذا ینتهی الكرم | |
ینمی الى ذروة العز الذی قصرت | عن نیلها عرب الإسلام و العجم | |
______________________________
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج1، ص: 344
یكاد یمسكه عرفان راحته | ركن الحطیم اذا ما جاء یستلم | |
یغضی حیاء و یغضى من مهابته | فلا یكلم الا حین یبتسم | |
ینشق نور الهدى عن نور غرته | كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم | |
بكفه خیزران ریحها عبق | من كف أروع فی عرنینه شمم | |
مشتقة من رسول اللّه نبعته | طابت عناصره و الخیم و الشیم | |
حمال أثقال أقوام اذا فدحوا | حلو الشمائل یحلوا عنده النعم | |
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله | بجده أنبیاء اللّه قد ختموا | |
اللّه فضله قدما و شرفه | جرى بذاك له فی لوحه القلم | |
من جده دان فضل الانبیاء له | و فضل أمته دانت له الامم | |
عم البریة بالاحسان و انقشعت | عنها العمایة و الاملاق و العدم | |
كلتا یدیه غیاث عم نفعهما | تستو كفان و لا یعروهما العدم | |
سهل الخلیقة لا تخشى بوادره | یزینه خصلتان الخلق و الكرم | |
لا یخلف الوعد میمون نقیبته | رحب الفناء أریب حین یعتزم | |
من معشر حبهم دین و بغضهم | كفر و قربهم منجى و معتصم | |
یستدفع السوء و البلوى بحبهم | و یستربّ به الاحسان و النعم | |
مقدم بعد ذكر اللّه ذكرهم | فی كل یوم و مختوم به الكلم | |
ان عد أهل التقى كانوا ائمتهم | أو قیل من خیر أهل الارض قیل هم | |
لا یستطیع جواد بعد غایتهم | و لا یدانیهم قوم و أن كرموا | |
هم الغیوث اذا ما أزمة أزمت | و الاسد أسد الشرى و الناس محتدم | |
یأبى لهم أن یحل الذم ساحتهم | خیم كریم و أید بالندى هضم | |
لا ینقص العسر بسطا من أكفهم | سیان ذلك ان اثروا و ان عدموا | |
أی الخلائق لیست فی رقابهم | لأوّلیّة هذا أوله نعم | |
من یعرف اللّه یعرف أولیة ذا | فالدین من بیت هذا ناله الامم | |
______________________________
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج1، ص: 345
قال: فغضب هشام و أمر بحبس الفرزدق، فحبس بعسفان بین مكة و المدینة فبلغ ذلك علی بن الحسین علیه السّلام، فبعث الیه باثنى عشر ألف درهم، و قال: أعذرنا یا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردها علیه و قال: یا بن رسول اللّه ما قلت الذی قلت الا غضبا لله و لرسوله، و ما كنت لأرزی علیه شیئا، فردها علیه و قال: بحقی علیك لما قبلتها، فقد رأى الله مكانك و علم نیتك، فقبلها فجعل الفرزدق یهجو هشاما و هو فی الحبس فكان مما هجا به قوله:
أ یحبسنی بین المدینة و التی | الیها قلوب الناس یهوی منیبها | |
یقلب رأسا لم یكن رأس سید | و عینا له حولاء باد عیوبها | |
فبعث الیه فأخرجه.