کد مطلب:67602 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:408

تقدیم











بسم الله الرحمن الرحیم

والحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی محمد واله الطاهرین.

واللعنة علی أعدائهم أجمعین إلی یوم الدین.

وبعد.

فإن اقضیة التی عرفت فی تاریخ الإسلام ب "قضیة الغدیر" تعتبر من أهم القضایا الإسلامیة، وأشدها خطورة وحساسیة. وذلك لأنها تمثل المحور والأساس الذی یتم من خلال الموقف منه تحدید الإتجاه العام للإنسان المسلم، ویرتسم خط مسیرة إلی مصیره، إن من الناحیة العقائدیة، أو الفكریة، أو فی نطاق التشریع، أو فی مجال الإرتباط الشعوری والعاطفی.

وعلی أساس ذلك كله یكون رسم العلاقات فی كل ما ومن یحیط به وتحدد المنطلقات، وتتكون الارتباطات، وتتشكل العوامل والمؤثرات.

ولأجل ذلك، فإن البحث فی هذه القضیة، وإیضاح ما لها من أبعاد، ودلالات، والتعرف علی ما اكتنفها من ظروف وملابسات، یصبح بالغ الأهمیة لكل مسلم یؤمن بربه، یرجو ثوابه، ویخاف سخطه وعقابه فی یوم تتقلب فیه القلوب والأبصار.

وقد جاء هذا البحث المقتضب، الذی بین یدی القاری ء الكریم- والذی نشر فی سنة 1410 ه.ق فی مجلة (تراثنا) التی تصدر فی عم المشرفة- لیوضح جانبا مما یعتقد أنه لم ینل قسط كافیا من العنایة من قبل الباحثین والمحققین، أو هكذا خیل لكاتبه علی الأقل.

وغنی عن القول هنا: أن نظرة عابرة یلقیها القاری ء علی هذا البحث سوف تجعله مقتنعا: أنه قد كان بالإمكان اثراؤه بالنصوص والمصادر بصورة أوسع وأتم، وأوفی مما هو علیه الآن.

إذ من الواضح: أن ما ورد فیه من نصوص ومصادر ما هو إلا غیض من فیض، وقطرة من بحر، وكله یؤید بعضه بعضا، ویشد بعضه أزر البعض الآخر..

فإلی القاری ء الكریم عذری، وله خالص حبی وشكری.

ومن الله نستمد العون والقوة. وهو ولینا، وهو الهادی إلی سبیل الرشاد والسداد.

جعفر مرتضی العاملی